جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

جوامع فضائلهم

زمان مطالعه: 10 دقیقه

164. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: مِمّا أعطَى اللّهُ اُمَّتی وفَضَّلَهُم بِهِ عَلى سائِرِ الاُمَمِ، أعطاهُم ثَلاثَ خِصالٍ لَم یُعطَها إلّا نَبِیٌّ: وذالِکَ أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى کانَ إذا بَعَثَ نَبِیّاً قالَ لَهُ: اِجتَهِد فی دینِکَ ولا حَرَجَ عَلَیکَ، وإنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى أعطى ذالِکَ اُمَّتی حَیثُ یَقولُ: (وَ مَا جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِى الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ) (1) یَقولُ: مِن ضیقٍ.

وکانَ إذا بَعَثَ نَبِیّاً قالَ لَهُ: إذا أحزَنَکَ أمرٌ تَکرَهُهُ، فَادعُنی أستَجِب لَکَ، وإنَّ اللّهَ أعطى اُمَّتی ذالِکَ حَیثُ یَقولُ: (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَکُمْ). (2)

وکانَ إذا بَعَثَ نَبِیّاً جَعَلَهُ شَهیداً عَلى قَومِهِ، وإنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى جَعَلَ اُمَّتی شُهَداءَ عَلَى الخَلقِ حَیثُ یَقولُ: (لِیَکُونَ الرَّسُولُ شَهِیدًا عَلَیْکُمْ وَ تَکُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ). (3) (4)

165. عنه صلی الله علیه وآله: ما اُعطِیَت اُمَّةٌ مِنَ الیَقینِ (5) مثل ما اُعطِیَت اُمَّتی. (6)

166. عنه صلی الله علیه وآله: أنزَلَ اللّهُ عَلَیَّ أمانَینِ لِاُمَّتی: (وَمَا کَانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِیهِمْ وَمَا کَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ یَسْتَغْفِرُونَ) (7)، إذا مَضَیتُ تَرَکتُ فیهِمُ الاِستِغفارَ إلى یَومِ القِیامَةِ. (8)

167. الإمام الحسن علیه السلام: جاءَ نَفَرٌ مِنَ الیَهودِ إلى رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه وآله فَسَأَلَهُ أعلَمُهُم عَن أشیاءَ، فَکانَ فیما سَأَلَهُ: أخبِرنا عَن سَبعِ خِصالٍ أعطاکَ اللّهُ مِن بَینِ النَّبِیّینَ، وأعطى اُمَّتَکَ مِن بَینِ الاُمَمِ؟

فَقالَ النَبِیُّ صلی الله علیه وآله: أعطانِیَ اللّهُ عز و جل: فاتِحَةَ الکِتابِ، وَالأَذانَ، وَالجَماعَةَ فِی المَسجِدِ، ویَومَ الجُمُعَةِ، وَالصَّلاةَ عَلَى الجَنائِزِ، وَالإِجهارَ فی ثَلاثِ صَلَواتٍ، وَالرُّخصَةَ لِاُمَّتی عِندَ الأَمراضِ وَالسَّفَرِ، وَالشَّفاعَةَ لِأَصحابِ الکَبائِرِ مِن اُمَّتی.

قالَ الیَهودِیُّ: صَدَقتَ یا مُحَمَّدُ، فَما جَزاءُ مَن قَرَأَ فاتِحَةَ الکِتابِ؟

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: مَن قَرَأَ فاتِحَةَ الکِتابِ أعطاهُ اللّهُ عز و جل بِعَدَدِ کُلِّ آیَةٍ نَزَلَت مِنَ السَّماءِ ثَوابَ تِلاوَتِها. وأَمَّا الأَذانُ فَإِنَّهُ یُحشَرُ المُؤَذِّنونَ مِن اُمَّتی مَعَ النَّبِیّینَ وَالصِّدِّیقینَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحینَ. وأمَّا الجَماعَةُ فَإِنَّ صُفوفَ اُمَّتی فِی الأَرضِ کَصُفوفِ المَلائِکَةِ فِی السَّماءِ، وَالرَّکعَةُ فِی جَماعَةٍ أربَعٌ وعِشرونَ رَکعَةً، کُلُّ رَکعَةٍ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جل مِن عِبادَةِ أربَعینَ سَنَةً. وأمّا یَومُ الجُمُعَةِ فَإِنَّ اللّهَ یَجمَعُ فیهِ الأَوَّلینَ وَالآخِرینَ لِلحِسابِ، فَما مِن مُؤمِنٍ مَشى إلَى الجَماعَةِ (9) إلّا خَفَّفَ اللّهُ عز و جل عَلَیهِ أهوالَ یَومِ القِیامَةِ ثُمَّ یُجازیهِ الجَنَّةَ. وأمَّا الإجهارُ فَإِنَّهُ یَتَباعَدُ مِنهُ لَهَبُ النّارِ بِقَدرِ ما یَبلُغُ صَوتُهُ، ویَجوزُ عَلَى الصِّراطِ، ویُعطَى السُّرورَ حَتّى یَدخُلَ الجَنَّةَ. وأمَّا السّادِسُ فَإِنَّ اللّهَ عز وجل یُخَفِّفُ أهوالَ یَومِ القِیامَةِ لِاُمَّتی کَما ذَکَرَ اللّهُ فِی القُرآنِ، وما مِن مُؤمِنٍ یُصَلّی عَلَى الجَنائِزِ إلّا أوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنَّةَ إلّا أن یَکونَ مُنافِقاً أو عاقّاً. وأمّا شَفاعَتی فَفی أصحابِ الکَبائِرِ ما خَلا أهلَ الشِّرکِ وَالظُّلمِ. قالَ: صَدَقتَ یا مُحَمَّدُ، وأنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ، وأنَّکَ رَسولُهُ خاتَمُ النَّبِیّینَ وإمامُ المُتَّقینَ ورَسولُ رَبِّ العالَمینَ.

