الکتاب
(وَأَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ الْکِتَابِ وَمُهَیْمِنًا عَلَیْهِ فَاحْکُم بَیْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَکَ مِنَ الْحَقِّ لِکُلٍّ جَعَلْنَا مِنکُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُمْ اُمَّةً وَاحِدَةً وَلَکِن لِّیَبْلُوَکُمْ فِى مَا ءَاتَاکُمْ فَاسْتَبِقُواْ الْخَیْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُکُمْ جَمِیعًا فَیُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ فِیهِ تَخْتَلِفُونَ).(1)
(وَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ اُمَّةً وَاحِدَةً وَلَکِن یُدْخِلُ مَن یَشَاءُ فِى رَحْمَتِهِ وَ الظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِىٍّ وَ لَا نَصِیرٍ). (2)
الحدیث
10. الإمام علیّ علیه السلام: إنَّما أنتُم إخوانٌ عَلى دینِ اللّهِ، ما فَرَّقَ بَینَکُم إلّا خُبثُ السَّرائِرِ، وسوءُ الضَّمائِرِ، فَلا تَوازَرونَ (3) (تَأزِرونَ) ولا تَناصَحونَ، ولا تَباذَلونَ ولا تَوادّونَ. (4)
11. عنه علیه السلام: لَو سَکَتَ الجاهِلُ مَا اختَلَفَ النّاسُ. (5)
12. عنه علیه السلام ـ لَمّا ذُکِرَ عِندَهُ اختِلافُ النّاسِ ـ: إنَّما فَرَّقَ بَینَهُم مَبادِئُ طینِهِم، وذلِکَ أنَّهُم کانوا فِلقَةً (6) مِن سَبخِ (7) أرضٍ وعَذبِها، وحَزنِ (8) تُربَةٍ وسَهلِها، فَهُم عَلى حَسَبِ قُربِ أرضِهِم یَتَقارَبونَ، وعَلى قَدرِ اختِلافِها یَتَفاوَتونَ، فَتامُّ الرُّواءِ ناقِصُ العَقلِ، ومادُّ القامَةِ قَصیرُ الهِمَّةِ، وزاکِی العَمَلِ قَبیحُ المَنظَرِ، وقَریبُ القَعرِ (9) بَعیدُ السَّبرِ (10)، ومَعروفُ الضَّریبَةِ (11) مُنکَرُ الجَلیبَةِ (12)، وتائِهُ القَلبِ مُتَفَرِّقُ اللُّبِّ، وطَلیقُ اللِّسانِ حَدیدُ الجَنانِ. (13) (14)
1) المائدة: 48.
2) الشورى: 8.
3) المؤازرة: المعاوَنَة على الأمر، یقال: آزَرَه ووازَرَه (تاج العروس: ج 6 ص 21 «أزر»).
4) نهج البلاغة: الخطبة 113.
5) کشف الغمّة: ج 3 ص 139، بحار الأنوار: ج 78 ص 81 ح 75.
6) الفِلقَةُ: الکِسْرَة [من الشیء] (الصحاح: ج 4 ص 1544 «فلق»).
7) السَّبْخَةُ: الأرض التی تعلوها الملوحة (النهایة: ج 2 ص 333 «سبخ»).
8) الحَزْنُ: ما غَلُظَ من الأرض (الصحاح: ج 5 ص 2098 «حزن»).
9) قعرُ البئرِ وغیرِها: عُمقُها (الصحاح: ج 2 ص 797 «قعر»).
10) السَّبْر: الغَور؛ یقال: سبرتُ الجرحَ أسبُرُهُ، إذا نظرتَ ما غورَهُ (اُنظر: الصحاح: ج 2 ص 675 «سَبَر»).
11) الضَّریبةُ: الطبیعةُ والسجیّة (النهایة: ج 3 ص 80 «ضرب»).
12) الجَلیبة: الخُلُقُ الذی یتکلّفه الشخص (تاج العروس: ج 1 ص 370«جلب»).
13) الجَنان: القلب (الصحاح: ج 5 ص 2094 «جنن»).
14) نهج البلاغة: الخطبة 234 عن مالک بن دحیة، بحار الأنوار: ج 5 ص 254 ح 50.