الکتاب
(الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِى یَجِدُونَهُ مَکْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِیلِ یَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنکَرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبَاتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبَائِثَ وَیَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِى کَانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ ءَامَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِى اُنزِلَ مَعَهُ اُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (1)
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى اُنزِلَ فِیهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَیِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ وَمَن کَانَ مَرِیضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَیَّامٍ اُخَرَ یُرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَلَا یُرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ وَلِتُکْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُکَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاکُمْ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ). (2)
(لَا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ وَعَلَیْهَا مَا اکْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْرًا کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْکَافِرِینَ). (3)
الحدیث
173. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى أعطى مُحَمَّداً صلی الله علیه وآله شَرائِعَ نوحٍ وإبراهیمَ وموسى وعیسى علیهم السلام؛ التَّوحیدَ وَالإِخلاصَ وخَلعَ الأَندادِ، وَالفِطرَةَ الحَنیفِیَّةَ السَّمحَةَ، ولا رَهبانِیَّةَ ولا سِیاحَةَ. أحَلَّ فیهَا الطَّیِّباتِ وحَرَّمَ فیهَا الخَبائِثَ، ووَضَعَ عَنهُم إصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتی کانَت عَلَیهِم (4)، ثُمَّ افتَرَضَ عَلَیهِ فیهَا الصَّلاةَ وَالزَّکاةَ وَالصَّیامَ وَالحَجَّ وَالأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ وَالحَلالَ وَالحَرامَ وَالمَواریثَ وَالحُدودَ وَالفَرائِضَ وَالجِهادَ فی سَبیلِ اللّهِ، وزادَهُ الوُضوءَ، وفَضَّلَهُ بِفاتِحَةِ الکِتابِ، وبِخَواتیمِ سُورَةِ البَقَرَةِ وَالمُفَصَّلِ (5)، وأحَلَّ لَهُ المَغنَمَ وَالفَیءَ، ونَصَرَهُ بِالرُّعبِ، وجَعَلَ لَهُ الأَرضَ مَسجِداً و طَهوراً، وأَرسَلَهُ کافَّةً إلَى الأَبیَضِ وَالأَسوَدِ وَالجِنِّ وَالإِنسِ، وأعطاهُ الجِزیَةَ وأسرَ المُشرِکینَ وفِداهُم، ثُمَّ کُلِّفَ ما لَم یُکَلَّف أحَدٌ مِنَ الأَنبیاءِ، واُنزِلَ عَلَیهِ سَیفٌ مِنَ السَّماءِ فی غَیرِ غِمدٍ، وقیل لَهُ: (قَاتِلْ فِى سَبِیلِ اللَّهِ لَا تُکَلَّفُ إِلَّا نَفْسَکَ). (6) (7)
174. الإمام علیّ علیه السلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ فی صِفَةِ النَّبِیِّ وأهلِ بَیتِهِ وأَتباعِ دینِهِ ـ: اِبتَعَثَهُ بِالنّورِ المُضیءِ، وَالبُرهانِ الجَلِیِّ، وَالمِنهاجِ البادی، وَالکِتابِ الهادی. اُسرَتُهُ خَیرُ اُسرَةٍ، وشَجَرَتُهُ خَیرُ شَجَرَةٍ؛ أغصانُها مُعتَدِلَةٌ، وثِمارُها مُتَهَدِّلَةٌ. مَولِدُهُ بِمَکَّةَ، وهِجرَتُهُ بِطَیبَةَ (8)، عَلا بِها ذِکرُهُ، وَامتَدَّ مِنها صَوتُهُ.