فَلَمّا أسلَمَ وحَسُنَ إسلامُهُ أخرَجَ رِقّاً أبیَضَ فیهِ جَمیعُ ما قالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه وآله وقالَ: یا رَسولَ اللّهِ، وَالَّذی بَعَثَکَ بالحَقِّ نِبِیّاً مَا استَنسَختُها إلّا مِنَ الأَلواحِ الَّتی کَتَبَ اللّهُ عز و جل لِموسَى بنِ عِمرانَ. (10)

168. مجمع البحرین: فی حَدیثِ مُناجاةِ موسى علیه السلام وقَد قالَ: یا رَبِّ، لِمَ فَضَّلتَ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله عَلى سائِرِ الاُمَمِ؟ فَقالَ اللّهُ تَعالى: فَضَّلتُهُم لِعَشرِ خِصالٍ.

قالَ موسى: وما تِلکَ الخِصالُ الَّتی یَعمَلونَها حَتّى آمُرَ بَنی إسرائیلَ یَعمَلونَها؟ قالَ اللّهُ تَعالى: الصَّلاةُ، وَالزَّکاةُ، وَالصَّومُ، وَالحَجُّ، وَالجِهادُ، وَالجُمُعَةُ، وَالجَماعَةُ، وَالقُرآنُ، وَالعِلمُ، وَالعاشوراءُ.

قالَ موسى علیه السلام: یا رَبِّ، ومَا العاشوراءُ؟ قالَ: البُکاءُ وَالتَّباکی عَلى سِبطِ مُحَمَّدٍ، وَالمَرثِیَّةُ وَالعَزاءُ عَلى مُصیبَةِ وَلَدِ المُصطَفى.

یا موسى، ما مِن عَبدٍ مِن عَبیدی فی ذالِکَ الزَّمانِ بَکى أو تَباکى وتَعَزّى عَلى وَلَدِ المُصطَفى، إلّا وکانَت لَهُ الجَنَّةُ ثابِتاً فیها، وما مِن عَبدٍ أنفَقَ مِن مالِهِ فی مَحَبَّةِ ابنِ بِنتِ نَبِیِّهِ طَعاماً وغَیرَ ذالِکَ دِرهَماً أو دیناراً، إلّا وبارَکتُ لَهُ فی دارِ الدُّنیا؛ الدِّرهَمَ بِسَبعینَ دِرهَماً، وکانَ مُعافىً فِی الجَنَّةِ، وغَفَرتُ لَهُ ذُنوبَهُ.

وعِزَّتی وجَلالی، ما مِن رَجُلٍ أوِ امرَأَةٍ سالَ دَمعُ عَینَیهِ فی یَومِ عاشوراءَ وغَیرِهِ قَطرَةً واحِدَةً، إلّا وکَتَبتُ لَهُ أجرَ مِئَةِ شَهیدٍ. (11)

169. الإمام الحسین علیه السلام: بَینَما أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه وآله جُلوسٌ فی مَسجِدِهِ بَعدَ وَفاتِهِ صلی الله علیه وآله یَتَذاکَرونَ فَضلَهُ، إذ دَخَلَ عَلَینا حَبرٌ مِن أحبارِ (12) الیَهودِ مِن أهلِ الشّامِ، قَد قَرَأَ التَّوراةَ وَالإِنجیلَ وَالزَّبورَ وصُحُفَ إبراهیمَ وَالأَنبِیاءِ، وعَرَفَ دَلائِلَهُم، فَسَلَّمَ عَلَینا وجَلَسَ، ولَبِثَ هُنَیئَةً، ثُمَّ قالَ: یا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ، ما تَرَکتُم لِنَبِیٍّ دَرَجَةً ولا لِمُرسَلٍ فَضیلَةً إلّا وقَد نَحَلتُموها (13) لِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکُم! فَهَل عِندَکُم جَوابٌ إن أنَا سَأَلتُکُم؟

فَقالَ لَهُ أمیرُالمُؤمِنینَ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیه السلام: سَل یا أَخَا الیَهودِ ما أحبَبتَ، فَإِنّی اُجیبُکَ عَن کُلِّ ما تَسأَلُ بِعَونِ اللّهِ ومَشیئَتِهِ….

