245.رسول اللّه صلی الله علیه وآله: أیُّما راعٍ استُرعِیَ رَعِیَّةً فَلَم یَحفَظها بِالأَمانَةِ وَالنَّصیحَةِ، ضاقَت عَلَیهِ رَحمَةُ اللّهِ الَّتی وَسِعَت کُلَّ شَیءٍ.(1)
246.صحیح مسلم عن أبی ذرّ: قُلتُ: یا رَسولَ اللّهِ؛ ألا تَستَعمِلُنی؟ قالَ: فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلى مَنکِبی ثُمَّ قالَ: یا أبا ذَرٍّ، إنَّکَ ضَعیفٌ، وإنَّها أمانَةٌ، وإنَّها یَومَ القِیامَةِ خِزیٌ ونَدامَةٌ، إلّا مَن أخَذَها بِحَقِّها، وأدَّى الَّذی عَلَیهِ فیها.(2)
247.الإمام علیّ علیه السلام – مِن کِتابٍ لَهُ إلَى الأَشعَثِ بنِ قَیسٍ -: وإنَّ عَمَلَکَ لَیسَ لَکَ بِطُعمَةٍ، ولکِنَّهُ فی عُنُقِکَ أمانَةٌ، وأنتَ مُستَرعىً لِمَن فَوقَکَ، لَیسَ لَکَ أن تَفتاتَ(3) فی رَعِیَّةٍ، ولا تُخاطِرَ إلّا بِوَثیقَةٍ، وفی یَدَیکَ مالٌ مِن مالِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ، وأنتَ مِن خُزّانِهِ حتّى تُسَلِّمَهُ إلَیَّ، ولَعَلّی ألّا أکونَ شَرَّ وُلاتِکَ لَکَ، وَالسَّلامُ.(4)
248.عنه علیه السلام – مِن کِتابٍ لَهُ إلى بَعضِ عُمّالِهِ -: أمّا بَعدُ، فَإِنّی کُنتُ أشرَکتُکَ فی أمانَتی، وجَعَلتُکَ شِعاری وبِطانَتی، ولَم یَکُن رَجُلٌ مِن أهلی أوثَقَ مِنکَ فی نَفسی، لِمُواساتی ومُوازَرَتی، وأداءِ الأَمانَةِ إلَیَّ. فَلَمّا رَأَیتَ الزَّمانَ عَلَى ابنِ عَمِّکَ قَد کَلِبَ(5)، وَالعَدُوَّ قَد حَرِبَ، وأمانَةَ النّاسِ قَد خَزِیَت، وهذِهِ الاُمَّةَ قَد فَنَکَت(6) وشَغَرَت، قَلَبتَ لِابنِ عَمِّکَ ظَهرَ المِجَنِّ، فَفارَقتَهُ مَعَ المُفارِقینَ، وخَذَلتَهُ مَعَ الخاذِلینَ، وخُنتَهُ مَعَ الخائِنینَ. فَلَا ابنَ عَمِّکَ آسَیتَ، ولَا الأَمانَةَ أدَّیتَ. وکَأَنَّکَ لَم تَکُنِ اللّهَ تُریدُ بِجِهادِکَ. وکَأَنَّکَ لَم تَکُن عَلى بَیِّنَةٍ مِن رَبِّکَ. وکَأَنَّکَ إنَّما کُنتَ تَکیدُ هذِهِ الاُمَّةَ عَن دُنیاهُم، وتَنوی غِرَّتَهُم عَن فَیئِهِم.
فَلَمّا أمکَنَتکَ الشِّدَّةُ فی خِیانَةِ الاُمَّةِ، أسرَعتَ الکَرَّةَ، وعاجَلتَ الوَثبَةَ، وَاختَطَفتَ ما قَدَرتَ عَلَیهِ مِن أموالِهِمُ المَصونَةِ لِأَرامِلِهِم وأیتامِهِمُ اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ(7) دامِیَةَ المِعزَى الکَسیرَةَ، فَحَمَلتَهُ إلَى الحِجازِ رَحیبَ الصَّدرِ بِحَملِهِ، غَیرَ مُتَأَثِّمٍ مِن أخذِهِ، کَأَنَّکَ ـ لا أبا لِغَیرِکَ ـ حَدَرتَ إلى أهلِکَ تُراثَکَ مِن أبیکَ واُمِّکَ.
فَسُبحانَ اللّهِ! أما تُؤمِنُ بِالمَعادِ؟ أوَ ما تَخافُ نِقاشَ الحِسابِ؟ أیُّهَا المَعدودُ کانَ عِندَنا مِن اُولِی الأَلبابِ، کَیفَ تُسیغُ شَراباً وطَعاما وأنتَ تَعلَمُ أنَّکَ تَأکُلُ حَراما، وتَشرَبُ حَراما؟ وتَبتاعُ الإِماءَ، وتَنکِحُ النِّساءَ مِن أموالِ الیَتامى، وَالمَساکینِ، وَالمُؤمِنینَ، وَالمُجاهِدینَ الَّذینَ أفاءَ اللّهُ عَلَیهِم هذِهِ الأَموالَ، وأحرَزَ بِهِم هذِهِ البِلادَ؟
فَاتَّقِ اللّهَ وَاردُد إلى هؤُلاءِ القَومِ أموالَهُم، فَإِنَّکَ إن لَم تَفعَل، ثُمَّ أمکَنَنِی اللّهُ مِنکَ لَاُعذِرَنَّ إلَى اللّهِ فیکَ، ولَأَضرِبَنَّکَ بِسَیفِی الَّذی ما ضَرَبتُ بِهِ أحَدا إلّا دَخَلَ النّارَ.(8)
249.عنه علیه السلام – مِن کِتابٍ لَهُ إلى رِفاعَةَ قاضیهِ عَلَى الأَهوازِ -: اِعلَم یا رِفاعَةُ، أنَّ هذِهِ الإِمارَةَ أمانَةٌ، فَمَن جَعَلَها خِیانَةً، فَعَلَیهِ لَعنَةُ اللّهِ إلى یَومِ القِیامَةِ.(9)
250.عنه علیه السلام – مِمّا کَتَبَ إلى رِفاعَةَ -: أدِّ أمانَتَکَ، ووَفِّ صَفقَتَکَ.(10)
251.عنه علیه السلام – مِن کِتابٍ لَهُ إلى بَعضِ عُمّالِهِ -: أمّا بَعدُ، فَقَد بَلَغَنی عَنکَ أمرٌ، إن کُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ رَبَّکَ، وعَصَیتَ إمامَکَ، وأخزَیتَ أمانَتَکَ.
