384. رسول اللّه صلى الله علیه و آله- لِمُعاذٍ لَمّا بَعَثَهُ إلَى الیَمَنِ-: یا مُعاذُ! عَلِّمهُم کِتابَ اللّهِ، وأحسِن أدَبَهُم عَلَى الأَخلاقِ الصّالِحَةِ، وأنزِلِ النّاسَ مَنازِلَهُم؛ خَیرَهُم وشَرَّهُم، وأنفِذ فیهِم أمرَ اللّهِ، و لا تُحاشِ فی أمرِهِ ولا مالِهِ أحَدا، فَإِنَّها لَیسَت بِوِلایَتِکَ ولا مالِکَ، وأَدِّ إلَیهِمُ الأَمانَةَ فی کُلِّ قَلیلٍ و کَثیرٍ.
وعَلَیکَ بِالرِّفقِ وَالعَفوِ فی غَیرِ تَرکٍ لِلحَقِّ! یَقولُ الجاهِلُ: قَد تَرَکتَ مِن حَقِّ اللّهِ، وَاعتَذِر إلى أهلِ عَمَلِکَ مِن کُلِّ أمرٍ خَشیتَ أن یَقَعَ إلَیکَ مِنهُ عَیبٌ(1) حَتّى یَعذِروکَ، وأمِت أمرَ الجاهِلِیَّةِ إلّا ما سَنَّهُ الإِسلامُ، وأظهِر أمرَ الإِسلامِ کُلَّهُ صَغیرَهُ وکَبیرَهُ، وَلیَکُن أکثَرُ هَمِّکَ الصَّلاةَ، فَإِنَّها رأسُ الإِسلامِ بَعدَ الإِقرارِ بِالدّینِ، وذَکِّرِ النّاسَ بِاللّهِ وَالیَومِ الآخِرِ، وَاتَّبِعِ المَوعِظَةَ، فَإِنَّهُ أقوى لَهُم عَلَى العَمَلِ بِما یُحِبُّ اللّهُ، ثُمَّ بُثَّ فیهِمُ المُعَلِّمینَ، وَاعبُدِ اللّهَ الَّذی إلَیهِ تَرجِعُ، ولا تَخَف فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ.(2)
385. عنه صلى الله علیه و آله- فی وَصِیَّتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام عِندَما وَجَّهَهُ إلى بَعضِ الوُجوهِ-: یا عَلِیُّ، قَد بَعَثتُکَ وأنَا بِکَ ضَنینٌ(3)، فَلا تَدَعَنَّ حَقّا لِغَدٍ فَإِنَّ لِکُلِّ یَومٍ ما فیهِ، وَابرُز لِلنّاسِ، وقَدِّمِ الوَضیعَ عَلَى الشَّریفِ، وَالضَّعیفَ عَلَى القَوِیِّ، وَالنِّساءَ قَبلَ الرِّجالِ، ولا تُدخِلَنَّ أحَدا یَغلِبُکَ عَلى أمرِکَ، وشاوِرِ القُرآنَ فَإِنَّهُ إمامُکَ.(4)
386. عنه صلى الله علیه و آله: عَلَى الوالی خَمسُ خِصالٍ: جَمعُ الفَیءِ(5) مِن حَقِّهِ، ووَضعُهُ فِی حَقِّهِ، وأن یَستَعینَ عَلى اُمورِهِم بِخَیرِ مَن یَعلَمُ، ولا یُجَمِّرَهُم(6) فَیُهلِکَهُم، ولا یُؤخِّرَ أمرَهُم لِغَدٍ.(7)
387. عنه صلى الله علیه و آله: مَن وَلِیَ مِن أمرِ المُسلِمینَ شَیئا فَأَمَّرَ عَلَیهِم أحَدا مُحاباةً، فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ، لا یَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفا ولا عَدلاً حَتّى یُدخِلَهُ جَهَنَّمَ. ومَن أعطى أحَدا حِمَى اللّهِ(8) فَقَدِ انتَهَکَ فی حِمَى اللّهِ شَیئا بِغَیرِ حَقِّهِ، فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ.(9)
388. الإمام علی علیه السلام: لَیسَ یَخرُجُ الوالی مِن حَقیقَةِ ما ألزَمَهُ اللّهُ مِن ذلِکَ، إلّا بِالاِهتِمامِ وَالاِستِعانَةِ بِاللّهِ، وتَوطینِ نَفسِهِ عَلى لُزومِ الحَقِّ وَالصَّبرِ عَلَیهِ، فیما خَفَّ عَلَیهِ أو ثَقُلَ.(10)
389. الإمام الصادق علیه السلام: قالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ: ثَلاثٌ إن حَفِظتَهُنَّ وعَمِلتَ بِهِنَّ کَفَتکَ ما سِواهُنَّ، وإن تَرَکتَهُنَّ لَم یَنفَعکَ شَیءٌ سِواهُنَّ، قالَ: وما هُنَّ یا أبَا الحَسَنِ؟ قالَ: إقامَةُ الحُدودِ عَلَى القَریبِ وَالبَعیدِ، وَالحُکمُ بِکِتابِ اللّهِ فِی الرِّضا وَالسُّخطِ، وَالقَسمُ بِالعَدلِ بَینَ الأَحمَرِ وَالأَسوَدِ.
