الکتاب
(فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِن کُلِّ اُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِیدًا). (1)
(وَ یَوْمَ نَبْعَثُ فِى کُلِّ اُمَّةٍ شَهِیدًا عَلَیْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَ جِئْنَا بِکَ شَهِیدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَ نَزَّلْنَا عَلَیْکَ الْکِتَابَ تِبْیَانًا لِّکُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرَى لِلْمُسْلِمِینَ). (2)
(وَ نَزَعْنَا مِن کُلِّ اُمَّةٍ شَهِیدًا فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَکُمْ فَعَلِمُواْ أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَ ضَلَّ عَنْهُم مَّا کَانُواْ یَفْتَرُونَ). (3)
الحدیث
279. الدرّ المنثور: عَن قَتادَةَ فی قَولِهِ: (وَیَوْمَ نَبْعَثُ مِن کُلِّ أُمَّةٍ شَهِیدًا) (4) قالَ: شَهیدُها نَبِیُّها عَلى أنَّهُ قَد بَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ، قالَ اللّهُ: (وَ جِئْنَا بِکَ شَهِیدًا عَلَى هَؤُلَاءِ) قالَ: ذُکِرَ لَنا أنَّ نَبِیَّ اللّهِ صلی الله علیه وآله کانَ إذا قَرَأَ هذِهِ الآیَةَ فاضَت عَیناهُ. (5)
280. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: مِمّا أعطَى اللّهُ اُمَّتی وفَضَّلَهُم بِهِ عَلى سائِرِ الاُمَمِ… کانَ إذا بَعَثَ نَبِیّاً جَعَلَهُ شَهیداً عَلى قَومِهِ، وإنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى جَعَلَ اُمَّتی شُهَداءَ عَلَى الخَلقِ حَیثُ یَقولُ: (لِیَکُونَ الرَّسُولُ شَهِیدًا عَلَیْکُمْ وَ تَکُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ). (6) (7)
281. الإمام علیّ علیه السلام ـ فی حَدیثٍ طَویلٍ یَذکُرُ فیهِ أحوالَ أهلِ المَحشَرِ ـ: ثُمَّ یَجتَمِعونَ فی مَوطِنٍ آخَرَ فَیُستَنطَقونَ، فَیَفِرُّ بَعضُهُم مِن بَعضٍ، فَذالِکَ قَولُهُ عز و جل: (یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ- وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ- وَ صَاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ) (8)، فَیُستَنطَقونَ فَلا یَتَکَلَّمونَ (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَابًا) (9)، فَیَقومُ الرُّسُلُ صَلَّى اللّهُ عَلَیهِم فَیَشهَدونَ فی هذَا المَوطِنِ، فَذالِکَ قَولُهُ: (فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِن کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِیدًا). (10)
282. عنه علیه السلام ـ فی حَدیثٍ طَویلٍ یَذکُرُ فیهِ أحوالَ أهلِ المَوقِفِ ـ: فَیُقامُ الرُّسُلُ فَیُسأَلونَ عَن تَأدِیَةِ الرِّسالاتِ الَّتی حَمَلوها إلى اُمَمِهِم، فَأَخبَروا أنَّهُم قَد أدَّوا ذالِکَ إلى اُمَمِهِم، وتُسأَلُ الاُمَمُ فَتَجحَدُ، کَما قالَ اللّهُ تَعالى: (فَلَنَسْئلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَلَنَسْئلَنَّ الْمُرْسَلِینَ) (11)، فَیقولونَ: (مَا جَاءَنَا مِن بَشِیرٍ وَ لَا نَذِیرٍ). (12)
فَتُشهِدُ الرُّسُلُ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه وآله، فَیَشهَدُ بِصِدقِ الرُّسُلِ وتَکذیبِ مَن جَحَدَها مِنَ الاُمَمِ، فَیَقولُ لِکُلِّ اُمَّةٍ مِنهُم: بَلى (فَقَدْ جَاءَکُم بَشِیرٌ وَنَذِیرٌ وَاللَّهُ عَلَى کُلِّ شَىْءٍ قَدِیرٌ) أی مُقتَدِرٌ عَلى شَهادَةِ جَوارِحِکُم عَلَیکُم بِتَبلیغِ الرُّسُلِ إلَیکُم رِسالاتِهِم، وکَذالِکَ قالَ اللّهُ لِنَبِیِّهِ: (فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِن کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِیدًا)، فَلا یَستَطیعونَ رَدَّ شَهادَتِهِ خَوفاً مِن أن یَختِمَ اللّهُ عَلى أفواهِهِم، وأن تَشهَدَ عَلَیهِم جَوارِحُهُم بِما کانوا یَعمَلونَ. (13)
283. الإمام الباقر علیه السلام ـ فی قَولِهِ تَعالى: (وَیَوْمَ نَبْعَثُ مِن کُلِّ أُمَّةٍ شَهِیدًا) ـ: نَحنُ الشُّهودُ عَلى هذِهِ الاُمَّةِ. (14)
284. مجمع البیان: قَولُهُ: (وَیَوْمَ نَبْعَثُ مِن کُلِّ أُمَّةٍ شَهِیدًا) یَعنی یَومَ القِیامَةِ، بَیَّنَ سُبحانَهُ أنَّهُ یَبعَثُ فیهِ مِن کُلِّ اُمَّةٍ شَهیداً، وهُمُ الأَنبیاءُ وَالعُدولُ مِن کُلِّ عَصرٍ؛ یَشهَدونَ عَلَى النّاسِ بِأَعمالِهِم.
وقالَ الصّادِقُ علیه السلام: لِکُلِّ زَمانٍ واُمَّةٍ إمامٌ، تُبعَثُ کُلُّ اُمَّةٍ مَعَ إمامِها. (15)
285. الإمام الصادق علیه السلام ـ فی قَولِ الله عز وجل: (فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِن کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِیدًا) ـ: نَزَلَت فی اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله خاصَةً، فی کُلِّ قَرنٍ إمامٌ مِنّا شاهِدٌ عَلَیهِم، و مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله شاهِدٌ عَلَینا. (15)
1) النساء: 41.
2) النحل: 89و راجع: الآیة 84.
3) القصص: 75.
4) النحل: 84.
5) الدرّ المنثور: ج 5 ص 156 نقلاً عن عبد بن حمید وابن جریر وابن المنذر وابن أبی حاتم وراجع: التبیان فی تفسیر القرآن: ج 8 ص 174.
6) الحجّ: 78.
7) قرب الإسناد: ص 84 ح 277 عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام، بحار الأنوار: ج 22 ص 443 ح 4.
8) عبس: 34ـ 36.
9) النبأ: 38.
10) التوحید: ص 261 ح 5 عن أبی معمر السعدانی، بحارالأنوار: ج 7 ص 118 ح 55.
11) الأعراف: 6.
12) المائدة: 19.
13) الاحتجاج: ج 1 ص 566 ح 137، بحار الأنوار: ج 93 ص 101 ح 1.
14) المناقب لابن شهر آشوب: ج 4 ص 179 عن أبی حمزة الثمالی، بحارالأنوار: ج 23 ص 351 ح 65.
15) الکافی: ج 1 ص 190 ح 1، تأویل الآیات الظاهرة: ج 1 ص 129 ح 2 کلاهما عن سماعة، بحارالأنوار: ج 7 ص 283 ح 7.