305. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: اُمَّتی عَلى ثَلاثَةِ أصنافٍ: صِنفٌ یُشَبَّهونَ بِالأَنبِیاءِ، وصِنفٌ یُشَبَّهونَ بِالمَلائِکَةِ، وصِنفٌ یُشَبَّهونَ بِالبَهائِمِ.
فَأَمَّا الَّذینَ یُشَبَّهونَ بِالأَنبِیاءِ، فَهِمَّتُهُمُ الصَّلاةُ وَالزَّکاةُ. وأَمَّا الَّذینَ یُشَبَّهونَ بِالمَلائِکَةِ، فَهِمَّتُهُمُ التَّسبیحُ وَالتَّهلیلُ وَالتَّکبیرُ. وأَمَّا الَّذینَ یُشَبَّهونَ بِالبَهائِمِ، فَهِمَّتُهُمُ الأَکلُ وَالشُّربُ وَالنَّومُ. (1)
306. عنه صلی الله علیه وآله: تَکونُ اُمَّتی فِی الدُّنیا ثَلاثَةَ أطباقٍ: أمَّا الطَّبَقُ الأَوَّلُ (2): فَلا یُحِبّونَ جَمعَ المالِ وَادِّخارَهُ، ولا یَسعَونَ فِی اقتِنائِهِ وَاحتِکارِهِ، وإِنَّما رِضاهُم مِنَ الدُّنیا سَدُّ جَوعَةٍ وسَترُ عَورَةٍ، وغِناهُم مِنها ما بَلَغَ بِهِمُ الآخِرَةَ، فَاُولئِکَ هُمُ الآمِنونَ الَّذینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم ولا هُم یَحزَنونَ.
وأمَّا الطَّبَقُ الثّانی: فَإِنَّهُم یُحِبّونَ جَمعَ المالِ مِن أطیَبِ وُجوهِهِ وأَحسَنِ سُبُلِهِ. یَصِلونَ بِهِ أرحامَهُم، ویَبَرّونَ بِهِ إخوانَهُم، ویُواسونَ بِهِ فُقَراءَهُم، ولَعَضُّ أحَدِهِم عَلَى الرَّصفِ (3) أیسَرُ عَلَیهِ مِن أن یَکتَسِبَ دِرهَماً مِن غَیرِ حِلِّهِ، أو یَمنَعَهُ مِن حَقِّهِ، أو یَکونَ لَهُ خازِناً إلى یَومِ مَوتِهِ، فَاُولئِکَ الَّذینَ إن نوقِشوا عُذِّبوا، وإن عُفِیَ عَنهُم سَلِموا.
وأَمَّا الطَّبَقُ الثّالِثُ: فَإِنَّهُم یُحِبُّونَ جَمعَ المالِ مِمّا حَلَّ وحَرُمَ، ومَنعَهُ مِمّا افتُرِضَ ووَجَبَ، إن [أنفَقوهُ] (4) أنفَقوا إسرافاً وبِداراً (5)، وإن أمسَکوهُ [أمسَکوا] (6) بُخلاً وَاحتِکاراً، اُولئِکَ الَّذینَ مَلَکَتِ الدُّنیا زِمامَ قُلوبِهِم، حَتّى أورَدَتهُمُ النّارَ بِذُنوبِهِم. (7)
1) جامع الأخبار: ص 270 ح 733، المواعظ العددیّة: ص 151 نحوه.
2) فی المصدر: «الاُولى»، والتصویب من بحار الأنوار.
3) فی بحار الأنوار: «الرضف» بدل «الرصف» وکلاهما وارد وإن کان الأصحّ بالضاد المعجمة؛ قال ابن الأثیر: الرَّصْفُ: الحجارَةُ التی یرصف بعضها إلى بعض فی مسیل فیجتمع فیها ماء المطر. وقال: الرَّضُفُ: الحجارة المُحماة على النار (النهایة: ج 2 ص 228 «رصف» و ص 231 «رضف»).
4) ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
5) فی المصدر: «وبدراً»، والتصویب من بحار الأنوار. و«بِداراً»: أی مُسارَعَةً (مفردات ألفاظ القرآن: ص110«بدر»).
6) ما بین المعقوفین أثبتناه من بحارالأنوار.
7) عدّة الداعی: ص 92 عن عبد اللّه بن عمر، بحار الأنوار: ج 103 ص 23 ح 26.