أرسَلَهُ بِحُجَّةٍ کافِیَةٍ، ومَوعِظَةٍ شافِیَةٍ، ودَعوَةٍ مُتَلافِیَهٍ. أظهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ المَجهولَةَ، وقَمَعَ بِهِ البِدَعَ المَدخولَةَ، وبَیَّنَ بِهِ الأَحکامَ المَفصولَةَ؛ فَمَن یَبتَغِ غَیرَ الإِسلامِ دیناً تَتَحَقَّق شِقوَتُهُ، وتَنفَصِم عُروَتُهُ، وتَعظُم کَبوَتُهُ، ویَکُن مَآبُهُ إلَى الحُزنِ الطَّویلِ، وَالعَذابِ الوَبیلِ. (9)
175. الإقبال ـ فی ذِکرِ صَحیفَةِ آدَمَ علیه السلام الَّتی وَرِثَها شَیثُ علیه السلام وَالَّتی کانَت عِندَ رُسُلِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله إلى نَجرانَ وَالَّتی کان فیها ـ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ، أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا الحَیُّ القَیُّومُ، مُعَقِّبُ الدُّهورِ وفاصِلُ الاُمورِ، سَبَقتُ بِمَشِیَّتِیَ الأَسبابَ، وذَلَّلتُ بِقُدرَتِیَ الصِّعابَ، فَأَنَا العَزیزُ الحَکیمُ الرَّحمنُ الرَّحیمُ، اِرحَم تُرحَم، سَبَقَت رَحمَتی غَضَبی، وعَفوی عُقوبَتی، خَلَقتُ عِبادی لِعِبادَتی، وألزَمتُهُم حُجَّتی، ألا إنّی باعِثٌ فیهِم رُسُلی، ومُنزِلٌ عَلَیهِم کُتُبی، اُبرِمُ (10) ذالِکَ مِن لَدُن أوَّلِ مَذکورٍ مِنَ بَشَرٍ إلى أحمَدَ نَبِیّی وخاتَمِ رُسُلی، ذاکَ الَّذی أجعَلُ عَلَیهِ صَلَواتی واُسلِکُ فی قَلبِهِ بَرَکاتی، وبِهِ اُکمِلُ أنبِیائی ونُذُری.
قالَ آدَمُ علیه السلام: إلهی، مَن هؤُلاءِ الرُّسُلُ؟ ومَن أحمَدُ هذَا الَّذی رَفَعتَ وشَرَّفتَ؟
قالَ: کُلٌّ مِن ذُرِّیَّتِکَ، وأحمَدُ عاقِبُهُم [ووارِثُهُم]. (11)
قالَ: رَبِّ، بِما أنتَ باعِثُهُم ومُرسِلُهُم؟
قالَ: بِتَوحیدی، ثُمَّ اُقَفّی ذالِکَ بِثَلاثِمِئَةٍ وثَلاثینَ شَریعَةً، أنظُمُها واُکمِلُها لِأَحمَدَ جَمیعاً، فَأَذِنتُ لِمَن جاءَنی بِشَریَعةٍ مِنها مَعَ الإیمانِ بی وبِرُسُلی أن اُدخِلَهُ الجَنَّةَ. (12)
176. کمال الدین عن عبد العظیم بن عبد اللّه الحسنی: دَخَلتُ عَلى سَیِّدی عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدٍ [الهادی] علیه السلام، فَلَمّا بَصُرَ بی قالَ لی: مَرحَباً بِکَ یا أَبَا القاسِمِ، أنتَ وَلِیُّنا حَقّاً.
قالَ: فَقُلتُ لَهُ: یَا بنَ رَسولِ اللّهِ، إنّی اُریدُ أن أعرِضَ عَلَیکَ دینی، فَإِن کانَ مَرضِیّاً ثَبَتُّ عَلَیهِ حَتّى ألقَى اللّهَ عز و جل، فَقالَ: هاتِ یا أَبَا القاسِمِ.
فَقُلتُ: إنّی أقولُ: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ و تَعالى واحِدٌ لَیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ… وأنَّ مُحَمَّداً صلی الله علیه وآله عَبدُهُ ورَسولُهُ خاتَمُ النَّبِیّینَ فَلا نَبِیَّ بَعدَهُ إلى یَومِ القِیامَةِ، وأنَّ شَریعَتَهُ خاتِمَةُ الشَّرائِعِ فَلا شَریعَةَ بَعدَها إلى یَومِ القِیامَةِ….
