81. صحیح مسلم عن أبی سعید الخدریّ: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه وآله قالَ: أخوَفُ ما أخافُ عَلَیکُم ما یُخرِجُ اللّهُ لَکُم مِن زَهرَةِ الدُّنیا.
قالوا: و ما زَهرَةُ الدُّنیا یا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ: بَرَکاتُ الأَرضِ. (1)
82. سنن أبی داود عن ثوبان: قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: یُوشَکُ الاُمَمُ أن تَداعی (2) عَلَیکُم کَما تَداعَى الأَکَلَةُ إلى قَصعَتِها.
فَقالَ قائِلٌ: ومِن قِلَّةٍ نَحنُ یَومَئِذٍ؟
قالَ: بَل أنتُم یَومَئِذٍ کَثیرٌ، ولکِنَّکُم غُثاءٌ (3) کَغُثاءِ السَّیلِ، ولَیَنزِعَنَّ اللّهُ مِن صُدورِ عَدُوِّکُمُ المَهابَةَ مِنکُم، ولَیَقذِفَنَّ اللّهُ فی قُلوبِکُمُ الوَهَنَ. (4)
فَقالَ قائِلٌ: یا رَسولَ اللّهِ، وما الوَهَنُ؟
قالَ: حُبُّ الدُّنیا وکَراهِیَةُ المَوتِ. (5)
83. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: إذا عَظَّمَت اُمَّتِیَ الدُّنیا، نُزِعَت مِنها هَیبَةُ الإِسلامِ. (6)
84. عنه صلی الله علیه وآله: أخوَفُ ما أخافُ عَلى اُمَّتی زَهرَةُ الدُّنیا (7) وکَثرَتُها. (8)
85. عنه صلی الله علیه وآله: إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلى اُمَّتی أن یَکثُرَ لَهُمُ المالُ فَیَتَحاسَدوا ویَقتَتلِوا. (9)
86. عنه صلی الله علیه وآله: إنَّ لِکُلِّ اُمَّةٍ فِتنَةً (10)، وفِتنَةُ اُمَّتِیَ المالُ. (11)
87. السنن الکبرى عن عبد اللّه بن حوالة: کُنّا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه وآله، فَشَکَونا إلَیهِ العُریَ وَالفَقرَ وقِلَّةَ الشَّیءِ.
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: أبشِروا، فَوَ اللّهِ لَأَنَا بِکَثرَةِ الشَّیءِ أخوَفنی (12) عَلَیکُم مِن قِلَّتِهِ. (13)
88. مسند ابن حنبل عن زید بن وهب عن رجل: إنَّ أعرابِیّاً أتَى النَّبِیَّ صلی الله علیه وآله فَقالَ: یا رَسولَ اللّهِ أکَلَتنَا الضَّبُعُ (14)، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: غَیرُ الضَّبُعِ عِندی أخوَفُ عَلَیکُم مِنَ الضَّبُعِ، إنَّ الدُّنیا سَتُصَبُّ عَلَیکُم صَبّاً، فَیالَیتَ اُمَّتی لا تَلبَسُ الذَّهَبَ. (15)
89. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: وَاللّهِ، لَا الفَقرَ أخشى عَلَیکُم، ولکِن أخشى عَلَیکُم أن تُبسَطَ عَلَیکُمُ الدُّنیا کَما بُسِطَت عَلى مَن کانَ قَبلَکُم، فَتَنافَسوها کَما تَنافَسوها، وتُهلِکَکُم کَما أهلَکَتهُم. (16)
90. عنه صلی الله علیه وآله: الفَقرَ تَخافونَ، أوِ العَوَزَ، أو تَهُمُّکُمُ الدُّنیا؟ فَإِنَّ اللّهَ فاتِحٌ لَکُم أرضَ فارِسَ وَالرُّومِ، وتُصَبُّ عَلَیکُمُ الدُّنیا صَبّاً، حَتّى لا یُزیغَنَّکُم (17) بَعدی ـ إن أزاغَکُم ـ إلّا هِیَ. (18)
91. عنه صلی الله علیه وآله: إنّی لَستُ أخشى عَلَیکُم أن تُشرِکوا، وَلکِنّی أخشى عَلَیکُمُ الدُّنیا أن تَنافَسوها. (19)
92. عنه صلی الله علیه وآله: لِکُلِّ اُمَّةٍ عِجلٌ یَعبُدونَهُ، وعِجلُ اُمَّتِیَ الدَّنانیرُ وَالدَّراهِمُ. (20)