قالَ الیَهودِیُّ: فَإِنَّ اللّهَ تَعالى ناجى موسى عَلى طورِ سَیناءَ (14) بِثَلاثِمِئَةٍ وثَلاثَ عَشرَةَ کَلِمَةً، مَعَ کُلِّ کَلِمَةٍ یَقولُ لَهُ: یا موسى إنّی أنَا اللّهُ، فَهَل فَعَلَ بِمُحَمَّدٍ شَیئاً مِن ذالِکَ؟

فَقالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَقَد کانَ کَذالِکَ، ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله ناجاهُ اللّهُ تَعالى فَوقَ سَبعِ سَماواتٍ رَفَعَهُ عَلَیهِنَّ، فَناجاهُ فی مَوطِنَینِ: أحَدُهُما عِندَ سِدرَةِ المُنتَهی (15)، وکانَ لَهُ هُناکَ مَقامٌ مَحمودٌ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ حَتَّى انتَهى بِهِ إلى ساقِ العَرشِ، وقالَ اللّهُ تَعالى: (دَنَا فَتَدَلَّى) (16)، ودُلِّیَ لَهُ رَفرَفٌ أخضَرُ، غُشِّیَ عَلَیهِ نورٌ عَظیمٌ حَتّى کانَ فی دُنُوِّهِ کَقابِ قَوسَینِ أو أدنى، وهُوَ مِقدارُ ما بَینَ الحاجِبِ إلَى الحاجِبِ، وناجاهُ بِما ذَکَرَهُ اللّهُ تَعالى فی کِتابِهِ، فی سورَةِ البَقَرَةِ، قالَ اللّهُ تَعالى: (وَإِن تُبْدُواْ مَا فِى أَنفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ یُحَاسِبْکُم بِهِ اللَّهُ فَیَغْفِرُ لِمَن یَشَاءُ وَ یُعَذِّبُ مَن یَشَاءُ). (17)

وکانَت هذِهِ الآیَةُ قَد عُرِضَت عَلى سائِرِ الاُمَمِ مِن لَدُن آدَمَ علیه السلام إلى مَبعَثِ النَّبِیِّ المُعَظَّمِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله، فَأَبَوا جَمیعاً أن یَقبَلوها مِن ثِقَلِها، وقَبِلَها مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله واُمَّتُهُ، فَلَمّا رَأَى اللّهُ تَعالى مِنهُ وَمِن اُمَّتِهِ القَبولَ خَفَّفَ عَنهُ ثِقَلَها، فَقالَ اللّهُ تَعالى لِمُحَمَّدٍ: (ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا اُنزِلَ إِلَیْهِ مِن رَّبِّهِ) ثُمَّ إنَّ اللّهَ تَعالى تَکَرَّمَ عَلى مُحَمَّدٍ، وأشفَقَ عَلَیهِ مِن شَدیدِ الآیَةِ التَّی قَبِلَها هُوَ واُمَّتُهُ، فَأَجابَ عَن نَفسِهِ واُمَّتُهُ فَقالَ: (وَالْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)، فَقالَ اللّهُ تَعالى: لَهُمُ المَغفِرَةُ وَالجَنَّةُ إذا فَعَلوا ذالِکَ، فَقالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه وآله: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَکَ رَبَّنَا وَإِلَیْکَ الْمَصِیرُ) (18)، یَعنِی المَرجِعَ فِی الآخِرَةِ، فَأَجابَهُ سُبحانَهُ: قَد فَعَلتُ ذالِکَ، تُباهی اُمَّتُکَ الاُمَمَ، قَد أوجَبتُ لَهُمُ المَغفِرَةَ.

ثُمَّ قالَ اللّهُ تَعالى: أمّا إذا قَبِلتَها أنتَ وَاُمَّتُکَ، وقَد کانَت مِن قَبلُ عَرَضتُها عَلَى الأَنبِیاءِ وَالاُمَمِ فَلَم یَقبَلوها، فَحَقَّ عَلَیَّ أن أرفَعَها عَن اُمَّتِکَ، فَقالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى: (لَا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ) مِن خَیرٍ (وَعَلَیْهَا مَا اکْتَسَبَتْ) مِن شَرٍّ. ثُمَّ ألهَمَ اللّهُ تَعالى نَبِیَّهُ صلی الله علیه وآله أن قالَ: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا)، فَقالَ اللّهُ سُبحانَهُ: لِکَرامَتِکَ ـ یا مُحَمَّدُ ـ عَلَیَّ، إنَّ الاُمَمَ السّابِقَةَ کانوا إذا نَسوا ما ذُکِّروا فَتَحتُ عَلَیهِم أبوابَ عَذابی، وقَد رَفَعتُ ذالِکَ عَن اُمَّتِکَ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْرًا کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا) (19)، یَعنی بِالآصارِ الشَّدائِدَ الَّتی کانَت عَلَى الاُمَمِ مِمَّن کانَ قَبلَ مُحَمَّدٍ.