فَقالَ عَلیُّ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام: یا أبَا القاسِمِ، هذا وَاللّهِ دینُ اللّهِ الَّذِی ارتَضاهُ لِعِبادِهِ، فَاثبُت عَلَیهِ، ثَبَّتَکَ اللّهُ بِالقَولِ الثّابِتِ فِی الحَیاةِ الدُّنیا وفِی الآخِرَةِ. (13)
177. الکافی عن سماعة بن مهران: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام: قَولُ اللّهِ عز و جل: (فَاصْبِرْ کَمَا صَبَرَ اُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)؟ (14) فَقالَ: نوحٌ وإِبراهیمُ وموسى وعیسى ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وعَلَیهِم. قُلتُ: کَیفَ صاروا اُولِی العَزمِ؟
قالَ: لِأَنَّ نوحاً بُعِثَ بِکِتابٍ وشَریعَةٍ، وکُلُّ مَن جاءَ بَعدَ نوحٍ أخَذَ بِکِتابِ نوحٍ وشَریعَتِهِ ومِنهاجِهِ.
حَتّى جاءَ إبراهیمُ علیه السلام بالِصُّحُفِ وبِعَزیمَةِ تَرکِ کِتابِ نوحٍ، لا کُفراً بِهِ، فَکُلُّ نَبِیٍّ جاءَ بَعدَ إبراهیمَ علیه السلام أخَذَ بِشَریعَةِ إبراهیمَ ومِنهاجِهِ وبِالصُّحُفِ.
حَتّى جاءَ موسى بِالتَّوراةِ وشَریعَتِهِ ومِنهاجِهِ، وبِعَزیمَةِ تَرکِ الصُّحُفِ، وکُلُّ نَبِیٍّ جاءَ بَعدَ موسى علیه السلام أخَذَ بِالتَّوراةِ وشَریَعتِهِ ومِنهاجِهِ.
حَتّى جاءَ المَسیحُ علیه السلام بِالإِنجیلِ، وبِعَزیمَةِ تَرکِ شَریعَةِ موسى ومِنهاجِهِ، فَکُلُّ نَبِیٍّ جاءَ بَعدَ المَسیحِ أخَذَ بِشَریعَتِهِ ومِنهاجِهِ.
حَتّى جاءَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله فَجاءَ بِالقُرآنِ وبِشَریعَتِهِ ومِنهاجِهِ، فَحَلالُهُ حَلالٌ إلى یَومِ القِیامَةِ، وحَرامُهُ حَرامٌ إلى یَومِ القِیامَةِ، فَهؤُلاءِ اُولُو العَزمِ مِن الرُّسُلِ علیهم السلام. (15)
178. الکافی عن زرارة: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الحَلالِ وَالحَرامِ، فَقالَ: حَلالُ مُحَمَّدٍ حَلالٌ أبَداً إلى یَومِ القِیامَةِ، وحَرامُهُ حَرامٌ أبَداً إلى یَومِ القِیامَةِ، لا یَکونُ غَیرُهُ ولا یَجیءُ غَیرُهُ. (16)
179. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى بَعَثَ مُحَمَّداً فَخَتَمَ بِهِ الأَنبِیاءَ فَلا نَبِیَّ بَعدَهُ، وأَنزَلَ عَلَیهِ کِتاباً فَخَتَمَ بِهِ الکُتُبَ فَلا کِتابَ بَعدَهُ، أحَلَّ فیهِ حَلالاً، وحَرَّمَ حَراماً، فَحَلالُهُ حَلالٌ إلى یَومِ القِیامَةِ، وحَرامُهُ حَرامٌ إلى یَومِ القِیامَة، فیهِ شَرعُکُم، وخَبَرُ مَن قَبلَکُم وبَعدَکُم. (17)
180. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: إنَّ اللّهَ عز و جل أعطى کُلَّ ذی حَقٍّ حَقَّهُ، ألا إنَّ اللّهَ فَرَضَ فَرائِضَ، وسَنَّ سُنَناً، وحَدَّ حُدوداً، وأحَلَّ حَلالاً، وحَرَّمَ حَراماً، وشَرَعَ الدّینَ فَجَعَلَهُ سَهلاً سَمحاً واسِعاً، ولَم یَجعَلهُ ضَیِّقاً. (18)
