جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الأمانة (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

426. الإمام علیّ علیه السلام- مِن کِتابٍ لَهُ إلى بَعضِ عُمّالِهِ-: أمّا بَعدُ، فَإِنّی کُنتُ أشرَکتُکَ فی أمانَتی، وجَعَلتُکَ شِعاری(1) وبِطانَتی، ولَم یَکُن رَجُلٌ مِن أهلی أوثَقَ مِنکَ فی نَفسی لِمُواساتی ومُوازَرتی وأداءِ الأَمانَةِ إلَیَّ، فَلَمّا رَأَیتَ الزَّمانَ عَلَى ابنِ عَمِّک قَد کَلِبَ(2)، والعَدُوَّ قَد حَرِبَ(3)، وأمانَةَ النّاسِ قَد خَزِیَت، وهذهِ الاُمَّةَ قَد فَنَکَت(4) وشَغَرَت(5)، قَلَبتَ لِابنِ عَمِّکَ ظَهرَ المِجَنِّ، فَفارَقتَهُ مَعَ المُفارِقینَ، وخَذَلتَهُ مَعَ الخاذِلینَ، وخُنتَهُ مَعَ الخائِنینَ.

فَلَا ابنَ عَمِّکَ آسَیتَ، ولَا الأَمانَةَ أدَّیتَ، وکَأَنَّکَ لَم تَکُنِ اللّهَ تُریدُ بِجِهادِکَ، وکَأَنَّکَ لَم تَکُن عَلى بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ، وکَأَنَّکَ إنَّما کُنتَ تَکیدُ هذِهِ الاُمَّةَ عَن دُنیاهُم، وتَنوی غِرَّتَهُم(6) عَن فَیئِهِم، فَلَمّا أمکَنَتکَ الشِّدَّةُ فی خِیانَةِ الاُمَّةِ، أسرَعتَ الکَرَّةَ، وعاجَلتَ الوَثبَةَ، وَاختَطَفتَ ما قَدَرتَ عَلَیهِ مِن أموالِهِمُ المَصونَةِ لِأَرامِلِهِم وأیتامِهِمُ، اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ دامِیَةَ المِعزى الکَسیرَةَ.(7)

427. عنه علیه السلام- لَمَّا استَولى أصحابُ مُعاوِیَةَ عَلَى البِلادِ وتَثاقَلَ أصحابُهُ عَنِ الجِهادِ-: إنّی وَاللّهِ لَأَظُنُّ أنَّ هؤُلاءِ القَومَ سَیُدالونَ(8) مِنکُم بِاجتِماعِهِم عَلى باطِلِهِم وتَفَرُّقِکُم عَن حَقِّکُم، وبِمَعصِیَتِکُم إمامَکُم فِی الحَقِّ وَطاعَتِهِم إمامَهُم فِی الباطِلِ، وبِأَدائِهِمُ الأَمانَةَ إلى صاحِبِهِم وخِیانَتِکُم، وبِصَلاحِهِم فی بِلادِهِم وفَسادِکُم، فَلَوِ ائتَمَنتُ أحَدَکُم عَلى قَعبٍ(9) لَخَشیتُ أن یَذهَبَ بِعِلاقَتِهِ(10)(11)

428. معانی الأخبار عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَیْنَ أَن یَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُومًا جَهُولًا»(12)، قالَ: الأَمانَةُ: الوِلایَةُ.(13)


1) الشِّعارُ: الثوب الذی یلی الجسد لأنّه یلی شعره. أی الخاصّة والبطانة (النهایة: ج 2 ص 480 «شعر»).

2) کَلِبَ: أی اشتدّ (النهایة: ج 4 ص 195 «کلب»).

3) حَرِبَ: أی غَضِبَ (النهایة: ج 1 ص 358 «حرب»).

4) الفَنک: التعَدّی، واللَّجاج، والغَلَبَة، والکذب (القاموس المحیط: ج 3 ص 316 «فنک»).

5) شَغَرَ البَلَدُ: إذا خلا عن حافظٍ یمنعه (المصباح المنیر: ص 316 «شغر»).

6) الغِرَّةُ: الغفلة (النهایة: ج 3 ص 354 «غرر»).

7) نهج البلاغة: الکتاب 41، رجال الکشّی: ج 1 ص 279 ح 110 عن الشعبی نحوه، بحار الأنوار: ج 33 ص 499 ح 705.

8) الإدالة: الغلبة. یقال: اُدیل لنا على أعدائنا: أی نُصِرنا علیهم، وکانت الدَّولةُ لنا (النهایة: ج 2 ص 141 «دول»).

9) القَعب: قَدَح من خشب مقعَّر (الصحاح: ج 1 ص 204 «قعب»).

10) العِلاقَة: المِعلاقُ الذی یُعَلَّقُ به الإناء (لسان العرب: ج 10 ص 265 «علق»).

11) نهج البلاغة: الخطبة 25، الغارات: ج 2 ص 636 عن الحارث بن سلیمان؛ الثقات لابن حبّان: ج 2 ص 301، تاریخ دمشق: ج 1 ص 320 عن زهیر بن الأقمر و کلّها نحوه، کنز العمّال: ج 13 ص 197 ح 36489.

12) الأحزاب: 72.

13) معانی الأخبار: ص 110 ح 2، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 306 ح 66 عن الحسین بن خالد عن الإمام الرضا علیه السلام، تفسیر القمّی: ج 2 ص 198 و فیه «الأمانة هی الإمامة» بدل «الأمانة: الولایة»، بحار الأنوار: ج 23 ص 279 ح 20.