فَقالَ اللّهُ تَعالى: قَد رَفَعتُ عَن اُمَّتِکَ الآصارَ الَّتی کانَت عَلَى الاُمَمِ السّالِفَةِ، وذالِکَ أنّی جَعَلتُ عَلَى الاُمَمِ ألّا أقبَلَ مِنهُم فِعلاً إلّا فی بِقاعٍ مِنَ الأَرضِ اختَرتُها لَهُم وإن بَعُدَت، وقَد جَعَلتُ الأرضَ لَکَ ولِاُمَّتِکَ طَهوراً ومَسجِداً، فَهذِهِ مِنَ الآصارِ وقَد رَفَعتُها عَن اُمَّتِکَ.

وقَد کانَتِ الاُمَمُ (20) السّالِفَةُ تَحمِلُ قُربانَها (21) عَلى أعناقِها إلى بَیتِ المَقدِسِ، فَمَن قَبِلتُ ذالِکَ مِنهُ أرسَلتُ عَلى قُربانِهِ ناراً تَأکُلُهُ (22)، وإن لَم أقبَل ذالِکَ مِنهُ رَجَعَ بِهِ مَثبوراً (23)، وقَد جَعَلتُ قُربانَ اُمَّتِکَ فی بُطونِ فُقَرائِها ومَساکینِها، فَمَن قَبلِتُ ذالِکَ مِنهُ اُضاعِفُ لَهُ الثَّوابَ أضعافاً مُضاعَفَةً، ومَن لَم أقبَل ذالِکَ مِنهُ رَفَعتُ عَنهُ عُقوباتِ الدُّنیا، وقَد رَفَعتُ ذالِکَ عَن اُمَّتِکَ وهِیَ مِنَ الآصارِ الَّتی کانَت عَلَى الاُمَمِ السّالِفَةِ.

وکانَتِ الاُمَمُ السّالِفَةُ مَفروضاً عَلَیها صَلَواتُها فی کَبِدِ اللَّیلِ وأَنصافِ النَّهارِ، وهِیَ مِنَ الشَّدائِدِ الَّتی کانَت عَلَیهِم وقَد رَفَعتُها عَن اُمَّتِکَ، وقَد فَرَضتُ عَلَیهِم صَلواتِهِم فی أطرافِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ فی أوقاتِ نَشاطِهِم.

وکانَتِ الاُمَمُ السّالِفَةُ مَفروضاً عَلَیهِم خَمسونَ صَلاةً فی خَمسینَ وَقتاً (24)، وهِیَ مِنَ الآصارِ الَّتی کانَت عَلَیهِم، وقَد رَفَعتُها عَن اُمَّتِکَ.

وکانَتِ الاُمَمُ السّالِفَةُ حَسَنَتُهُم بِحَسَنَةٍ واحِدَةٍ، وسَیِّئَتُهُم بِسَیِّئَةٍ واحِدَةٍ، وجَعَلتُ لِاُمَّتِکَ الحَسَنَةَ بِعَشرٍ، وَالسَّیِّئَةَ بِسَیِّئَةٍ واحِدَةٍ.

وکانَتِ الاُمَمُ السّالِفَةُ إذا نَوى أحَدُهُم حَسَنَةً لَم تُکتَب لَهُ، وَإذا هَمَّ بِسَیِّئَةٍ کَتَبتُها عَلَیهِ وإن لَم یَعمَلها، وقَد رَفَعتُها عَن اُمَّتِکَ؛ فَإِذا هَمَّ أحَدُهُم بِسَیِّئَةٍ وَلَم یَعمَلها لَم تُکتَب عَلَیهِ، وإذا هَمَّ بِحَسَنَةٍ لَم یَعمَلها کُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ.

وکانَتِ الاُمَمُ السّالِفَةُ إذا أذنَبوا کُتِبَت [ذُنوبُهُم] (25) عَلى أبوابِهِم، وجَعَلتُ تَوبَتَهُم مِنَ الذَّنبِ أن اُحَرِّمَ عَلَیهِم أحَبَّ الطَّعامِ إلَیهِم. وکانَتِ الاُمَمُ السّالِفَةُ یَتوبُ أحَدُهُم مِنَ الذَّنبِ الواحِدِ المِئَةَ وَالمِئَتَی سَنَةٍ، ثُمَّ لَم أقبَل تَوبَتَهُ دونَ أن اُعاقِبَهُ فِی الدُّنیا بِعُقوبَةٍ، وقَد رَفَعتُ ذالِکَ عَن اُمَّتِکَ، وإنَّ الرَّجُلَ مِن اُمَّتِکَ لَیُذنِبُ المِئَةَ ثُمَّ یَتوبُ ویَندَمُ طَرفَةَ عَینٍ، فَأَغفِرُ لَهُ ذالِکَ کُلَّهُ وأَقبَلُ تَوبَتَهُ.