بَلَغَنی أنَّکَ جَرَّدتَ الأَرضَ فَأَخَذتَ ما تَحتَ قَدَمَیکَ، وأکَلتَ ما تَحتَ یَدَیکَ، فَارفَع إلَیَّ حِسابَکَ، وَاعلَم أنَّ حِسابَ اللّهِ أعظَمُ مِن حِسابِ النّاسِ، وَالسَّلامُ.(11)
252.عنه علیه السلام – فی عَهدِهِ إلى مالِکٍ الأَشتَرِ -: ثُمَّ انظُر فی حالِ کُتّابِکَ، فَوَلِّ عَلى اُمورِکَ خَیرَهُم… اِختَبِرهُم بِما وُلّوا لِلصّالِحینَ قَبلَکَ، فَاعمِد لِأَحسَنِهِم کانَ فِی العامَّةِ أثَرا، وأعرَفِهِم بِالأَمانَةِ وَجهاً؛ فَإِنَّ ذلِکَ دَلیلٌ عَلى نَصیحَتِکَ للّهِِ، ولِمَن وُلّیتَ أمرَهُ.(12)
253.عنه علیه السلام – مِن عَهدٍ لَهُ إلى بَعضِ عُمّالِهِ، وقَد بَعَثَهُ عَلَى الصَّدَقَةِ -: وأمَرَهُ أن لا یَعمَلَ بِشَیءٍ مِن طاعَةِ اللّهِ فیما ظَهَرَ، فَیُخالِفَ إلى غَیرِهِ فیما أسَرَّ.
ومَن لَم یَختَلِف سِرُّهُ وعَلانِیَتُهُ، وفِعلُهُ ومَقالَتُهُ، فَقَد أدَّى الأَمانَةَ وأخلَصَ العِبادَةَ.(13)
254.عنه علیه السلام: إنَّ السُّلطانَ لَأَمینُ اللّهِ فِی الأَرضِ، ومُقیمُ العَدلِ فِی البِلادِ وَالعِبادِ، ووَزَعَتُهُ (14) فِی الأَرضِ.(15)
1) تاریخ بغداد: ج 10 ص 127 الرقم 5262 عن عبد الرحمن بن سمرة، کنز العمّال: ج 6 ص 21 ح 14662.
2) صحیح مسلم: ج 3 ص 1457 ح 16، المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 103 ح 7020 نحوه، المصنّف لابن أبی شیبة: ج 7 ص 568 ح 1 عن الحارث بن یزید الحضرمی، مسند الطیالسی: ص 66 ح 485، کنز العمّال: ج 6 ص 28 ح 14701.
3) افتاتَ علیه: إذا انفرد برأیه دونه فی التصرّف فیه، یقال لکلّ من أحدث شیئا فی أمرک دونک: قد افتاتَ علیک (النهایة: ج 3 ص 477 «فوت»).
4) نهج البلاغة: الکتاب 5، وقعة صفّین: ص 20 عن الجرجانی، بحار الأنوار: ج 33 ص 512 ح 709؛ الإمامة والسیاسة: ج 1 ص 111 نحوه.
5) کَلِبَ: أی اشتدّ (النهایة: ج 4 ص 195 «کلب»).
6) فَنَکَ: کَذِبَ، ولَجّ فیه (لسان العرب: ج 10 ص 480 «فنک»).
7) الأَزَلُّ ـ فی الأصل ـ: الصَّغیر العَجُز، وهو من صفات الذئب الخفیف. وقیل: هو من قولهم: زلَّ زلیلاً؛ إذا عَدا (النهایة: ج 2 ص 311 «زلل»).
8) نهج البلاغة: الکتاب 41، رجال الکشّی: ج 1 ص 279 ح 110 نحوه، بحار الأنوار: ج 33 ص 499 ح 705.
9) دعائم الإسلام: ج 2 ص 531 ح 1890، مستدرک الوسائل: ج 17 ص 355 ح 21566.
10) دعائم الإسلام: ج 2 ص 487 ح 1741.
11) نهج البلاغة: الکتاب 40، بحار الأنوار: ج 33 ص 515 ح 710.
12) نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: ص 138 نحوه، بحار الأنوار: ج 33 ص 606 ح 744.
13) نهج البلاغة: الکتاب 26، بحار الأنوار: ج 33 ص 528 ح 719.
14) الوَزَعَةُ: جمع وازع، وهو الذی یکفّ النّاس، أی یکفُّ بعضهم عن بعض، وهو السّلطان وأصحابه (النهایة: ج 5 ص 180 «وزع»).
15) غرر الحکم: ج 2 ص 604 ح 3634، عیون الحکم والمواعظ: ص 158 ح 3426 نحوه.