271. الإمام علیّ علیه السلام: لا یَصلُحُ(1) الحُکمُ، ولَا الحُدودُ، ولَا الجُمُعَةُ إلّا بِإِمامٍ.(2)
272. عنه علیه السلام: ثَلاثَةٌ إن أنتُم خالَفتُم فیهِنَّ أئِمَّتَکُم هَلَکتُم: جُمُعَتُکُم، وجِهادُ عَدُوِّکُم، ومَناسِکُکُم.(3)
273. عنه علیه السلام: خَمسَةُ أشیاءَ إلَى الإِمامِ: صَلاةُ الجُمُعَةِ وَالعیدَینِ، وأَخذُ الصَّدَقاتِ، وَالحُدودُ، وَالقَضاءُ، وَالقِصاصُ.(4)
274. عنه علیه السلام: إنَّ أحَقَّ ما یَتَعاهَدُ الرّاعی مِن رَعِیَّتِهِ، أن یَتَعاهَدَهُم بِالَّذی لِلّهِ عَلَیهِم فی وَظائِفِ دینِهِم، وإنَّما عَلَینا أن نَأمُرَکُم بِما أمَرَکُم اللّهُ بِهِ، وأَن نَنهاکُم عَمّا نَهاکُم اللّهُ عَنهُ، وأَن نُقیمَ أمرَ اللّهِ فی قَریبِ النّاسِ وبَعیدِهِم، لا نُبالی فیمَن جاءَ الحَقُّ عَلَیهِ.(5)
275. عنه علیه السلام: لَیسَ عَلَى الإِمامِ إلّا ما حُمِّلَ مِن أمرِ رَبِّهِ: الإِبلاغُ فِی المَوعِظَةِ، وَالاِجتِهادُ فِی النَّصیحَةِ، وَالإِحیاءُ لِلسُّنَّةِ، وإِقامَةُ الحُدودِ عَلى مُستَحِقّیها، وإصدارُ السُّهمانِ(6) عَلى أهلِها.(7)
276. الإمام الرضا علیه السلام- فیما جَمَعَهُ الفَضلُ بنُ شاذانَ مِن کَلامِهِ فی عِلَلِ الفَرائِضِ-: فَإِن قالَ قائِلٌ: فَلِمَ جَعَلَ اُولِی الأَمرِ وأَمَرَ بِطاعَتِهِم؟
قیلَ: لِعِلَلٍ کَثیرَةٍ؛ مِنها: أنَّ الخَلقَ لَمّا وقَفوا عَلى حَدٍّ مَحدودٍ، واُمِروا ألَا یَتَعَدَّوا ذلِکَ الحَدَّ لِما فیهِ مِن فَسادِهِم، لَم یَکُن یَثبُتُ ذلِکَ ولا یَقومُ إلّا بِأَن یَجعَلَ عَلَیهِم فیهِ أمینا، یَمنَعُهُم مِنَ التَّعدّی وَالدُّخولِ فیما حَظَرَ عَلَیهِم، لِأَنَّهُ لَو لَم یَکُن ذلِکَ لَکانَ أحَدٌ لا یَترُکُ لَذَّتَهُ ومَنفَعَتَهُ لِفَسادِ غَیرِهِ، فَجَعَلَ عَلَیهِم قَیِّما(8) یَمنَعُهُم مِنَ الفَسادِ ویُقیمُ فیهِم الحُدودَ وَالأَحکامَ.
ومِنها: أنّا لا نَجِدُ فِرقَةً مِنَ الفِرَقِ ولا مِلَّةً مِنَ المِلَلِ بَقوا وعاشوا إلّا بِقَیِّمٍ ورَئیسٍ، لِما(9) لابُدَّ لَهُم مِنهُ فی أمرِ الدّینِ وَالدُّنیا، فَلَم یَجُز فی حِکمَةِ الحَکیمِ أن یَترُکَ الخَلقَ مِمّا یَعلَمُ أنَّهُ لابُدَّ لَهُ مِنهُ، ولا قِوامَ لَهُم إلّا بِهِ، فَیُقاتِلونَ بِهِ عَدُوَّهُم، ویُقَسِّمونَ فَیأَهُم، ویُقیمُ لَهُم جُمُعَتَهُم(10) وجَماعَتَهُم، ویَمنَعُ ظالِمَهُم مِن مَظلومِهِم.
ومِنها: أنَّهُ لَو لَم یَجعَل لَهُم إماما قَیِّما أمینا حافِظا مُستَودَعا، لَدَرَسَتِ(11) المِلَّةُ، وذَهَبَ الدّینُ، وغُیِّرَتِ السُّنَنُ وَالأَحکامُ، ولَزادَ فیهِ المُبتَدِعونَ ونَقَص مِنهُ المُلحِدونَ، وشَبَّهوا ذلِکَ عَلَى المُسلِمینَ، لِأَنّا وَجَدنَا الخَلقَ مَنقوصینَ مُحتاجینَ غَیرَ کامِلینَ، مَعَ اختِلافِهِم وَاختِلافِ أهوائِهِم وتَشَتُّتِ أنحائِهِم، فَلَو لَم یَجعَل لَهُم قَیِّما حافِظا لِما جاءَ بِهِ الرَّسولُ صلى الله علیه و آله، لَفَسدوا عَلى نَحوِ ما بَیَّنّا، وغُیِّرَتِ الشَّرائِعُ وَالسُّنَنُ وَالأَحکامُ وَالإیمانُ، وکانَ فی ذلِکَ فَسادُ الخَلقِ أجمَعینَ.(12)
راجع: ص 260 (الفصل الرابع: حکمة الإمامة / الحکمة السیاسیّة).
1) وفی نسخة: «لا یصحّ».
2) الجعفریّات: ص 43 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، النوادر للراوندی: ص 234 ح 481 عن الإمام الکاظم عن آبائه عنه علیهم السلام، دعائم الإسلام: ج 1 ص182، بحار الأنوار: ج 89 ص 256 ح 71.
3) الجعفریّات: ص 52 عن الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، مستدرک الوسائل: ج 6 ص 7 ح 6286.
4) مسند زید: ص 297 عن الإمام زین العابدین عن الإمام الحسین علیهماالسلام.
5) الغارات: ج 2 ص 501 عن الأصبغ بن نباتة، بحار الأنوار: ج 27 ص 253 ح 15؛ شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 12 ص 12 عن عمر نحوه.
6) السَّهْمُ: النصیب والجمع: السُّهمان (الصحاح: ج 5 ص 1956 «سهم»). وإصدار السُّهمان: إعادتها إلى أهلها المستحقّین لها لاینقصهم منها شیء.
7) نهج البلاغة: الخطبة 105.
8) القیِّمُ: السیِّدُ وسائس الأمر (تاج العروس: ج 17 ص 597 «قوم»).
9) فی المصدر: «ولما»، والتصویب من علل الشرائع وبحار الأنوار.
10) فی المصدر: «جمّهم»، وهو تصحیف، والصواب ما أثبتناه کما فی علل الشرائع وبحار الأنوار.
11) دَرَسَ: عَفَا وخَفِیَتْ آثاره (المصباح المنیر: ص 192 «درس»).
12) عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 2 ص 100 ح 1، علل الشرائع: ص 253 ح 9 کلاهما عن الفضل بن شاذان، بحار الأنوار: ج 23 ص 32 ح 52.