102.الإمام علیّ علیه السلام – فی عَهدِهِ إلى مالِکٍ الأَشتَرِ -: ثُمَّ انظُر فی اُمورِ عُمّالِکَ فَاستَعمِلهُمُ اختِبارا، ولا تُوَلِّهِم مُحاباةً وأثَرَةً؛ فَإِنَّهُما جِماعٌ مِن شُعَبِ الجَورِ وَالخِیانَةِ. وتَوَخَّ مِنهُم أهلَ التَّجرِبَةِ وَالحَیاءِ مِن أهلِ البُیوتاتِ الصّالِحَةِ، وَالقَدَمِ فِی الإِسلامِ المُتَقَدِّمَةِ؛ فَإِنَّهُم أکرَمُ أخلاقا، وأصَحُّ أعراضا، وأقَلُّ فِی المَطامِعِ إشراقاً، وأبلَغُ فی عَواقِبِ الاُمورِ نَظَرا، ثُمَّ أسبِغ عَلَیهِمُ الأَرزاقَ؛ فَإِنَّ ذلِکَ قُوَّةٌ لَهُم عَلَى استِصلاحِ أنفُسِهِم، وغِنىً لَهُم عَن تَناوُلِ ما تَحتَ أیدیهِم، وحُجَّةٌ عَلَیهِم إن خالَفوا أمرَکَ أو ثَلَموا أمانَتَکَ.
ثُمَّ تَفَقَّد أعمالَهُم، وَابعَثِ العُیونَ مِن أهلِ الصِّدقِ وَالوَفاءِ عَلَیهِم، فَإِنَّ تَعاهُدَکَ فِی السِّرِّ لِاُمورِهِم حَدوَةٌ(1) لَهُم عَلَى استِعمالِ الأَمانَةِ، وَالرِّفقِ بِالرَّعِیَّةِ.(2)
103. عنه علیه السلام – فیما أوصى بِهِ رَجُلاً بَعَثَهُ مِنَ الکوفَةِ إلى بادِیَتِها لِیَجمَعَ الصَّدَقاتِ -: عَلَیکَ بِتَقوَى اللّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، ولا تُؤثِرَنَّ دُنیاکَ عَلى آخِرَتِکَ، وکُن حافِظا لِمَا ائتَمَنتُکَ عَلَیهِ، راعِیا لِحَقِّ اللّهِ فیهِ.(3)
1) حدا الشیء حدوا واحتداه: تبعه، و «لا أفعله ما حد اللّیل النّهار» أی ما تبعه. وتحدونی علیها خلّة واحدة: أی تبعثنی وتسوقنی علیها خصلة واحدة(لسان العرب: ج 14 ص 168 ـ 169 «حدا»).
2) نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: ص 137 نحوه، بحار الأنوار: ج 77 ص 252 ح 1.
3) الکافی: ج 3 ص 536 ح 1، تهذیب الأحکام: ج 4 ص 96 ح 274، المقنعة: ص 255 کلّها عن برید بن معاویة عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار: ج 41 ص 126 ح 36.