جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الشرکة فی أموال الناس

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

113.الکافی عن عبد الرحمن بن سیابة: لَمّا هَلَکَ أبی سَیابَةُ، جاءَ رَجُلٌ مِن إخوانِهِ إلَیَّ، فَضَرَبَ البابَ عَلَیَّ، فَخَرَجتُ إلَیهِ فَعَزّانی وقالَ لی: هَل تَرَکَ أبوکَ شَیئا؟ فَقُلتُ لَهُ: لا، فَدَفَعَ إلَیَّ کیسا فیهِ ألفُ دِرهَمٍ وقالَ لی: أحسِن حِفظَها، وکُل فَضلَها.

فَدَخَلتُ إلى اُمّی وأنَا فَرِحٌ فَأَخبَرتُها، فَلَمّا کانَ بِالعَشِیِّ أتَیتُ صَدیقا کانَ لِأَبی فَاشتَرى لی بَضائِعَ سابِرِیٍّ وجَلَستُ فی حانوتٍ، فَرَزَقَ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ فیها خَیرا کَثیرا.

وحَضَرَ الحَجُّ فَوَقَعَ فی قَلبی، فَجِئتُ إلى اُمّی وقُلتُ لَها: إنَّهُ(1) قَد وَقَعَ فی قَلبی أن أخرُجَ إلى مَکَّةَ، فَقالَت لی: فَرُدَّ دَراهِمَ فُلانٍ عَلَیهِ، فَهَیَّأتُها(2)، وجِئتُ بِها إلَیهِ فَدَفَعتُها إلَیهِ، فَکَأَنّی وَهَبتُها لَهُ، فَقالَ: لَعَلَّکَ استَقلَلتَها فَأَزیدَکَ؟ قُلتُ: لا، ولکِن قَد وَقَعَ فی قَلبِیَ الحَجُّ، فَأَحبَبتُ أن یَکونَ شَیؤُکَ عِندَکَ.

ثُمَّ خَرَجتُ فَقَضَیتُ نُسُکی، ثُمَّ رَجَعتُ إلَى المَدینَةِ فَدَخَلتُ مَعَ النّاسِ عَلى أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام ـ وکانَ یَأذَنُ إذنا عامّا ـ فَجَلَستُ فی مَواخیرِ النّاسِ، وکُنتُ حَدَثا، فَأَخَذَ النّاسُ یَسأَلونَهُ ویُجیبُهُم.

فَلَمّا خَفَّ النّاسُ عَنهُ، أشارَ إلَیَّ فَدَنَوتُ إلَیهِ، فَقالَ لی: ألَکَ حاجَةٌ؟

فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداکَ، أنَا عَبدُ الرَّحمنِ بنِ سَیابَةَ، فَقالَ لی: ما فَعَلَ أبوکَ؟ فَقُلتُ: هَلَکَ، قالَ: فَتَوَجَّعَ وتَرَحَّمَ.

قالَ: ثُمَّ قالَ لی: أفَتَرَکَ شَیئا؟ قُلتُ: لا، قالَ: فَمِن أینَ حَجَجتَ؟ قالَ: فَابتَدَأتُ فَحَدَّثتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ.

قالَ: فَما تَرَکَنی أفرَغُ مِنها حَتّى قالَ لی: فَما فَعَلتَ فِی الأَلفِ؟

قالَ: قُلتُ: رَدَدتُها عَلى صاحِبِها، قالَ: فَقالَ لی: قَد أحسَنتَ.

وقالَ لی: ألا اُوصیکَ؟ قُلتُ: بَلى جُعِلتُ فِداکَ، فَقالَ: عَلَیکَ بِصِدقِ الحَدیثِ، وأداءِ الأَمانَةِ، تَشرَکِ النّاسَ فی أموالِهِم هکَذا ـ وجَمَعَ بَینَ أصابِعِهِ ـ قالَ: فَحَفِظتُ ذلِکَ عَنهُ، فَزَکَّیتُ ثَلاثَمِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ.(3)


1) فی المصدر: «إنّها»، وما أثبتناه هو الصحیح، کما فی بحار الأنوار.

2) فی المصدر: «فهاتها»، والتصویب من بحار الأنوار.

3) الکافی: ج 5 ص 134 ح 9، بحار الأنوار: ج 47 ص 384 ح 107.