الکتاب
«یَاأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُواْ هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِیکُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِیمٍ – تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِى سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِکُمْ وَ أَنفُسِکُمْ ذَلِکُمْ خَیْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُمْ تَعْلَمُونَ».(1)
«إِنَّ الَّذِینَ یَتْلُونَ کِتَابَ اللَّهِ وَ أَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَ أَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَ عَلَانِیَةً یَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ».(2)
الحدیث
294. رسول الله صلی الله علیه و آله – مِن وَصایاهُ لِابنِ مَسعودٍ -:
یَابنَ مَسعودٍ، کُلُّ ما أبصَرتَهُ بِعَینِکَ وَاستَخلاهُ(3) قَلبُکَ فَاجعَلهُ للهِِ، فَذلِکَ تِجارَةُ الآخِرَةِ؛ لِأَنَّ اللهَ یَقولُ: «مَا عِندَکُمْ یَنفَدُ وَ مَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ»(4) (5)
295. عنه صلی الله علیه و آله:
لَیسَ شَیءٌ أطیَبَ عِندَ اللهِ مِن ریحِ فَمِ صائِمٍ تَرَکَ الطَّعامَ وَالشَّرابَ للهِِ رَبِّ العالَمینَ، وآثَرَ اللهَ عَلى ما سِواهُ، وَابتاعَ آخِرَتَهُ بِدُنیاهُ، فَإِنِ استَطَعتَ أن یَأتِیَکَ المَوتُ وأنتَ جائِعٌ، وکَبِدُکَ ظَمآنُ فَافعَل؛ فَإِنَّکَ تَنالُ بِذلِکَ أشرَفَ المَنازِلِ، وتَحُلُّ مَعَ الأَبرارِ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ.(6)
296. مکارم الأخلاق:
قالَ ابنُ مَسعودٍ [لِرَسولِ اللهِ صلی الله علیه و آله]: بِأَبی أنتَ واُمّی یا رَسولَ اللهِ، کَیفَ لی بِتِجارَةِ الآخِرَةِ؟
فقالَ صلی الله علیه و آله: لا تُریحَنَّ لِسانَکَ عَن ذِکرِ اللهِ، وذلِکَ أن تَقولَ: «سُبحانَ اللهِ وَالحَمدُ للهِِ ولا إلهَ إلَا اللهُ وَاللهُ أکبَرُ» فَهذِهِ التِّجارَةُ المُربِحَةُ. وقالَ اللهُ تَعالى: «یَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ – لِیُوَفِّیَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ یَزِیدَهُم مِّن فَضْلِهِ»(7) (8)
297. الإمام الرضا علیه السلام – فی تَفسیرِ قَولِهِ تَعالى: «وَ الَّیْلِ إِذَا یَغْشَى…»(9) -:
إنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ کانَ لِرَجُلٍ فی حائِطِهِ نَخلَةٌ وکانَ یَضُرُّ بِهِ، فَشَکا ذلِکَ إلى رَسولِ اللهِ صلی الله علیه و آله، فَدَعاهُ، فَقالَ: أعطِنی نَخلَتَکَ بِنَخلَةٍ فِی الجَنَّةِ! فَأَبى.
فَبَلَغَ ذلِکَ رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ یُکَنّى أبَا الدَّحداحِ، فَجاءَ إلى صاحِبِ النَّخلَةِ، فَقالَ: بِعنی نَخلَتَکَ بِحائِطی(10)، فَباعَهُ، فَجاءَ إلى رَسولِ اللهِ صلی الله علیه و آله، فَقالَ: یا رَسولَ اللهِ، قَدِ اشتَرَیتُ نَخلَةَ فُلانٍ بِحائِطی.
قالَ: فَقالَ لَهُ رَسولُ اللهِ صلی الله علیه و آله: فَلَکَ بَدَلُها نَخلَةٌ فِی الجَنَّةِ، فَأَنزَلَ اللهُ – تَبارَکَ وتَعالى – عَلى نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله «وَ مَا خَلَقَ الذَّکَرَ وَ الْأُنثَى – إِنَّ سَعْیَکُمْ لَشَتَّى – فَأَمَّامَنْ أَعْطَى» یَعنِی النَّخلَةَ «وَ اتَّقَى – وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنَى» بِوَعدِ رَسولِ اللهِ صلی الله علیه و آله «فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْرَى»(11) (12)
298. مسند ابن حنبل عن أنس:
إنَّ رَجُلاً قالَ: یا رَسولَ اللهِ، إنَّ لِفُلانٍ نَخلَةً وأنَا اُقیمُ حائِطی بِها، فَأْمرُهُ أن یُعطِیَنی حَتّى اُقیمَ حائِطی بِها.
فَقالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله: أعطِها إیّاهُ بِنَخلَةٍ فِی الجَنَّةِ! فَأَبى.
