الکتاب
(کُنتُمْ خَیْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الْکِتَابِ لَکَانَ خَیْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَکْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ). (1)
(إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الإحْسَانِ وَ إِیتَاىءِ ذِى الْقُرْبَى وَ یَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنکَرِ وَ الْبَغْىِ یَعِظُکُمْ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ). (2)
الحدیث
197. مجمع البیان عن الحکم بن ظهیر: إنَّ موسى علیه السلام لَمّا أخَذَ الأَلواحَ (3)، قالَ: رَبِّ، إنِّی لَأَجِدُ فِی الأَلواحِ اُمّةً هِیَ خَیرُ اُمَّةٍ اُخرِجَت لِلنّاسِ، یَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَیَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ، فَاجعَلهُم اُمَّتی! قالَ: تِلکَ اُمَّةُ أحمَدَ. (4)
198. عنه علیه السلام ـ فی قَولِ الله تَعالى: (کُنتُمْ خَیْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ) ـ: یَعنی الاُمَةَ الَّتی وَجَبَت لَها دَعوَةُ إِبراهیمَ علیه السلام، فَهُمُ الاُمَةُ الَّتی بَعَثَ اللهُ فیها و مِنها و إِلَیها، و هُمُ الاُمَةُ الوُسطی، و هُم خَیرُ اُمَةٍ اُخرجَت لِلنّاسِ. (5)
199. عنه علیه السلام ـ فی قولِهِ تعالی ـ: (وَلتَکن مِّنکُم (6) اُمَةٌ یَدعُونَ إِلَی الخَیرِ وَ یَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَ یَنهَونَ عَنِ المُنکَر) (7) ـ:… مَن لَم یَکُن یَدعو إلَى الخَیراتِ، ویَأمُرُ بِالمَعروفِ، ویَنهى عَنِ المُنکَرِ مِنَ المُسلِمینَ، فَلَیسَ مِنَ الاُمَّةِ الَّتی وَصَفَهَا اللّهُ، لِأَنَّکُم تَزعُمونَ أنَّ جَمیعَ المُسلِمینَ مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وقَد بَدَت هذِهِ الآیَةُ وقَد وَصَفَت اُمَّةَ مُحَمَّدٍ بِالدُّعاءِ إلَى الخَیرِ، وَالأَمرِ بِالمَعروفِ، وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ، ومَن لَم یُوجَد فیهِ الصِّفَةُ الَّتی وُصِفَت بِها فَکَیفَ یَکونُ مِنَ الاُمَّةِ وهُوَ عَلى خِلافِ ما شَرَطَهُ اللّهُ عَلَى الاُمَّةِ ووَصَفَها بِهِ؟ (8)
200. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: إذا رَأَیتُم اُمَّتی تَهابُ الظّالِمَ أن تَقولَ لَهُ: إنَّکَ أنتَ ظالِمٌ، فَقَد تُوُدِّعَ (9) مِنهُم. (10)
201. عنه صلی الله علیه وآله: إنَّهُ سَیَکونُ فی آخِرِ هذِهِ الاُمَّةِ قَومٌ لَهُم مِثلُ أجرِ أوَّلِهِم، یَأمُرونَ بِالمَعروفِ، ویَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ، ویُقاتِلونَ أهلَ الفِتَنِ.(11)
1) آل عمران: 110.
2) النحل: 90.
3) الألواحُ: ما یکتبُ فیه من الخشب ونحوه (مفردات ألفاظ القرآن: ص 750 «لوح»).
4) مجمع البیان: ج 4 ص 753، بحار الأنوار: ج 13 ص 173؛ تفسیر الطبری: ج 6 الجزء 7 ص 65، تفسیر ابن کثیر: ج 3 ص 476 و لیس فیهما صدره، تاریخ دمشق: ج 61 ص 121 والثلاثة الأخیرة عن قتادة.
5) تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 195 ح 130 عن أبی عمرو الزبیری، بحار الأنوار: ج 24 ص 153 ح 3.
6) قال العلّامة الطباطبایی قدس سره: قیل: إنّ «من» للتبعیض، بناء على أنَّ الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وکذا الدعوة من الواجبات الکفائیّة. وربّما قیل: إنّ «من» بیانیّة، والمراد منه: ولتکونوا بهذا الاجتماع الصالح اُمّة یدعون إلى الخیر (المیزان فی تفسیر القرآن: ج 3 ص 373).
7) آل عمران: 104.
8) تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 195 ح 127عن أبی عمرو الزبیری، دعائم الإسلام: ج 1 ص 34 من دون إسنادٍ إلى أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 68 ص 284 ح 41.
9) تُوُدِّعَ منهم: أی اُسلِموا إلى ما استَحقّوه من النَّکیرِ علیهم… وهو من المجاز؛ لأنّ المعتنی بإصلاحِ شأن الرجل إذا یَئِسَ من صلاحه تَرَکَه واستَراحَ من معاناة النَّصَب معه (النهایة: ج 5 ص 166 «ودع»).
10) مسند ابن حنبل: ج 2 ص 561 ح 6531 و ص 619 ح 6790، المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 108 ح 7036 کلاهما نحوه، سِیَر أعلام النبلاء: ج 5 ص 383 الرقم 174 کلّها عن عبد اللّه بن عمرو، المعجم الأوسط: ج 8 ص 18 ح 7825 عن جابر، کنز العمّال: ج 3 ص 71 ح 5540.
11) دلائل النبوّة للبیهقی: ج 6 ص 513 عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمی، تاریخ دمشق: ج 1 ص 286 ح 328.