93. عنه صلی الله علیه وآله: إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ لِکُلِّ شَیٍّ آفَةً تُفسِدُهُ، وأعظَمُ الآفاتِ آفَةٌ تُصیبُ اُمَّتی؛ حُبُّهُمُ الدُّنیا وجَمعُهُمُ الدّینارَ وَالدِّرهَمَ، لا خَیرَ فی کَثیرٍ مِن جَمعِهِما (21) إلّا مَن سَلَّطَهُ اللّهُ عَلى هَلَکَتِها فِی الحَقِّ. (22)
94. الإمام علیّ علیه السلام: لا تَغُرَّنَّکُمُ الحَیاةُ الدُّنیا کَما غَرَّت مَن کانَ قَبلَکُم مِنَ الاُمَمِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ الخالِیَةِ، الَّذینَ احتَلَبوا دِرَّتَها (23)، وأصابوا غِرَّتَها (24)، وأَفنَوا عِدَّتَها، وأَخلَقوا جِدَّتَها (25)، وأَصبَحَت مَساکِنُهُم أجداثاً (26)، وأَموالُهُم میراثاً، لا یَعرِفونَ مَن أتاهُم، ولا یَحفِلونَ (27) مَن بَکاهُم، ولا یُجیبونَ مَن دَعاهُم. (28)
95. عنه علیه السلام: إلَیکِ عَنّی یا دُنیا! فَحَبلُکِ عَلى غارِبِکِ، قَدِ انسَلَلتُ مِن مَخالِبِکِ، وأفلَتُّ مِن حَبائِلِکِ (29)، وَاجتَنَبتُ الذَّهابَ فی مَداحِضِکِ (30)، أینَ القُرونُ الَّذینَ غَرَرتِهِم بِمَداعِبِکِ؟ أینَ الاُمَمُ الَّذینَ فَتَنتِهِم بِزَخارِفِکِ؟ فَهاهُم رَهائِنُ القُبورِ، ومَضامینُ اللُّحودِ.
وَاللّهِ، لَو کُنتِ شَخصاً مَرئِیّاً وقالَباً حِسِّیّاً، لَأَقَمتُ عَلَیکِ حُدودَ اللّهِ؛ فی عِبادٍ غَرَرتِهِم بِالأَمانِیِّ، واُمَمٍ ألقَیتِهِم فِی المَهاوی، ومُلوکٍ أسلَمتِهِم إلَى التَّلَفِ وأَورَدتِهِم مَوارِدَ البَلاءِ، إذ لا وِردَ ولا صَدَرَ. (31) (32)
96. عنه علیه السلام: إنَّ الدُّنیا ظِلُّ الغَمامِ…، سَلّابَةُ النِّعَمِ، أکّالَةُ الاُمَمِ، جَلّابـَةُ النِّقَمِ.(33)
1) صحیح مسلم: ج 2 ص 728 ح 122، صحیح البخاری: ج 5 ص 2362 ح 6063، المعجم الأوسط: ج 9 ص 15 ح 8990، مسند ابن حنبل: ج 4 ص 16 ح 11035، صحیح ابن حبّان: ج 10 ص 371 ح 4513 ولیس فیهما ذیله؛ تنبیه الخواطر: ج 1 ص 133 کلّها نحوه.
2) تَداعَت علیکم الاُمم: أی اجتمعوا ودعا بعضهم بعضاً (النهایة: ج 2 ص 120«دعا»).
3) غُثاءُ السیلِ: ما یجیء فوق السیل ممّا یحمله من الزبد والوسخ وغیره (النهایة: ج 3 ص 343 «غثا»).
4) الوَهْنُ: الضَعْفُ (الصحاح: ج 6 ص 2215 «وهن»).
5) سنن أبی داود: ج 4 ص 111 ح 4297، مسند ابن حنبل: ج 8 ص 327 ح 22460، تهذیب الکمال: ج 13ص 47 الرقم 2811، حلیة الأولیاء: ج 1 ص 182 الرقم 31، تاریخ دمشق: ج 23 ص 330 ح 5086، کنز العمّال: ج 11 ص 330 ح 30916.
6) نوادر الاُصول: ج 2 ص 12 عن أبی هریرة، کنز العمّال: ج 3 ص 183 ح 6070؛ تفسیر جوامع الجامع: ج 1 ص 703، تنبیه الخواطر: ج 1 ص 75 و ج 2 ص 243.
7) زهرة الدُّنیا وزینتها أی: حُسنها وبهجتُها وکثرةُ خیرها (النهایة: ج 2 ص 322 «زهر»).
8) تفسیر الطبری: ج 13 الجزء 25 ص 30، تفسیر ابن کثیر: ج 7 ص 193 من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه وآله، الکشّاف: ج 3 ص 404، تفسیر القرطبی: ج 16 ص 27؛ تفسیر جوامع الجامع: ج 3 ص 286.
9) مسند الشامیّین: ج 2 ص 164 ح 1115 عن أبی عامر الأشعری، المستدرک على الصحیحین: ج 2 ص 316 ح 3139 من دون إسنادٍ إلیه صلی الله علیه وآله نحوه، کنز العمّال: ج 10 ص 200 ح 27051؛ تنبیه الخواطر: ج 1 ص 127.