فَأَتاهُ أبو الدَّحداحِ، فَقالَ: بِعنی نَخلَتَکَ بِحائِطی، فَفَعَلَ، فَأَتَى النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله فَقالَ: یا رَسولَ اللهِ، إنّی قَدِ ابتَعتُ النَّخلَةَ بِحائطی، فَاجعَلها لَهُ فَقَد أعطَیتُکَها.
فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی الله علیه و آله: «کَم مِن عِذقٍ راحَ لِأَبِی الدَّحداحِ فِی الجَنَّةِ!» قالَها مِرارا.
قالَ: فَأَتَى امرَأَتَهُ فَقالَ: یا اُمَّ الدَّحداحِ اخرُجی مِنَ الحائِطِ؛ فَإِنّی قَد بِعتُهُ بِنَخلَةٍ فِی الجَنَّةِ.
فَقالَت: رَبِحَ البَیعُ – أو کَلِمَةً تُشبِهُها -.(13)
299. الإمام الباقر علیه السلام – فی قَولِهِ تَعالى: «یَاأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُواْ هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِیکُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِیمٍ» -:
فَقالوا: لَو نَعلَمُ ما هِیَ لَبَذَلنا فیهَا الأَموالَ وَالأَنفُسَ وَالأَولادَ، فَقالَ اللهُ: «تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِى سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِکُمْ وَ أَنفُسِکُمْ – إلى قَولِهِ – ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ».(14)
300. فتح الباری عن سعید بن جبیر – فی قَولِهِ تَعالى: «یَاأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُواْ هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَى تِجَارَةٍ» الآیةَ -:
لَمّا نَزَلَت قالَ المُسلِمونَ: لَو عَلِمنا هذِهِ التِّجارَةَ لَأَعطَینا فیهَا الأَموالَ وَالأَهلینَ، فَنَزَلَت: «تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ».(15)
301. الإمام علیّ علیه السلام – فی تَحریضِهِ النّاسَ بِصِفّینَ -:
إنَّ اللهَ عز و جل دَلَّکُم عَلى تِجارَةٍ تُنجیکُم مِن عَذابٍ ألیمٍ وتُشفی(16) بِکُم عَلَى الخَیرِ: الإِیمانِ بِاللهِ، وَالجِهادِ فی سَبیلِ اللهِ، وجَعَلَ ثَوابَهُ مَغفِرَةً لِلذَّنبِ، ومَساکِنَ طَیِّبَةً فی جَنّاتِ عَدنٍ، وقالَ عز و جل: «إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الَّذِینَ یُقَاتِلُونَ فِى سَبِیلِهِ صَفًّا کَأَنَّهُم بُنْیَانٌ مَّرْصُوصٌ»(17) (18)
302.عنه علیه السلام: لا تِجارَةَ کَالعَمَلِ الصّالِحِ.(19)
303. عنه علیه السلام:
الأَعمالُ فِی الدُّنیا تِجارَةُ الآخِرَةِ.(20)
304. عنه علیه السلام:
العَمَلُ بِطاعَةِ اللهِ أربَحُ.(21)
305. عنه علیه السلام:
العَمَلُ بِطاعَةِ اللهِ أربَحُ، ولِسانُ الصِّدقِ أزیَنُ وأنجَحُ.(22)
306. عنه علیه السلام:
فِی الطّاعَةِ کُنوزُ الأَرباحِ.(23)
307. عنه علیه السلام:
الطّاعَةُ وفِعلُ البِرِّ هُمَا المَتجَرُ الرّابِحُ.(24)
308. عنه علیه السلام:
أطِع تَربَح.(25)
309. عنه علیه السلام:
فِی الاِنفِرادِ لِعِبادَةِ اللهِ کُنوزُ الأَرباحِ.(26)
310. عنه علیه السلام:
مَن عَمِلَ بِالحَقِّ رَبِحَ.(27)
311. عنه علیه السلام:
إذا أملَقتُم(28) فَتاجِرُوا اللهَ بِالصَّدَقَةِ.(29)
312. عنه علیه السلام:
أزکَى المالِ مَا اشتُرِیَ بِهِ الآخِرَةُ.(30)
313. عنه علیه السلام:
الصَّدَقَةُ أعظَمُ الرِّبحَینِ.(31)
314. عنه علیه السلام:
عَلَیکَ بِالإِحسانِ؛ فَإِنَّهُ أفضَلُ زِراعَةٍ وأربَحُ بِضاعَةٍ.(32)
315. الإمام الصادق علیه السلام:
إنّی لَاُملِقُ أحیانا فَاُتاجِرُ اللهَ بِالصَّدَقَةِ.(33)
316. الإمام المهدی علیه السلام – فِی الدُّعاءِ المَعروفِ بِدُعاءِ العَلوِیِّ المِصرِیِّ -:
اللهُمَّ بِکَ أعوذُ وبِکَ ألوذُ… ومِنکَ أسأَلُ أن تُصَلِّیَ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ، و لا تَرُدَّنی إلّا بِذَنبٍ مَغفورٍ و سَعیٍ مَشکورٍ و تِجارَةٍ لَن تَبورَ.(34)
1) الصفّ: 10 و 11.