وکانَتِ الاُمَمُ السّالِفَةُ إذا أصابَهُم أدنى نَجَسٍ قَرَضوهُ مِن أجسادِهِم، وقَد جَعَلتُ الماءَ طَهوراً لِاُمَّتِکَ مِن جَمیعِ الأَنجاسِ، وَالصَّعیدَ (26) فِی الأَوقاتِ (27)، [و] (25) هذِهِ مِنَ الآصارِ الَّتی کانَت عَلَیهِم ورَفَعتُها عَن اُمَّتِکَ.

قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: إذا قَد فَعَلتَ ذالِکَ بی فَزِدنی! فَأَلهَمَهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى أن قالَ: (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا) قالَ اللّهُ تَعالى: قَد فَعَلتُ ذالِکَ بِاُمَّتِکَ، وقَد رَفَعتُ عَنهُم عَظیمَ بَلایَا الاُمَمِ، وذالِکَ حُکمی فی جَمیعِ الاُمَمِ ألّا اُکَلِّفَ نَفساً فَوقَ طاقَتِها، قالَ: (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا) قالَ اللّهُ تَعالى: قَد فَعَلتُ ذالِکَ، تُباهِی الاُمَمَ اُمَّتُکَ، ثُمَّ قالَ: (فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْکَافِرِینَ). (19) قالَ اللّهُ تَعالى قَد فَعَلتُ ذالِکَ، وجَعَلتُ اُمَّتَکَ یا أَحمَدُ کَالشّامَةِ البَیضاءِ فِی الثَّورِ الأَسوَدِ، هُمُ القادِرونَ، وهُمُ القاهِرونَ، یَستَخدِمونَ ولایَخدِمونَ، لِکَرامَتِکَ عَلَیَّ، وحَقٌّ عَلَیَّ أن اُظهِرَ دینُکَ عَلَى الأَدیانِ حَتّى لا یَبقى فی شَرقِ الأَرضِ ولا فی غَربِها دینٌ إلّا دینُکَ، ویُؤَدّونَ إلى أهلِ دینِکَ الجِزیَةَ وهُم صاغِرونَ، (وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً اُخْرَى- عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى- عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى- إِذْ یَغْشَى السِّدْرَةَ مَا یَغْشَى- مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَ مَا طَغَى- لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَایَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَى). (28)

فَهذا أعظَمُ یا أَخَا الیَهودِ مِن مُناجاتِهِ لِموسى علیه السلام عَلى طورِ سَیناءَ، ثُمَّ زادَ اللّهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه وآله أن مَثَّلَ النَّبِیّینَ فَصَلّى بِهِم وهُم خَلفَهُ یَقتَدونَ بِهِ، ولَقَد عایَنَ تِلکَ اللَّیلَةَ الجَنَّةَ وَالنّارَ، وعُرِجَ بِهِ سَماءً سَماءً، وسَلَّمَت عَلَیهِ المَلائِکَةُ، فَهذا أکثَرُ مِن ذالِکَ.

قالَ الیَهودِیُّ: فَإِنَّ اللّهَ تَعالى ألقى عَلى موسى مَحَبَّةً مِنهُ.

فَقالَ لَهُ علیه السلام: لَقَد کانَ کَذالِکَ، ومُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله ألقى عَلَیهِ مِنهُ مَحَبَّةً، فَسَمَّاهُ حَبیباً، وذالِکَ أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى أرى إبراهیمَ علیه السلام صورَةَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله واُمَّتِهِ، فَقالَ: یا رَبِّ، ما رَأَیتُ مِن اُمَمِ الأَنبِیاءِ أنوَرَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ، فَمَن هذا؟

فَنودِیَ: هذا مُحَمَّدٌ حَبیبی، لا حَبیبَ لی مِن خَلقی غَیرُهُ، أحبَبتُهُ قَبلَ أن أخلُقَ سَمائی وَأرضی، وَسَمَّیتُهُ نَبِیّاً وأبوکَ آدَمُ یَومَئِذٍ مِنَ الطّینِ، ما أجرَیتُ فیهِ روحاً، وأقسَمَ بِحَیاتِهِ فی کِتابِهِ، فَقالَ اللّهُ تَعالى: (لَعَمْرُکَ إِنَّهُمْ لَفِى سَکْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ) (29) أی: وحَیاتِکَ یا مُحَمَّدُ، وکَفى بِهذا رِفعَةً وشَرَفاً مِنَ اللّهِ عز و جل ورُتبَةً.

