جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

زید بن عمرو بن نفیل (1)

زمان مطالعه: 4 دقیقه

[زید بن عمرو بن نفیل، وهو ابن عمّ عمر بن الخطّاب، وکان زید یرغب عن عبادة الأصنام وعابها، فأولع بهِ عمُّه الخطّاب سفهاء مکّة وسلّطهم علیه فآذوه، فسکن کهفاً بحراء، وکان یدخل مکّة سِرّاً، وسار إلى الشام یبحث عن الدّین (مروج الذهب: ج 1 ص 70).]

358. کمال الدین عن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه [بن] (1) الحصین التمیمی: إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وسَعیدَ بنَ زَیدٍ قالا: یا رَسولَ اللّهِ، أنَستَغفِرُ لِزَیدٍ؟

قالَ: نَعَم، فَاستَغفِروا لَهُ، فَإِنَّهُ یُبعَثُ یَومَ القِیامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ. (2)

359. کمال الدین عن محمّد بن إسحاق بن یسار المدنی: کانَ زَیدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَیلٍ أجمَعَ عَلَى الخُروجِ مِن مَکَّةَ یَضرِبُ فِی الأَرضِ ویَطلُبُ الحَنیفِیَّةَ ـ دینَ إبراهیمَ علیه السلام ـ وکانَتِ امرَأَتُهُ صَفِیَّةُ بِنتُ الحَضرَمِیِّ کُلَّما أبصَرَتهُ قَد نَهَضَ إلَى الخُروجِ وأَرادَهُ، آذَنَت بِهِ الخَطّابَ بنَ نُفَیلٍ.

فَخَرَجَ زَیدٌ إلَى الشّامِ یَلتَمِسُ ویطلُبُ فی أهلِ الکِتابِ الأَوَّلِ دینَ إبراهیمَ علیه السلام ویَسأَلُ عَنهُ، فَلَم یَزَل فی ذالِکَ فیما یَزعُمونَ حَتّى أتَى المَوصِلَ وَالجَزیرَةَ کُلَّها، ثُمَّ أقبَلَ حَتّى أتَى الشّامَ فَجالَ فیها حَتّى أتى راهِباً بِمَیفَعَةٍ (3) مِن أرضِ البَلقاءِ (4)، کانَ یَنتَهی إلَیهِ عِلمُ النَّصرانِیَّةِ فیما یَزعُمونَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الحَنیفِیَّةِ دینِ إبراهیمَ علیه السلام، فَقالَ لَهُ الرّاهِبُ: إنَّکَ لَتَسأَلُ عَن دینٍ ما أنتَ بِواجِدٍ لَهُ الآنَ مَن یَحمِلُکَ عَلَیهِ الیَومَ، لَقَد دَرَسَ (5) عِلمُهُ وذَهَبَ مَن کانَ یَعرِفُهُ، ولکِنَّهُ قَد أظَلَّکَ خُروجُ نَبِیٍّ یُبعَثُ بِأَرضِکَ الَّتی خَرَجتَ مِنها بِدینِ إبراهیمَ الحَنیفِیَّةِ، فَعَلَیکَ بِبِلادِکَ فَإِنَّهُ مَبعوثٌ الآنَ، هذا زَمانُهُ.

ولَقَد کانَ سَئِمَ الیَهودِیَّةَ وَالنَّصرانِیَّةَ، فَلَم یَرضَ شَیئاً مِنهُما. فَخَرَجَ مُسرِعاً ـ حینَ قالَ لَهُ الرَّاهِبُ ما قالَ ـ یُریدُ مَکَّةَ، حَتّى إذا کانَ بِأَرضِ لَخمٍ (6) عَدَوا عَلَیهِ فَقَتَلوهُ، فَقالَ وَرَقَةُ بنُ نَوفَلٍ ـ وقَد کانَ اتَّبَعَ مِثلَ أثَرِ زَیدٍ، ولَم یَفعَل فی ذالِکَ ما فَعَلَ، فَبَکاهُ وَرَقَةُ وَقالَ فیهِ ـ:

رَشَدتَ وأنعَمتَ ابنَ عَمرٍو و إنَّما

تَجَنَّبتَ تَنّوراً مِنَ النّارِ حامِیا

بِدینِکَ رَبّاً لَیسَ رَبٌّ کَمِثلِهِ

وتَرکِکَ أوثانَ الطَّواغی کَما هِیا

و قَد تُدرِکُ الإِنسانَ رَحمَةُ رَبِّهِ

ولَو کانَ تَحتَ الأَرضِ سِتّینَ وادِیا (7)

