296.الإمام علیّ علیه السلام – مِن کِتابٍ لَهُ إلَى المُنذِرِ بنِ الجارودِ العَبدِیِّ، وقَد خانَ فی بَعضِ ما وَلّاهُ مِن أعمالِهِ -: أمّا بَعدُ، فَإِنَّ صَلاحَ أبیکَ غَرَّنی مِنکَ، وظَنَنتُ أنَّکَ تَتَّبِعُ هَدیَهُ، وتَسلُکُ سَبیلَهُ، فَإِذا أنتَ فیما رُقِّیَ(1) إلَیَّ عَنکَ لا تَدَعُ لِهَواکَ انقِیادا، ولا تُبقی لِآخِرَتِک عَتادا، تَعمُرُ دُنیاکَ بِخَرابِ آخِرَتِکَ، وتَصِلُ عَشیرَتَکَ بِقَطیعَةِ دینِکَ.
ولَئِن کانَ ما بَلَغَنی عَنکَ حَقّا، لَجَمَلُ أهلِکَ وشِسعُ نَعلِکَ خَیرٌ مِنکَ، ومَن کانَ بِصِفَتِکَ فَلَیسَ بِأَهلٍ أن یُسَدَّ بِهِ ثَغرٌ، أو یُنفَذَ بِهِ أمرٌ، أو یُعلى لَهُ قَدرٌ، أو یُشرَکَ فی أمانَةٍ، أو یُؤمَنَ عَلى جِبایَةٍ.(2) فَأَقبِل إلَیَّ حینَ یَصِلُ إلَیکَ کِتابی هذا، إن شاءَ اللّهُ.(3)
1) رقّى علیه کلاما: إذا رَفَعَ (الصحاح: ج 6 ص 2361 «رقى»).
2) فی الطبعة المعتمدة: «خیانة»، والتصویب من نسخة صبحی الصالح.
3) نهج البلاغة: الکتاب 71، الغارات: ج 2 ص 898، بحار الأنوار: ج 33 ص 506 ح 706.