181. المصنّف لعبد الرزاق عن محمّد بن واسع: إنَّ رَجُلاً قالَ: یا رَسولَ اللّهِ! جَرٌّ مُخَمَّرٌ (19) جَدیدٌ أحَبُّ إلَیکَ أن تَتَوَضَّأَ مِنهُ، أو مِمّا یَتَوَضَّأُ النّاسُ مِنهُ أحَبُّ؟
قالَ: أحَبُّ الأَدیانِ إلَى اللّهِ الحَنیفِیَّةُ، قیلَ: ومَا الحَنیفِیَّهُ؟ قالَ: السَّمحَةُ، قالَ: الإِسلامُ الواسِعُ. (20)
182. مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس: قیلَ لِرَسولِ اللّهِ صلی الله علیه وآله: أیُّ الأَدیانِ أحَبُّ إلَى اللّهِ؟ قالَ: الحَنیفِیَّةُ السَّمحَةُ. (21)
183. المعجم الأوسط عن ابن عمر: قُلتُ: یا رَسولَ اللّهِ، الوُضوءُ مِن جَرٍّ جَدیدٍ مُخَمَّرٍ أحَبُّ إلَیکَ، أم مِنَ المَطاهِرِ؟
فَقالَ: لا، بَل مِنَ المَطاهِرِ؛ إنَّ دینَ اللّهِ الحَنیفِیَّةُ السَّمحَةُ. (22)
184. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: لا زِمامَ ولا خِزامَ ولا رَهبانِیَّةَ ولا تَبَتُّلَ ولا سِیاحَةَ فِی الإِسلامِ. (23)
185. المعجم الکبیر عَن سعید بن العاص: إنَّ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ (24) قالَ: یا رَسولَ اللّهِ، ائذَن لی فِی الاِختِصاءِ (25)، فَقالَ لَهُ: یا عُثمانُ، إنَّ اللّهَ قَد أبدَلَنا بِالرَّهبانِیَّةِ الحَنفِیَّةَ (26) السَّمحَةَ، وَالتَّکبیرَ عَلى کُلِّ شَرَفٍ، فَإِن کُنتَ مِنّا فَاصنَع کَما نَصنَعُ. (27)
186. عوالی اللآلی: رُوِیَ أنَّ القِصاصَ کانَ فی شَرعِ موسى [حَتماً] (28)، وَالدِّیَةَ حَتماً کانَ فی شَرعِ عیسى، فَجاءَتِ الحَنیفِیَّةُ السَّمحَةُ بِتَسویغِ الأَمرَینِ. (29) (30)
187. کتاب من لا یحضره الفقیه: سُئِلَ عَلِیٌّ علیه السلام: أیُتَوَضَّأُ مِن فَضلِ وُضوءِ جَماعَةِ المُسلِمینَ أحَبُّ إلَیکَ، أو یُتَوَضَّأُ مِن رَکوٍ (31) أبیَضَ مُخَمَّرٍ؟
فَقالَ: لا، بَل مِن فَضلِ وُضوءِ جَماعَةِ المُسلِمینَ، فَإِنَّ أحَبَّ دینِکُم إلَى اللّهِ الحَنیفِیَّةُ السَّمحَةُ السَّهلَةُ. (32)
188. الإمام علیّ علیه السلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ یُبَیِّنُ فیها فَضلَ الإِسلامِ ـ: الحَمدُ للِّهِ الَّذی شَرَعَ الإِسلامَ، فَسَهَّلَ شَرائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ…. (33)
189. المعجم الکبیر عن محجن بن الأدرع: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: إنَّ اللّهَ تَعالى رَضِیَ لِهذهِ الاُمَّةِ الیُسرَ، وکَرِهَ لَهَا العُسرَ ـ قالَها ثَلاثاً ـ. (34)
190. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: إنَّکُم اُمَّةٌ اُریدَ بِکُمُ الیُسرَ. (35)
191. عنه صلی الله علیه وآله: إنَّ اللّهَ وَضَعَ عَن اُمَّتِیَ الخَطَأَ وَالنِّسیانَ ومَا استُکرِهوا عَلَیهِ. (36)
192. النوادر للأشعری عن ربعی عن أبی عبداللّه [الصادق] علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: عُفِیَ عَن اُمَّتی ثَلاثٌ: الخَطَأُ، وَالنِّسیانُ، وَالاِستِکراهُ.
وقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام: وفیها رابِعَةٌ: وما لا یُطیقونَ. (37)
193. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: رُفِعَ عَن اُمَّتی أربَعُ خِصالٍ: خَطاؤُها، ونِسیانُها، وما اُکرِهوا عَلَیهِ، وما لَم یُطیقوا، وذالِکَ قَولُ اللّهِ عز و جل: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْرًا کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) (3)، و قَولُهُ: (إِلَّا مَنْ اُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْاءِیمَانِ). (38) (39)
194. عنه صلی الله علیه وآله: وُضِعَ عَن اُمَّتی تِسعُ خِصالٍ: الخَطاءُ، وَالنِّسیانُ، وما لا یَعلَمونَ، وما لا یُطیقونَ، ومَا اضُطرّوا إلَیهِ، ومَا استُکرِهوا عَلَیهِ، وَالطِّیَرَةُ (40)، وَالوَسوَسَةُ فِی التَّفَکُّرِ فِی الخَلقِ، وَالحَسَدُ ما لَم یَظهَر بِلِسانٍ أو یَدٍ. (41)
195. عنه صلی الله علیه وآله: أعطانِی اللّهُ عز و جل فاتِحَةَ الکِتابِ، وَالأَذانَ، وَالجَماعَةَ فِی المَسجِدِ، ویَومَ الجُمُعَةِ، وَالصَّلاةَ عَلَى الجَنائِزِ وَالإِجهارَ فی ثَلاثِ صَلَواتٍ، وَالرُّخصَةَ لِاُمَّتی عِندَ الأَمراضِ وَالسَّفَرِ، وَالشَّفاعَةَ لِأَصحابِ الکَبائِرِ مِن اُمَّتی. (42)
196. الإمام الباقر علیه السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى أهدى إلَیَّ وإلى اُمَّتی هَدِیَّةً، لَم یُهدِها إلى أحَدٍ مِنَ الاُمَمِ کَرامَةً مِنَ اللّهِ عز و جل لَنا. قالوا: وما ذاکَ یا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ: الإِفطارُ فِی السَّفَرِ، وَالتَّقصیرُ فِی الصَّلاةِ، فَمَن لَم یَفعَل ذالِکَ فَقَد رَدَّ عَلَى اللّهِ عز و جل هَدِیَّتَهُ. (43)
1) الأعراف: 157.
2) البقرة: 185.
3) البقرة: 286.
4) إشارة إلى الآیة 157 من سورة الأعراف.
5) قال الطریحی: فی الحدیث: «فُضِّلتُ بالمفصّل»، قیل: سُمّی به لکثرة ما یقع فیه من فصول التسمیة بین السور، وقیل: مفصّل القرآن من سورة محمّد صلی الله علیه وآله إلى آخر القرآن (مجمع البحرین: ج 3 ص 1397«فصل»).
6) النساء: 84.
7) الکافی: ج 2 ص 17 ح 1، المحاسن: ج 1 ص 448 ح 1035، بحار الأنوار: ج 16 ص 330 ح 26و راجع: مکارم الأخلاق: ج 1 ص 140 ح 361.
8) طَیبَة: أمر النبیّ صلی الله علیه وآله أن تسمّى المدینة طَیبة وطابة؛ وهما من الطّیب، لأنّ المدینة کان اسمها یثرب، والثربُ: الفساد (النهایة: ج 3 ص 149 «طیب»).
9) نهج البلاغة: الخطبة 161، بحار الأنوار: ج 18 ص 222 ح 58.
10) أبرَمْتُ العَقْدَ: أحکمتُهُ (المصباح المنیر: ص 45 «برم»).
11) ما بین المعقوفین أثبتناه من بحار الأنوار.
12) الإقبال: ج 2 ص 334، بحار الأنوار: ج 26 ص 310 ح 77.
13) کمال الدین: ص 379 ح 1، التوحید: ص 81 ح 37، صفات الشیعة: ص 127 ح 68، الأمالی للصدوق: ص 419 ح 557، بحار الأنوار: ج 36 ص 412 ح 2.