قالَ الیَهودِیُّ: فَأَخبِرنی بِما فَضَّلَ اللّهُ تَعالى اُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلى سائِرِ الاُمَمِ؟

قالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَقَد فَضَّلَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى اُمَّتَهُ عَلى سائِرِ الاُمَمِ بِأَشیاءَ کَثیرَةٍ، إنَّما أذکُرُ لَکَ مِنها قَلیلاً مِن کَثیرٍ:

مِن ذالِکَ قَولُ اللّهِ تَبارَکَ وتَعالى: (کُنتُمْ خَیْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ). (30)

وَمِن ذالِکَ أنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ وجَمَعَ اللّهُ الخَلقَ فی صَعیدٍ واحِدٍ، سَأَلَ اللّهُ تَعالَى النَّبِیّینَ: هَل بَلَّغتُم؟ فَیَقولونَ: نَعَم، فَیَسأَلُ الاُمَمَ فَیَقولونَ: ما جاءَنا مِن بَشیرٍ ولا نَذیرٍ، فَیَقولُ اللّهُ عز و جل ـ وَهُوَ أعلَمُ بِذالِکَ ـ لِلنَّبِیّینَ: مَن شُهَداؤُکُمُ الیَومَ؟ فَیَقولونَ: مُحَمَّدٌ واُمَّتُهُ، فَیَشهَدُ لَهُم اُمَّةُ مُحَمَّدٍ المُصطَفى صلی الله علیه وآله بِالتَّبلیغِ، وتُصَدِّقُ شَهادَتَهُم شَهادَةُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله فَیُؤمِنونَ عِندَ ذالِکَ، وَذالِکَ قَولُ اللّهِ عز و جل: (لِّتَکُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ یَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیدًا) (31) یَقولُ: یَکونُ مُحَمَّدٌ عَلَیکُم شَهیداً أنَّکُم قَد بَلَّغتُمُ الرِّسالَةَ.

ومِنها: أنَّهُم (25) أوَّلُ النّاسِ حِساباً، وأَسرَعُهُم دُخولاً إلَى الجَنَّةِ قَبلَ سائِرِ الاُمَمِ کُلِّها.

ومِنها أیضاً: أنَّ اللّهَ عز و جل فَرَضَ عَلَیهِم فِی اللَّیلِ وَالنَّهارِ [خَمسَ] (25) صَلَواتٍ فی خَمسَةِ أوقاتٍ: اِثنَتانِ بِاللَّیلِ، وثَلاثٌ بِالنَّهارِ، ثُمَّ جَعَلَ هذهِ الخَمسَ صَلَواتٍ تَعدِلُ خَمسینَ صَلاةً (32) وجَعَلَها کَفَّارَةَ خَطایاهُم، فَقالَ اللّهُ عز و جل: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ) (33) یَقولُ: صَلَواتُ الخَمسِ (34) تُکفِّرُ الذُّنوبَ مَا اجتَنَبَ العَبدُ الکَبائِرَ.

ومِنها أیضا: أنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ لَهُم الحَسَنَةَ الواحِدَةَ الَّتی یَهُمُّ بِهَا العَبدُ ولا یَعمَلُها حَسَنَةً واحِدَةً یَکتُبُها لَهُ، فَإِن عَمِلَها کَتَبَها لَهُ عَشرَ حَسَناتٍ وأَمثالَها إلى سَبعِمِئَةِ ضِعفٍ فَصاعِداً.

ومِنها: أنَّ اللّهَ عز و جل یُدخِلُ الجَنَّةَ مِن هذهِ الاُمَّةِ سَبعینَ ألفاً بِغَیرِ حِسابٍ، وُجوهُهُم مِثلُ القَمَرِ لَیلَةَ البَدرِ، وَالَّذینَ یَلونَهُم عَلى أشَدِّ کَوکَبٍ فِی السَّماءِ، هُم اُمَناؤُهُ، ولَا اختِلافَ بَینَهُم ولا تَباغُضَ بَینَهُم.

ومِنها: أنَّ القاتِلَ مِنهُم عَمداً إن شاءَ أولِیاءُ دَمِ المَقتولِ (35) أن یَعفوا (36) عَنهُ فَعَلوا ذالِکَ، وإن شاؤوا قَبِلُوا الدِّیَةَ، وعَلى أهلِ التَّوراةِ وهُم أهلُ دینِکُم یُقتَلُ القاتِلُ ولا یُعفى عَنهُ، ولا تُؤخَذُ مِنهُ دِیَةٌ، قالَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى: ذالِکَ تَخفیفٌ مِن رَبِّکُم ورَحمَةٌ.

ومِنها: أنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ فاتِحَةَ الکِتابِ نِصفَها لِنَفسِهِ، ونِصفَها لِعَبدِهِ، قالَ اللّهُ تبارَکَ وتَعالى: قَسَّمتُ بَینی وبَینَ عَبدی هذهِ السّورَةَ، فَإِذا قالَ أحَدُهُم: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فَقَد حَمِدَنی، وإذا قالَ: (رَبِّ الْعَالَمِینَ) فَقَد عَرَفَنی، وإذا قالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ) فَقَد مَدَحَنی، وإذا قالَ: (مَالِکِ یَوْمِ الدِّینِ) فَقَد أثنى عَلَیَّ، وإذا قالَ: (إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاکَ نَسْتَعِینُ) فَقَد صَدَقَ عَبدی فی عِبادَتی بَعدَما سَأَلَنی، وبَقِیَّةُ هذهِ السّورَةِ لَهُ.

