203. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: صِفَتی: أحمَدُ المُتَوَکِّلُ، لَیسَ بِفَظٍّ ولا غَلیظٍ، یَجزی بِالحَسَنَةِ الحَسَنَةَ، ولا یُکافِئُ السَّیِّئَةَ، مَولِدُهُ بِمَکَّةَ ومُهاجَرُهُ طَیبَةُ، واُمَّتُهُ الحَمّادونَ، یَأتَزِرونَ عَلى أنصافِهِم ویُوَضِّئونَ (1) أطرافَهُم، أناجیلُهُم فی صُدورِهِم، یَصُفّونَ لِلصَّلاةِ کما یَصُفّونَ لِلقِتالِ، قُربانُهُمُ الَّذی یَتَقَرَّبونَ بِهِ إلَیَّ دِماؤُهُم، رُهبانٌ بِاللَّیلِ لُیوثٌ بِالنَّهارِ. (2)
204. عنه صلی الله علیه وآله: إنَّ موسَى بنَ عِمرانَ علیه السلام کانَ یَمشی ذاتَ یَومٍ فِی الطّریقِ فَناداهُ الجَبّارُ جَلَّ جَلالُهُ: یا موسى… وعِزَّتی وجَلالی، إنَّ الجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلى جَمیعِ خَلقی حَتّى یَدخُلَها مُحَمَّدٌ واُمَّتُهُ.
قالَ موسى: ومَن اُمَّةُ مُحَمَّدٍ؟
قالَ: اُمَّتُهُ الحَمّادونَ، یَحمَدون اللّهَ صُعوداً وهُبوطاً وعَلى کُلِّ حالٍ، یَشُدّونَ أوساطَهُم، ویُطَهِّرونَ أطرافَهُم، صائِمونَ بِالنَّهارِ، رُهبانٌ (3) بِاللَّیلِ، أقَبَلُ مِنهُمُ الیَسیرَ، واُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ.
قالَ: فَاجعَلنی نَبِیَّ تِلکَ الاُمَّةِ! قالَ: نَبِیُّها مِنها. قالَ: اِجعَلنی مِن اُمَّةِ ذالِکَ النَّبِیِّ!
قالَ: اِستَقدَمتَ وَاستَأخَروا یا موسى، ولکِن سَأَجمَعُ بَینَکَ وبَینَهُ فی دارِ الجَلالِ. (4)
205. الإمام الباقر علیه السلام ـ فی صِفَةِ شیعَةِ أهلِ البَیتِ علیهم السلام ـ: إنَّهُم حُصونٌ حَصینَةٌ، فی صُدورٍ أمینَةٍ، وأحلامٍ رَزینَةٍ، لَیسوا بِالمَذاییعِ البُذرِ (5)، ولا بِالجُفاةِ (6) المُرائینَ، رُهبانٌ بِاللَّیلِ اُسدٌ بِالنَّهارِ. (7)
1) فی المصدر: «ویوصون»، والتصویب من الدرّ المنثور وکنز العمّال.
2) المعجم الکبیر: ج 10ص 89 ح 10046 عن عبد اللّه بن مسعود، الدرّ المنثور: ج 3 ص 576 نقلاً عن الزبیربن بکّار فی أخبار المدینة وأبی نعیم فی الدلائل عن ابن مسعود، کنزالعمّال: ج 11 ص 401 ح 31866.
3) فی المصدر: «رهباناً»، والصّواب ما أثبتناه کما فی السُّنَّة لابن أبی عاصم.
4) حلیة الأولیاء: ج 3 ص 375 الرقم 254، السنّة لابن أبی عاصم: ص 306 ح 696 کلاهما عن أنس.
5) المَذاییعُ: جمع مذیاع، من أذاع الشیء إذا أفشاه، وقیل: أراد الذین یشیعون الفواحش. والبُذرُ: جمع بَذور، یقال: بَذَرتُ الکلامَ بینَ الناس کما تُبذَرُ الحبوبُ؛ أی أفشَیتُهُ وفَرَّقتُهُ (النهایة: ج 2 ص 174«ذیع» و ج 1 ص 110«بذر»).
6) الجافی: الغلیظ الخِلقةِ والطبع (النهایة: ج 1 ص 281 «جفا»).
7) مشکاة الأنوار: ص 126 ح 292 عن میسرة، بحار الأنوار: ج 68 ص 180ح 38.