14) الأحقاف: 35.
15) الکافی: ج 2 ص 17 ح 2، المحاسن: ج 1 ص 420 ح 963، بحار الأنوار: ج 16 ص 353 ح 38.
16) الکافی: ج 1 ص 58 ح 19.
17) بحار الأنوار: ج 93 ص 3 نقلاً عن تفسیر النعمانی عن إسماعیل بن جابر.
18) المعجم الکبیر: ج 11 ص 170ح 11532، مسند أبی یعلى: ج 3 ص 50 ح 2452 کلاهما عن ابن عبّاس، کنز العمّال: ج 15 ص 940 ح 43617.
19) التخمیرُ: التغطیة (النهایة: ج 2 ص 77 «خمر»).
20) المصنّف لعبد الرزّاق: ج 1 ص 74 ح 338.
21) مسند ابن حنبل: ج 1 ص 508 ح 2107، الأدب المفرد: ص 94 ح 287، المنتخب من مسند عبد بن حمید: ص 199 ح 569، المعجم الأوسط: ج 7 ص 229 ح 7351 عن أبی هریرة، نحوه کنز العمّال: ج 1 ص 178 ح 899.
22) المعجم الأوسط: ج 1 ص 242 ح 794، حلیة الأولیاء: ج 8 ص 203 الرقم 408.
23) غریب الحدیث لابن قتیبة: ج 1 ص 179، المصنّف لعبد الرزّاق: ج 8 ص 448 ح 15860، المراسیل مع الأسانید: ص 139 ح 2 کلاهما نحوه وکلّها عن طاووس، کنز العمّال: ج 1 ص 220 ح 1111. وقال ابن قتیبة فی شرح الحدیث: «لا زمام ولا خزام» الزمام فی الأنف ولا یکون فی غیره، یقال: زممت البعیر أزمّه زمّاً. والخِزام والخِزامة واحد، وقد یکون الخزام جمعاً لخزامة؛ وهی حلقة من شعر تجعل فی أحد جانبی المنخرین، فإن کانت تلک الحلقة من صفر فهی برة. أراد علیه الصلاة والسلام ما کان عبّاد بنی إسرائیل یفعلونه من حرق التراقی وزمّ الاُنوف. قوله: «ولا رهبانیّة» یرید فعل الرهبان من مواصلة الصوم ولبس المسوح، وترک أکل اللَّحم وأشباه ذالک، وأصل الرهبانیّة من الرهبة، ثُمَّ صارت اسماً لما فضل عن المقدار، واُفرط فیه. وقوله: «ولا تبتُّل» یرید ترک النکاح، وأصلُ البتل القطعُ. وقوله: «ولا سیاحة» یرید مفارقة الأمصار والذهاب فی الأرض، کفعل یحیى بن زکریّا علیه السلام حین ساح ولزم أطراف الأرض وفعل غیره من عبّاد بنی إسرائیل، ومن هذا قیل «ماسح وسائح» إذا جرى فذهب، وأراد أنّ اللّه جلّ وعزّ قد وضع هذا عن المسلمین، وبعثه بالحنیفیّة السمحة.
24) عثمان بن مظعون بن حبیب بن وهب الجمحی، أبوالسائب: صحابی، کان من حکماء العرب فی الجاهلیّة، یحرّم الخمر، وأسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر إلى أرض الحبشة مرّتین. وأراد التبتّل والسیاحة فی الأرض زهداً بالحیاة، فمنعه رسول اللّه، فاتّخذ بیتاً یتعبّد فیه، فأتاه النبیّ صلی الله علیه وآله فأخذ بعضادتی البیت، وقال: یا عثمان، إنّ اللّه لم یبعثنی بالرهبانیّة (مرّتین أو ثلاثاً) وإنّ خیر الدین عند اللّه الحنفیّة السمحة. وشهد بدراً. ولمّا مات جاءه النبیّ صلی الله علیه وآله فقبّله میتاً، حتى رؤیت دموعه تسیل على خدّعثمان. وهو أوّل من مات بالمدینة من المهاجرین، وأوّل من دفن بالبقیع منهم (الأعلام للزرکلی: ج 4 ص 214).