ومِنها: أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى بَعَثَ جَبرائیلَ علیه السلام إلَى النَّبِیِّ المُکَرَّمِ أن بَشِّر اُمَّتَکَ بِالزَّینِ وَالسَّناءِ (37) وَالرِّفعَةِ وَالکَرامَةِ وَالنَّصرِ. (38)

ومِنها: أنَّ اللّهَ عز و جل أباحَهُم صَدَقاتِهِم یَأکُلونَها، ویَجعَلونَها فی بُطونِ فُقَرائِهِم یَأکُلونَ مِنها ویُطعِمونَ، وکانَت صَدَقاتُ مَن کانَ قَبلَهُم مِنَ الاُمَمِ الماضینَ یَحمِلونَها إلى مَکانٍ قَصِیٍّ (39) فَیُحرِقونَها بِالنّارِ.

ومِنها: أنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ لَهُمُ الشَّفاعَةَ خاصَّةً دونَ الاُمَمِ، وَاللّهُ تَبارَکَ وتَعالى یَتَجاوَزُ عَن ذُنوبِهِم العِظامِ بِشَفاعَةِ نَبِیِّهِم صلی الله علیه وآله.

ومِنها: أنَّهُ یُقالُ یَومَ القِیامَةِ: [لِیَتَقَدَّمِ] (25) الحامِدونَ، فَتَقَدَّمُ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله قَبلَ الاُمَمِ، وهُوَ مَکتوبٌ: اُمَّةُ مُحَمَّدٍ هُمُ الحامِدونَ، یَحمَدونَ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى عَلى کُلِّ مَنزِلَةٍ، [و] (25) یُکَبِّرونَهُ عَلى کُلِّ حالٍ، مُنادیهِم فی جَوفِ السَّماءِ لَهُ دَوِیٌّ کَدَوِیِّ النَّحلِ.

ومِنها: أنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى لا یُهلِکُهُم بِجوعٍ، ولا یَجمَعُهُم عَلى ضَلالَةٍ، وَلا یُسَلِّطُ (40) عَلَیهِم عَدُوّاً مِن غَیرِهِم، ولا یُساخُ بِبَیضَتِهِم (41)، وجَعَلَ لَهُمُ الطّاعونَ شَهادَةً.

ومِنها: أنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ لِمَن صَلّى مِنهُم عَلى نَبِیِّهِم صَلاةً واحِدَةً عَشرَ حَسَناتٍ، ومَحا عَنهُ عَشرَ سَیِّئاتٍ، ورَدَّ اللّهُ سُبحانَهُ عَلَیهِ مِثلَ صَلاتِهِ عَلَى النَّبِیِّ المُکَرَّمِ صلی الله علیه وآله.

ومِنها: أنَّهُ جَعَلَهُم أزواجاً ثَلاثَةً اُمَماً، فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ، ومِنهُم مُقتَصِدٌ، ومِنهُم سابِقٌ بِالخَیراتِ، وَالسّابِقُ بِالخَیراتِ یَدخُلُ الجَنَّةَ بِغَیرِ حِسابٍ، وَالمُقتَصِدُ یُحاسَبُ حِساباً یَسیراً، وَالظّالِمُ لِنَفسِهِ مَغفورٌ لَهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالى.

ومِنها: أنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ تَوبَتَهُمُ النَّدَمَ وَالاِستِغفارَ وَالتَّرکَ لِلإِصرارِ، وکانَ تَوبَةُ بَنی إسرائیلَ قَتلَ أنفُسِهِم.

ومِنها: قَولُ اللّهِ عز و جل لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه وآله: اُمَّتُکَ هذهِ مَرحومَةٌ، عَذابُهُم فِی الدُّنیَا الزِّلزِلَةُ وَالفَقرُ. (42)

170. مستدرک الوسائل: قالَ جَبرئیلُ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه وآله: إنَّ اللّهَ تَعالى یَقولُ: أعطَیتُ اُمَّتَکَ ما لَم اُعطِهِ اُمَّةً مِنَ الاُمَمِ، فَقالَ: وما ذاکَ یا جَبرَئیلُ؟

قالَ: قَولُهُ تَعالى: (فَاذْکُرُونِى أَذْکُرْکُمْ) (43)، ولَم یَقُل هذِهِ لِأَحَدٍ مِنَ الاُمَمِ. (44)

171. الزهد لابن المبارک عن أبی سعید مولى ابن عامر: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلی الله علیه وآله مَرَّ عَلى رَجُلٍ وهُوَ یَقولُ: الحَمدُ للِّهِ الَّذی جَعَلَنی مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: کَفى بِها مِن نِعمَةٍ. (45)

172. الإمام زین العابدین علیه السلام ـ فِی الدُّعاءِ ـ: الحَمدُ لِلّهِ الَّذی مَنَّ عَلَینا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ صلی الله علیه وآله دونَ الاُمَمِ الماضِیَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ، بِقُدرَتِهِ الَّتی لا تَعجِزُ عَن شَیءٍ وإن عَظُمَ، ولا یَفوتُها شَیءٌ وإن لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنا عَلى جَمیعِ مَن ذَرَأَ، وجَعَلَنا شُهَداءَ عَلى مَن جَحَدَ، وکَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلى مَن قَلَّ. (46)


1) الحجّ: 78.

