قلة من نجا من الامم

الکتاب

(قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ یَانُوحُ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِینَ- قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى کَذَّبُونِ- فَافْتَحْ بَیْنِى وَ بَیْنَهُمْ فَتْحًا وَ نَجِّنِى وَ مَن مَّعِىَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ- فَأَنجَیْنَاهُ وَ مَن مَّعَهُ فِى الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ- ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِینَ- إِنَّ فِى ذَالِکَ لَآیَةً وَ مَا کَانَ أَکْثَرُهُم مُّؤْمِنِینَ. (1)

(قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ یَالُوطُ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِینَ- قَالَ إِنِّى لِعَمَلِکُم مِّنَ الْقَالِینَ- رَبِّ نَجِّنِى وَ أَهْلِى مِمَّا یَعْمَلُونَ- فَنَجَّیْنَاهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِینَ- إِلَّا عَجُوزًا فِى الْغَابِرِینَ- ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِینَ- وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِینَ- إِنَّ فِى ذَالِکَ لَآیَةً وَ مَا کَانَ أَکْثَرُهُم مُّؤْمِنِینَ). (2)

(فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِینَ- إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْ ذِمَةٌ قَلِیلُونَ- وَ إِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ- وَ إِنَّا لَجَمِیعٌ حَاذِرُونَ- فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ- وَ کُنُوزٍ وَ مَقَامٍ کَرِیمٍ- کَذَالِکَ وَ أَوْرَثْنَاهَا بَنِى إِسْرَاءِیلَ- فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِینَ- فَلَمَّا تَرَءَا الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَکُونَ- قَالَ کَلَّا إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَیَهْدِینِ- فَأَوْحَیْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاکَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَکَانَ کُلُّ فِرْقٍ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ- وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِینَ- وَ أَنجَیْنَا مُوسَى وَ مَن مَّعَهُ أَجْمَعِینَ- ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِینَ- إِنَّ فِى ذَالِکَ لَآیَةً وَ مَا کَانَ أَکْثَرُهُم مُّؤْمِنِینَ). (3)

(فَلَوْلَا کَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِکُمْ اُوْلُواْ بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِى الْأَرْضِ إِلَّا قَلِیلاً مِّمَّنْ أَنجَیْنَا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُواْ مَا اُتْرِفُواْ فِیهِ وَ کَانُواْ مُجْرِمِینَ). (4)

الحدیث

18. تفسیر العیّاشی: عَن أنَسِ بنِ مالِکٍ قالَ: کانَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله یَقولُ: تَفَرَّقَت اُمَّةُ موسى عَلى إحدى وسَبعینَ مِلَّةً (فِرقَةً)؛ سَبعونَ مِنها فِی النّارِ وواحِدَةٌ فِی الجَنَّةِ، وتَفَرَّقَت اُمَّةُ عیسى عَلَى اثنَتَینِ وَسَبعینَ فِرقَةً؛ إحدى وسَبعونَ فِرقَةً فِی النّارِ و واحِدَةٌ فِی الجَنَّةِ، وتَعلو اُمَّتی عَلَى الفِرقَتَینِ جَمیعاً بِمِلَّةٍ؛ واحِدَةٌ فِی الجَنَّةِ وثِنتانِ وسَبعونَ فِی النّارِ. قالوا: مَن هُم یا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ: الجَماعاتُ الجَماعاتُ.

قالَ یَعقوبُ بنُ زَیدٍ: کانَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ إذا حَدَّثَ هذَا الحَدیثَ عَن رَسولِ اللّه صلی الله علیه وآله، تَلا فیهِ قُرآنا: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْکِتَابِ ءَامَنُواْ وَاتَّقَواْ لَکَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ) (5) إلى قَولِهِ: (سَاءَ مَا یَعْمَلُونَ) (5)، وتَلا أیضاً: و (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ یَعْدِلُونَ) (6) یَعنی اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله. (7)

19. الإمام علیّ علیه السلام: قَطَعَ اللّهُ عُذرَ عِبادِهِ بِتَبیینِ آیاتِهِ وإرسالِ رُسُلِهِ، لِئَلّا یَکونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ، ولَم یُخلِ أرضَهُ مِن عالِمٍ بِما یَحتاجُ إلَیهِ الخَلیقَةُ، ومُتَعَلِّمٍ عَلى سَبیلِ النَّجاةِ، اُولئِکَ هُمُ الأَقَلّونَ عَدَداً، وقَد بَیَّنَ اللّهُ ذالِکَ فی اُمَمِ الأَنبِیاءِ وجَعَلَهُم مَثَلاً لِمَن تَأَخَّرَ، مِثلَ قَولِهِ فی قَومِ نوحٍ: (وَ مَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ) (8)، وقَولِهِ فیمَن آمَنَ مِن اُمَّةِ موسى: (وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ یَعْدِلُونَ). (9) (10)

20. عنه علیه السلام: وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ، لَتَفَرَّقَنَّ هذِهِ الاُمَّةُ عَلى ثَلاثٍ وسَبعینَ فِرقَةً؛ کُلُّها فِی النّارِ إلّا فِرقَةً (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا اُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ یَعْدِلُونَ)، فَهذِهِ الَّتی تَنجو مِن هذِهِ الاُمَّةِ. (11)

1) الشعراء: 116ـ 121.

2) الشعراء: 167ـ 174.

3) الشعراء: 53ـ 67.

4) هود: 116.

5) المائدة: 65.

6) الأعراف: 181.

7) تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 331 ح 151، بحارالأنوار: ج 28 ص 3 ح 2؛ تفسیر ابن کثیر: ج 3 ص 141، مسند أبی یعلى: ج 4 ص 10 ح 3656، الدرّ المنثور: ج 3 ص 116 نقلاً عن ابن مردویه عن أنس وکلّها نحوه، مجمع الزوائد: ج 7 ص 511 ح 12095.

8) هود: 40.

9) الأعراف: 159.

10) الاحتجاج: ج 1 ص 581 ح 137، بحارالأنوار: ج 68 ص 265 ح 23.

11) تفسیر العیّاشی: ج 2 ص 43 ح 122 عن ابن الصهبان البکری، مجمع البیان: ج 4 ص 773، بحار الأنوار: ج 28 ص 6 ح 8؛ الدرّ المنثور: ج 3 ص 617 نقلاً عن أبی الشیخ عن الإمام علیّ علیه السلام وراجع: الأمالی للمفید: ص 213 ح 3.