25) خصیتَ الفحلَ خِصاءً: إذا سللتَ خُصیَیْهِ (الصحاح: ج 6 ص 2328 «خصى»).
26) فی کنز العمّال: «الحنیفیّة» بدل «الحنفیّة».
27) المعجم الکبیر: ج 6 ص 62 ح 5519، کنز العمّال: ج 3 ص 47 ح 5419.
28) أثبتنا ما بین المعقوفین من تفسیر الصافی: ج 1 ص 216 نقلاً عن المصدر.
29) قیل: کتب على الیهود القصاص وحده وعلى النصارى العفو مطلقاً، وخُیِّرت هذه الاُمّة بینهما [القصاص والعفو] وبین الدیة تیسیراً علیهم و تقدیراً للحکم على مراتبهم (تفسیر البیضاوی: ج 1 ص 166. وراجع: تفسیر الآلوسی: ج 2 ص 51).
30) عوالی اللآلی: ج 1 ص 387 ح 18.
31) الرَّکْوَةُ: إناء صغیر من جلد یُشرب فیه الماء (النهایة: ج 2 ص 261 «رکا»).
32) کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 1 ص 12 ح 16، وسائل الشیعة: ج 1 ص 210 ح 537.
33) نهج البلاغة: الخطبة 106، الأمالی للمفید: ص 275 ح 3، الأمالی للطوسی: ص 37 ح 40 کلاهما عن قبیصة بن جابر الأسدی، الغارات: ج 1 ص 138، بحار الأنوار: ج 68 ص 347 ح 17.
34) المعجم الکبیر: ج 20 ص 298 ح 707، المطالب العالیة: ج 1 ص 148 ح 543 کلاهما عن محجن بن الأدرع، کنز العمّال: ج 3 ص 33 ح 5331.
35) مسند ابن حنبل: ج 7 ص 297 ح 20368 عن محجن بن الأدرع، کنز العمّال: ج 3 ص 652 ح 8338.
36) سنن ابن ماجة: ج 1 ص 659 ح 2045، المعجم الأوسط: ج 8 ص 161 ح 8273 ولیس فیه «إنّ اللّه» وکلاهما عن ابن عبّاس، السنن الکبرى: ج 7 ص 585 ح 15096 عن عقبة بن عامر و ج 6 ص 139 ح 11454 ولیس فیه «إنّ اللّه»، حلیة الأولیاء: ج 6 ص 352 الرقم 394 کلاهما عن ابن عمر، کنز العمّال: ج 12 ص 156 ح 34460.
37) النوادر للأشعری: ص 74 ح 158، بحار الأنوار: ج 5 ص 304 ح 16.
38) النحل: 106.
39) الکافی: ج 2 ص 462 ح 1، تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 160 ح 534 و ج 2 ص 272 ح 75 کلّها عن عمرو بن مروان عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار: ج 5 ص 306 ح 27.
40) الطِّیَرَةُ ـ وقد تُسکّن ـ: هی التشاؤم بالشیء (النهایة: ج 3 ص 152 «طیر»).
41) الکافی: ج 2 ص 463 ح 2 عن الإمام الصادق علیه السلام، کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 1 ص 59 ح 132،التوحید: ص 353 ح 24 عن حریز بن عبد اللّه عن الإمام الصادق علیه السلام عنه صلی الله علیه وآله، تحف العقول: ص 50 کلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 77 ص 153 ح 123.
42) الخصال: ص 355 ح 36 عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه عن الإمام الحسن علیه السلام، الأمالی للصدوق: ص 261 ح 279 عن عبد اللّه عن الإمام الحسن علیه السلام عنه صلی الله علیه وآله، الاختصاص: ص 39 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه وآله، بحار الأنوار: ج 89 ص 268 ح 6.
43) الخصال: ص 12 ح 43، علل الشرائع: ص 382 ح 1 کلاهما عن السکونی عن الإمام الصادق علیه السلام، الجعفریّات: ص 33، النوادر للراوندی: ص 213 ح 421 کلاهما عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه وآله، دعائم الإسلام: ج 1 ص 195 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه وآله، بحار الأنوار: ج 89 ص 58 ح 24.