345. مجمع البیان عن البراء بن عازب: کانَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ جالِساً قَریباً مِن رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه وآله فی مَنزِلِ أبی أیّوبَ الأَنصارِیِّ، فَقالَ مُعاذٌ: یا رَسولَ اللّهِ، أرَأَیتَ قَولَ اللّهِ تَعالى: (یَوْمَ یُنفَخُ فِى الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) (1) الآیاتِ؟
فَقالَ: یا مُعاذُ، سَأَلتَ عَن عَظیمٍ مِنَ الأَمرِ! ثُمَّ أرسَلَ عَینَیهِ، ثُمَّ قالَ: یُحشَرُ عَشَرَةُ أصنافٍ مِن اُمَّتی أشتاتاً، قَد مَیَّزَهُمُ اللّهُ مِنَ المُسلِمینَ وبَدَّلَ صُوَرَهُم، بَعضُهُم عَلى صورَةِ القِرَدَةِ، وبَعضُهُم عَلى صورَةِ الخَنازیرِ، وبَعضُهُم مُنَکَّسونَ؛ أرجُلُهُم مِن فَوقٍ، ووُجوهُهُم مِن تَحتٍ، ثُمَّ یُسحَبونَ عَلَیها، وبَعضُهُم عُمیٌ یَتَرَدَّدونَ، وبَعضُهُم صُمٌّ بُکمٌ لایَعقِلونَ، وبَعضُهُم یَمضَغونَ ألسِنَتَهُم، فَیَسیلُ القَیحُ مِن أفواهِهِم لُعاباً یَتَقَذَّرُهُم أهلُ الجَمعِ، وبَعضُهُم مُقَطَّعَةٌ أیدیهِم وأَرجُلُهُم، وبَعضُهُم مُصَلَّبونَ عَلى جُذوعٍ مِن نارٍ، وبَعضُهُم أشَدُّ نَتناً (2) مِنَ الجِیَفِ، وبَعضُهُم یَلبَسونَ جِباباً سابِغَةً مِن قَطِرانٍ (3)، لازِقَةً بِجُلودِهِم فَأَمَّا الَّذینَ عَلى صورَةِ القِرَدَةِ فَالقَتّاتُ مِنَ النّاسِ، وأمَّا الَّذینَ عَلى صورَةِ الخَنازیرِ فَأَهلُ السُّحتِ، وأمَّا المُنَکَّسونَ عَلى رُؤُوسِهِم فَأَکَلَةُ الرِّبا، وَالعُمیُ الجَائِرونَ فِی الحُکمِ، وَالصُّمُّ البُکمُ المُعجَبونَ بِأَعمالِهِم، وَالَّذینَ یَمضَغونَ بِأَلسِنَتِهِم فَالعُلَماءُ وَالقُضَاةُ الَّذینَ خالَفَت أعمَالُهُم أقوالَهُم، وَالمُقَطَّعَةُ أیدیهِم وأرجُلُهُمُ الَّذینَ یُؤْذونَ الجیرانَ، وَالمُصَلَّبونَ عَلى جُذوعٍ مِن نارٍ فَالسُّعاةُ بِالنّاسِ إلَى السُّلطانِ، وَالَّذینَ هُم أشَدُّ نَتناً مِنَ الجِیَفِ فَالَّذینَ یَتَمَتَّعونَ بِالشَّهَواتِ وَاللَّذّاتِ ویَمنَعونَ حَقَّ اللّهِ فی أموالِهِم، وَالَّذینَ یَلبَسونَ الجِبابَ فَأَهلُ التَّجَبُّرِ وَالخُیَلاءِ. (4)
1) النبأ: 18.
2) النَّتَنُ: الرائحة الکریهة (الصحاح: ج 6 ص 2210 «نتن»).
3) القَطِران: هو ما یُتَحلَّب من شجر الأبهل، فیطبخ فیُهنأ به الإبل الجَربى فیَحرق الجَرَب بحِدَّتِه، و هو أسود منتن یشتعل فیه النار بسرعة، یُطلى بها جلود أهل النار حتّى یکون طلاء لهم کالقمیص. والقِطر: النحاس أو الصفر المذاب (بحار الأنوار: ج 68 ص 175).
4) مجمع البیان: ج 10ص 642، بحار الأنوار: ج 7 ص 89.