360. اُسد الغابة ـ فی تَرجَمَةِ زیدِ بنِ عَمرِو بنِ نُفَیلٍ ـ: سُئِلَ عَنهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه وآله فَقالَ: یُبعَثُ اُمَّةً وَحدَهُ یَومَ القِیامَةِ، وکانَ یَتَعَبَّدُ فِی الجاهِلِیَّةِ ویَطلُبُ دینَ إبراهیمَ الخَلیلِ علیه السلام، ویُوَحِّدُ اللّهَ تَعالى ویَقولُ: إلهی إلهُ إبراهیمَ، ودینی دینُ إبراهیمَ.

وکانَ یَعیبُ عَلى قُرَیشٍ ذَبائِحَهُم ویَقولُ: الشَّاةُ خَلَقَها اللّهُ وأَنزَلَ لَها مِنَ السَّماءِ ماءً وأَنبَتَ لَها مِنَ الأَرضِ، ثُمَّ تَذبَحونَها عَلى غَیرِ اسمِ اللّهِ تَعالى! إنکاراً لِذالِکَ وَإعظاماً لَهُ. وکانَ لا یَأکُلُ مِمّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ. (8) (9)

361. السیرة النبویّة لابن هشام عن أسماء بنت أبی بکر: لَقَد رَأَیتُ زَیدَ بنَ عَمرِو بنِ نُفَیلٍ شَیخاً کَبیراً، مُسنِداً ظَهرَهُ إلَى الکَعبَةِ وهُوَ یَقولُ: یا مَعشَرَ قُرَیشٍ، وَالَّذی نَفسُ زَیدِ بنِ عَمرٍو بِیَدِهِ، ما أصبَحَ مِنکُم أحَدٌ عَلى دینِ إبراهیمَ غَیری. ثُمَّ یَقولُ: اللّهُمَّ لَو أنّی أعلَمُ أیَّ الوُجوهِ أحَبَّ إلَیکَ عَبَدتُکَ بِهِ، ولکِنّی لا أعلَمُهُ، ثُمَّ یَسجُدُ عَلى راحَتِهِ. (10)

362. صحیح البخاری عن أسماء بنت أبی بکر: رَأَیتُ زَیدَ بنَ عَمرِو بنِ نُفَیلٍ قائِماً، مُسنِداً ظَهرَهُ إلَى الکَعبَةِ، یَقولُ: یا مَعاشِرَ قُرَیشٍ، وَاللّهِ ما مِنکُم عَلى دینِ إبراهیمَ غَیری. وکانَ یُحیِی المَوؤودَةَ، یَقولُ لِلرَّجُلِ إذا أرادَ أن یَقتُلَ ابنَتَهُ: لا تَقتُلها، أنَا أکفیکَها مَؤونَتَها. فَیَأخُذُها، فَإِذا تَرَعرَعَت قالَ لِأَبیها: إن شِئتَ دَفَعتُها إلَیکَ، وإن شِئتَ کَفَیتُکَ مَؤونَتَها. (11)

363. اُسد الغابة عن زید بن حارثة: خَرَجتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه وآله یَوماً حارّاً مِن أیّامِ مَکَّةَ وهُوَ مُردِفی (12)، فَلَقینا زَیدَ بنَ عَمرِو بنِ نُفَیلٍ، فَحَیّا کُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ.

فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه وآله: یا زَیدُ، ما لی أرى قَومَکَ قَد شَنَفوا (13) لَکَ؟