10) الفِتْنَةُ: الامتحان والاختبار (الصحاح: ج 6 ص 2175 «فتن»).
11) سنن الترمذی: ج 4 ص 569 ح 2336، مسند ابن حنبل: ج 6 ص 152 ح 17478، المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 354 ح 7896، صحیح ابن حبّان: ج 8 ص 17 ح 3223، المعجم الکبیر: ج 19ص 179 ح 404 کلّها عن کعب بن عیاض، کنز العمّال: ج 3 ص 191 ح 6106.
12) هکذا فی المصدر، وفی المصادر الاُخرى: «لَأَخوَفُ».
13) السنن الکبرى: ج 9 ص 302 ح 18609، حلیة الأولیاء: ج 2 ص 3 الرقم 87، دلائل النبوّة لأبی نعیم: ص 546 ح 478، تاریخ دمشق: ج 1 ص 73 ح 46، کنز العمّال: ج 10ص 155 ح 38218.
14) الضَّبعُ: یعنی السنة المُجدبة، وهی فی الأصل الحَیَوانُ المعروف، والعرب تُکنّی به عن سنة الجدب (النهایة: ج 3 ص 73 «ضبع»).
15) مسند ابن حنبل: ج 9 ص 46 ح 23183، المعجم الأوسط: ج 4 ص 198 ح 3964، المصنّف لابن أبی شیبة: ج 8 ص 137 ح 84، مسند الطیالسی: ص 60 ح 447 کلّها عن أبی ذرّ، دلائل النبوّة لأبی نعیم: ص 540 ح 468 عن عبد اللّه وکلّها نحوه، کنز العمّال: ج 3 ص 219 ح 6239و6240.
16) صحیح البخاری: ج 3 ص 1152 ح 2988، صحیح مسلم: ج 4 ص 2274 ح 6، سنن الترمذی: ج 4 ص 641 ح 2462، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1325 ح 3997، مسند ابن حنبل ج 6 ص 105 ح 17234 کلّها عن عمرو بن عوف، کنز العمّال: ج 3 ص 199 ح 6161.
17) الزّیْغُ: الشّکُّ والجورُ عن الحقّ (تاج العروس: ج 12 ص 29 «زیغ»).
18) مسند ابن حنبل: ج 9 ص 256 ح 24037، المعجم الکبیر: ج 18 ص 52 ح 93 نحوه، مسند الشامیّین: ج 2 ص 182 ح 1150ولیس فیه ذیله من «حتّى لا یزیغنّکم» وکلّها عن عوف بن مالک.
19) صحیح البخاری: ج 4 ص 1486 ح 3816 صحیح مسلم: ج 4 ص 1796 ح 31، السنن الکبرى: ج 4 ص 21 ح 6809، المعجم الکبیر: ج 17 ص 279 ح 768، الطبقات الکبرى: ج 2 ص 205 کلّها عن عقبة بن عامر، کنز العمّال: ج 3 ص 219 ح 6238.
20) الفردوس: ج 3 ص 338 ح 5019 عن حذیفة، کنز العمّال: ج 3 ص 223 ح 6259.
21) فی کنز العمّال: «مِن جَمعِها»، و فی فردوس الأخبار: ج 1 ص 207 ح 614: «مِمَّن جَمَعَهُما».
22) الفردوس: ج 1 ص 171 ح 641 عن أبی هریرة، کنز العمّال: ج 3 ص 221 ح 6248.
23) الدِّرَّة: اللَّبَن إذا کثُر وسالَ (النهایة: ج 2 ص 112 «درر»).
24) الغِرّة: الغفلة (المصباح المنیر: ص 444 «غرر»).
25) إخلاقُ الثَّوب: تقطیعه (النهایة: ج 2 ص 71 «خلق»).
26) الجَدَثُ: القبر (المصباح المنیر: ص 92 «جدث»).
27) حَفَلتُ کذا: أی بالیت به (الصحاح: ج 4 ص 1671 «حفل»).
28) نهج البلاغة: الخطبة 230، بحار الأنوار: ج 73 ص 83 ح 46.
29) حبائلُ: أی مصائد، واحدها حِبالة بالکسر، وهی ما یصاد بها من أیّ شیء کان (النهایة: ج 1 ص 333 «حَبَلَ»).
30) المَدحَضَة: المَزَلَّة. یقال: مکانٌ مَدحَضَةٌ؛ إذا کانت لاتثبت علیه الأقدام (تاج العروس: ج 10ص 52 «دحض»).
31) الصَّدَرُ: رجوع المسافر من مقصده والشارِبَة من الوِرْد (النهایة: ج 3 ص 15 «صدر»).
32) نهج البلاغة: الکتاب 45، بحار الأنوار: ج 33 ص 475 ح 686.
33) غرر الحکم: ج 2 ص 644 ح 3681، عیون الحکم والمواعظ: ص 144 ح 3217.