فقالَ لَهُ عُمَرُ: لَعَمری لَقَد أوجَزتَ وأبلَغتَ.(11)
390. الإمام الصادق علیه السلام- مِن کَلامِهِ المُسَمّى بِنَثرِ الدُّرَرِ-: لَیسَ یُحَبُّ لِلمُلوکِ أن یُفَرِّطوا(12) فی ثَلاثٍ: فی حِفظِ الثُّغورِ، وَتَفَقُّدِ المَظالِمِ، وَاختِیارِ الصّالِحینَ لِأَعمالِهِم.(13)
391. عنه علیه السلام: ثَلاثَةٌ تَجِبُ عَلَى السُّلطانِ لِلخاصَّةِ وَالعامَّةِ: مُکافَأَةُ المُحسِنِ بِالإِحسانِ لِیَزدادوا رَغبَةً فیهِ، وتَغَمُّدُ(14) ذُنوبِ المُسیءِ لِیَتوبَ ویَرجِعَ عَن غَیِّهِ، وَتَأَلُّفُهُم جَمیعا بِالإِحسانِ وَالإِنصافِ.(15)
392. الإمام الکاظم علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل قَد فَرَضَ عَلى وُلاةِ عَهدِهِ أن یَنعَشوا(16) فُقَراءَ الاُمَّةِ، ویَقضوا عَنِ الغارِمینَ(17)، ویُؤَدّوا عَنِ المُثقَلِ، ویَکسُوا العارِیَ، ویُحسِنوا إلَى العانی(18)(19)
1) فی تاریخ دمشق: «… فی کُلِّ أمرٍ خَشیتَ أن یَقَعَ فی أنفُسِهِم عَلَیکَ عَتبٌ…».
2) تحف العقول: ص 25، بحار الأنوار: ج 77 ص 126 ح 33 و راجع: تاریخ دمشق: ج 58 ص 409 ح 12178 وتاریخ جرجان: ص 262 الرقم 398.
3) ضَنَّ بالشیء: بخل، فهو ضَنین (المصباح المنیر: ص 365 «ضنن»).
4) نثر الدرّ: ج 1 ص 158، نزهة الناظر: ص 34 ح 36.
5) الفَیْءُ: الخَراجُ والغَنیمَةُ (الصحاح: ج 1 ص 63 «فیأ»).
6) تَجمِیرُ الجیش: جمعهم فی الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم (النهایة: ج 1 ص 292 «جمر»).
7) الجامع الصغیر: ج 2 ص 158 ح 5454، کنز العمّال: ج 6 ص 47 ح 14789 کلاهما نقلاً عن العقیلی فی الضعفاء الکبیر عن واثلة.
8) حِمَى اللّه ورسوله: ما یُحمى للخیل التی تُرصَد للجهاد، والإبل التی یُحمَل علیها فی سبیل اللّه، وإبل الزکاة وغیرها (اُنظر: النهایة: ج 1 ص 447«حما»).
9) مسند ابن حنبل: ج 1 ص 24 ح 21، المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 105 ح 7024 و لیس فیه ذیله من «ومن أعطى أحدا» وکلاهما عن أبی بکر، کنز العمّال: ج 6 ص 38 ح 14749.
10) نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: ص 132، دعائم الإسلام: ج 1 ص 357 و فیه «فیما وافق هواه وخالفه» بدل «فیما خفّ علیه أو ثقل»، بحارالأنوار: ج 33 ص 604 ح 744.
11) تهذیب الأحکام: ج 6 ص 227 ح 547 عن عبید اللّه بن علیّ الحلبی، تاریخ الیعقوبی: ج 2 ص 208، دعائم الإسلام: ج 2 ص 443 ح 543 نحوه وکلاهما عن الإمام علیّ علیه السلام، المناقب لابن شهر آشوب: ج 2 ص 147 عن الإمام الصادق عن الإمام علیّ علیهماالسلام، بحار الأنوار: ج 75 ص 349 ح 53.
12) المُفَرِّطُ: المُقَصِّر فی العمل (النهایة: ج 3 ص 435 «فرط»).
13) تحف العقول: ص 319، بحار الأنوار: ج 78 ص 233 ح 38.
14) تَغَمَّدتُ فُلانا: سترتُ ما کان منه وغطّیتُهُ (الصحاح: ج 2 ص 517 «غمد»).
15) تحف العقول: ص 319، بحار الأنوار: ج 78 ص 233 ح 40.
16) یقال: نَعَشَهُ اللّه ُ یَنعَشُه نَعشا: إذا رفَعَهُ (النهایة: ج 5 ص 81 «نعش»).
17) الغارمون: الذین علاهم الدَّین ولا یجدون القضاء (مجمع البحرین: ج 2 ص 1316 «غرم»).
18) العانی: الأسیر (النهایة: ج 3 ص 314 «عنا»).
19) عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 90 ح 11 عن سفیان بن نزار، الاحتجاج: ج 2 ص 341 ح 272 عن المأمون، بحار الأنوار: ج 48 ص 131 ح 4.