2) فاطر: 29.
3) فی بحار الأنوار: «واستحلاه».
4) النحل: 96.
5) مکارم الأخلاق: ج 2 ص 357 ح 2660 عن عبد الله بن مسعود، بحار الأنوار: ج 77 ص 106 ح 1.
6) التحصین لابن فهد: ص 20 ح 39 عن سعید بن زید بن عمرو بن نفیل، مستدرک الوسائل: ج 7 ص 499 ح 8741.
7) فاطر: 29 و 30.
8) مکارم الأخلاق: ج 2 ص 356 ح 2660، بحار الأنوار: ج 77 ص 106 ح 1.
9) اللیل: 1.
10) الحائط: البستان من النخیل إذا کان علیه حائط؛ وهو الجدار (النهایة: ج 1 ص 462 «حوط»).
11) اللیل: 3 – 7.
12) قرب الإسناد: ص 355 ح 1273 عن البزنطی، تفسیر القمّی: ج 2 ص 425 عن علیّ بن إبراهیم، مجمع البیان: ج 10 ص 759 عن ابن عبّاس وکلاهما من دون إسناد إلى أحد من أهل البیت علیهم السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 103 ص 127 ح 8.
13) مسند ابن حنبل: ج 4 ص 293 ح 12484، صحیح ابن حبّان: ج 16 ص 113 ح 7159، المستدرک على الصحیحین: ج 2 ص 24 ح 2194، موارد الظمآن: ص 564 ح 2271، المعجم الکبیر: ج 22 ص 300 ح 763 کلّها نحوه، مجمع الزوائد: ج 9 ص 538 ح 15791.
14) تفسیر القمّی: ج 2 ص 365 عن أبی الجارود.
15) فتح الباری: ج 6 ص 6، زاد المسیر: ج 8 ص 17، الدرّ المنثور: ج 8 ص 149 نقلاً عن ابن أبی حاتم وکلاهما نحوه.
16) أشفى على الشیء: أشرف علیه (الصحاح: ج 6 ص 2394 «شفى»).
17) الصفّ: 4.
18) الکافی: ج 5 ص 39 ح 4 عن مالک بن أعین، الإرشاد: ج 1 ص 265، وقعة صفّین: ص 235 عن عبد الرحیم بن عبد الرحمن عن أبیه وکلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 32 ص 562 ح 468؛ تاریخ الطبری: ج 5 ص 16 عن أبی عمرة الأنصاری نحوه.
19) نهج البلاغة: الحکمة 113، مشکاة الأنوار: ص 207 ح 563، روضة الواعظین: ص 475، بحار الأنوار: ج 69 ص 409 ح 122؛ الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 115، مطالب السؤول: ج 1 ص 236.
20) غرر الحکم: ج 1 ص 345 ح 1307، عیون الحکم والمواعظ: ص 47 ح 1193.
21) غرر الحکم: ج 1 ص 349 ح 1320، عیون الحکم والمواعظ: ص 29 ح 412.
22) غرر الحکم: ج 2 ص 67 ح 1862، عیون الحکم و المواعظ: ص 55 ح 1431 وفیه «أرجح» بدل «أنجح».
23) غرر الحکم: ج 4 ص 394 ح 6447، عیون الحکم والمواعظ: ص 353 ح 5954.
24) غرر الحکم: ج 2 ص 153 ح 2158، عیون الحکم والمواعظ: ص 68 ح 1718.
25) غرر الحکم: ج 2 ص 171 ح 2241، عیون الحکم والمواعظ: ص 78 ح 1898.
26) غرر الحکم: ج 4 ص 406 ح 6504، عیون الحکم والمواعظ: ص 354 ح 5979.
27) غرر الحکم: ج 5 ص 145 ح 7694، عیون الحکم والمواعظ: ص 423 ح 7127.
28) الإملاق: الافتقار (الصحاح: ج 4 ص 1557 «ملق»).
29) نهج البلاغة: الحکمة 258، عدّة الداعی: ص 60 عن الإمام الصادق علیه السلام، غرر الحکم: ج 3 ص 165 ح 4019، بحار الأنوار: ج 96 ص 133 ح 66؛ مئة کلمة للجاحظ: ص 104 ح 88، المناقب للخوارزمی: ص 376 ح 395.
30) غرر الحکم: ج 2 ص 407 ح 3040، عیون الحکم والمواعظ: ص 119 ح 2699.
31) غرر الحکم: ج 2 ص 25 ح 1673.
32) غرر الحکم: ج 4 ص 290 ح 6112، عیون الحکم والمواعظ: ص 334 ح 5704.
33) کشف الغمّة: ج 2 ص 417، بحار الأنوار: ج 78 ص 206 ح 54.
34) مُهج الدعوات: ص 349 عن محمّد بن علیّ العلوی المصری، بحار الأنوار: ج 95 ص 278 ح 34 وراجع: فقه الرضا: ص 404.