قالَ: وَاللّهِ یا مُحَمَّدُ إنَّ ذالِکَ لِغَیرِ نائِلَةِ تِرَةٍ لی فیهِم، ولکِن خَرَجتُ أبتَغی هذَا الدّینَ، حَتّى أقدِمَ عَلى أحبارِ خَیبَرَ فَوَجَدتُهُم یَعبُدونَ اللّهَ ویُشرِکونَ بِهِ، فَقُلتُ: ما هذَا الدّینَ الَّذی أبتَغی! فَخَرَجتُ، فَقالَ لی شَیخٌ مِنهُم: إنَّکَ لَتَسأَلُ عَن دینٍ ما نَعلَمُ أحَداً یَعبُدُ اللّهَ بِهِ إلّا شَیخاً بِالحیرَةِ، قالَ: فَخَرَجتُ حَتّى أقدَمَ عَلَیهِ، فَلَمّا رَآنی قالَ: مِمَّن أنتَ؟ قُلتُ: أنَا مِن أهلِ بَیتِ اللّهِ مِن أهلِ الشَّوکِ وَالقَرظِ (14)، قالَ إنَّ الَّذی تَطلُبُ قَد ظَهَرَ بِبِلادِکَ، قَد بُعِثَ نَبِیٌّ قَد طَلَعَ نَجمُهُ، وجَمیعُ مَن رَأَیتَهُم فی ضَلالٍ. قالَ: فَلَم اُحِسَّ بِشَیءٍ.

قالَ زَیدٌ [بنُ حارِثَةَ]: وماتَ زَیدُ بنُ عَمرٍو واُنزِلَ عَلَى النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله، فَقالَ النَّبِیُّ لِزَیدٍ: إنَّهُ یُبعَثُ یَومَ القِیامَةِ اُمَّةً واحِدَةً. (15)


1) ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.

2) کمال الدین: ص 200 ح 42و ح 43 نحوه، بحار الأنوار: ج 15 ص 205 ح 22؛ مسند ابن حنبل: ج 1 ص 401 ح 1648، المعجم الکبیر: ج 1ص 152 ح 350 کلاهما عن سعید بن زید بن عمرو بن نفیل نحوه، المستدرک على الصحیحین: ج 3 ص 497 ح 5856، تاریخ دمشق: ج 19 ص 511 ح 4568.

3) المَیفَعُ: المکان المُشرف. والیفاع: هو التلّ المشرف (لسان العرب: ج 8 ص 414 «یفع»).

4) البَلْقاءُ: کورة من أعمال دمشق بین الشام ووادی القُرى، قصبتها عمّان وفیها قرى کثیرة ومزارع واسعة (معجم البلدان: ج 1 ص 489).

5) دَرَسَ: عَفا وخَفِیَت آثارُه (المصباح المنیر: ص 192 «درس»).

6) لخم: أو المناذرة، من قبائل العرب، أسّسوا الدولة اللخمیّة فی الحیرة ـ العراق ـ (المنجد فی الأعلام: ص 612 «لخم»).

7) کمال الدین: ص 199 ح 41، بحار الأنوار: ج 15 ص 204 ح 20؛ السیرة النبویّة لابن هشام: ج 1 ص 246، السیرة النبویّة لابن کثیر: ج 1 ص 155، تاریخ دمشق: ج 19 ص 497 کلّها نحوه.

8) النَّصِیبُ: الحجارة وجمعه نُصُب، وکان للعرب حجارة تعبدها وتذبح علیها (مفردات ألفاظ القرآن: ص 807 «نصب»).

9) اُسد الغابة: ج 2 ص 368 الرقم 1860.

10) السیرة النبویّة لابن هشام: ج 1 ص 240، اُسد الغابة: ج 2 ص 369 الرقم 1860، السیرة النبویّة لابن کثیر: ج 1 ص 154، تاریخ دمشق: ج 19 ص 505.

11) صحیح البخاری: ج 3 ص 1392 ح 3616، المستدرک على الصحیحین: ج 3 ص 498 ح 5859، الطبقات الکبرى: ج 3 ص 380، سیر أعلام النبلاء: ج 1 ص 128 الرقم 6، تاریخ دمشق: ج 19 ص 504.

12) الرَّدیف: الذی تحمله خَلفک على ظهر الدابّة، تقول: أردَفتُهُ إردافاً (المصباح المنیر: ص 224 «ردف»).

13) شَنَفُوا له: أی أبغضوه (النهایة: ج 2 ص 505 «شنف»).

14) القَرْظُ: وَرَقُ السَلَمُ یُدبَغ به (الصحاح: ج 3 ص 1177 «قرظ»).

15) اُسد الغابة: ج 2 ص 369 الرقم 1860، المستدرک على الصحیحین: ج 3 ص 238 ح 4956، المعجم الکبیر: ج 5 ص 86 ح 4663و ج 1 ص 151 ح 35، مسند أبی یعلى: ج 6 ص 373 ح 7177 کلّها نحوه.