2) غافر: 60.

3) الحجّ: 78.

4) قرب الإسناد: ص 84 ح 277 عن مسعدة بن زیاد عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام، بحار الأنوار: ج 22 ص443 ح 4.

5) الیَقِینُ: العِلمُ وزوال الشکّ (الصحاح: ج 6 ص 2219 «یقن»).

6) نوادر الاُصول: ج 1 ص 228 و ج 2 ص 164 و ص 266 ولیس فیهما «مثل»، کنز العمّال: ج 12 ص 162 ح 34483.

7) الأنفال: 33.

8) سنن الترمذی: ج 5 ص 270 ح 3082، تفسیر ابن کثیر: ج 3 ص 590 کلاهما عن أبی موسى، کنز العمّال: ج 1 ص 477 ح 2081.

9) الظاهر أنّ الصواب: «الجُمُعَةِ»، کما فی الاختصاص وبحارالأنوار.

10) الخصال: ص 355 ح 36 عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه، الأمالی للصدوق: ص 261 ح 279 عن الحسن بن عبد اللّه عن أبیه، الاختصاص: ص 39 عن الحسین بن عبد اللّه عن أبیه عن جدّه عن الإمام الصادق عن أبیه عن الإمام الحسین علیهم السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 9 ص 300.

11) مجمع البحرین: ج 2 ص 1219، مستدرک الوسائل: ج 10ص 319 ح 12085.

12) الأحْبارُ: العلماء، جمع حِبْر وحَبْر (النهایة: ج 1 ص 328 «حبر»).

13) یَنْحَلُه: أی ینسبه إلیه؛ من النِّحلَة: وهی النسبة بالباطل (النهایة: ج 5 ص 29 «نحل»).

14) طور سیناء: جبل بالشام (معجم البلدان: ج 4 ص 48).

15) سِدْرَةُ المنتهى: شجرة فی أقصى الجنّة إلیها ینتهی علم الأوّلین والآخرین (النهایة: ج 2 ص 353«سدر»).

16) النجم: 8.

17) البقرة: 284.

18) البقرة: 285.

19) البقرة: 286.

20) فی المصدر: «فی الاُمم»، و التصویب من بحار الأنوار.

21) القُربان: ما تقرّبتَ به إلى اللّه عز و جل (الصحاح: ج 1 ص 198 «قرب»).

22) راجع: آل عمران: 183.

23) الثُّبُورُ: الهَلاکُ (النهایة: ج 1 ص 206 «ثبر»).

24) فی المصدر: «وقت»، والتصویب من بحارالأنوار.

25) ما بین المعقوفین أثبتناه من بحارالأنوار.

26) الصّعیدُ: التراب (الصحاح: ج 2 ص 498 «صعد»).

27) کذا فی المصدر و بحارالأنوار.

28) النجم: 13ـ 18.

29) الحجر: 72.

30) آل عمران: 110.

31) فی المصدر: «أنّه»، والتصویب من بحارالأنوار.

32) فی المصدر: «صلوات»، والتصویب من بحارالأنوار.

33) هود: 115.

34) فی بحارالأنوار: «صَلاةُ الخمس».

35) فی المصدر: «أولیاء الدّم المقتول»، والتصویب من بحار الأنوار.

36) فی المصدر: «یقفوا»، والتصویب من بحار الأنوار.

37) فی المصدر: «والنساء»، والتصویب من بحار الأنوار.

38) فی المصدر: «والنضرة»، والتصویب من بحار الأنوار.

39) فی المصدر: «قضی»، والتصویب من بحارالأنوار.

40) فی المصدر: «ولا یسلک علیهم عدو»، والتصویب من بحار الأنوار.

41) بیضتهم: أی مجتمعهم وموضع سلطانهم ومستقرّ دعوتهم (النهایة: ج 1 ص 172 «بیض»).

42) إرشاد القلوب: ص 406 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار: ج 16 ص 341 ح 33.

43) البقرة: 152.

44) مستدرک الوسائل: ج 5 ص 286 ح 5871 نقلاً عن مجموعة الشهید.

45) الزهد لابن المبارک (الملحقات): ص 113 ح 378.

46) الصحیفة السجّادیّة: ص 25 الدعاء 2.