307. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: لا یَزالُ الإِمامُ بِخَیرٍ ما إذَا استُرحِمَ رَحِمَ.(1)
308. عنه صلى الله علیه و آله: اللّهُمَّ مَن وَلِیَ مِن أمرِ اُمَّتی شَیئا فَشَقَّ عَلَیهِم فَاشقُق عَلَیهِ، ومَن وَلِیَ مِن أمرِ اُمّتی شَیئا فَرَفَقَ بِهِم فَارفُق بِهِ.(2)
309. الإمام علیّ علیه السلام- مِن عَهدِهِ الَّذی کَتَبَهُ لِلأَشتَرِ النَّخَعِیِّ لَمّا وَلّاهُ عَلى مِصرَ-: و أشعِر قَلبَکَ الرَّحمَةَ لِلرَّعِیَّةِ، وَالمَحَبَّةَ لَهُم، وَاللُّطفَ بِهِم، ولا تَکونَنَّ عَلَیهِم سَبُعا ضارِیا تَغتَنِمُ أکلَهُم، فَإِنَّهُم صِنفانِ: إمّا أخٌ لَکَ فِی الدّینِ، أو نَظیرٌ لَکَ فِی الخَلقِ، یَفرُطُ(3) مِنهُمُ الزَّلَلُ(4)، وتَعرِضُ لَهُمُ العِلَلُ، ویُؤتى عَلى أیدیهِم فِی العَمدِ وَالخَطَأِ، فَأَعطِهِم مِن عَفوِکَ وصَفحِکَ مِثلَ الَّذی تُحِبُّ وتَرضى أن یُعطِیَکَ اللّهُ مِن عَفوِهِ وصَفحِهِ، فَإِنَّکَ فَوقَهُم، وَوالِی الأَمرِ عَلَیکَ فَوقَکَ، وَاللّهُ فَوقَ مَن وَلّاکَ.(5)
310. عنه علیه السلام- أیضا-: إیّاکَ وَالدِّماءَ وسَفکَها بِغَیرِ حِلِّها، فَإِنَّهُ لَیسَ شَیءٌ أدنى لِنِقمَةٍ، ولا أعظَمَ لِتَبِعَةٍ، ولا أحرى بِزَوالِ نِعمَةٍ، وَانقِطاعِ مُدَّةٍ، مِن سَفکِ الدِّماءِ بِغَیرِ حَقِّها، وَاللّهُ سُبحانَهُ مُبتَدِئٌ بِالحُکمِ بَینَ العِبادِ، فیما تَسافَکوا مِنَ الدِّماءِ یَومَ القِیامَةِ؛ فَلا تُقَوِّیَنَّ سُلطانَکَ بِسَفکِ دَمٍ حَرامٍ، فَإِنَّ ذلِکَ مِمّا یُضعِفُهُ ویوهِنُهُ، بَل یُزیلُهُ ویَنقُلُهُ.(6)
311. عنه علیه السلام: إنَّ حَقّا عَلَى الوالی ألّا یُغَیِّرَهُ عَلى رَعِیَّتِهِ فَضلٌ نالَهُ، ولا طَولٌ(7) خُصَّ بِهِ، وأن یَزیدَهُ ما قَسَمَ اللّهُ لَهُ مِن نِعمَةٍ دُنُوّا مِن عِبادِهِ، وعَطفا عَلى إخوانِهِ.(8)
312. عنه علیه السلام- فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ-: یَنبَغی لِلوالی أن یعمَلَ بِخِصالٍ ثَلاثٍ: تَأخیرِ العُقوبَةِ مِنهُ فی سُلطانِ الغَضَبِ، وَالأَناةِ فیما یَرتَئیهِ مِن رَأیٍ، وتَعجیلِ مُکافَأَةِ المُحسِنِ بِالإِحسانِ؛ فَإِنَّ فی تَأخیرِ العُقوبَةِ إِمکانَ العَفوِ، وفی تَعجیلِ المُکافَأَةِ بِالإِحسانِ طاعَةَ الرَّعِیَّةِ، وفِی الأَناةِ انفِساحَ الرَّأیِ وَحَمدَ العاقِبَةِ ووُضُوحَ الصَّوابِ.(9)
313. الإمام زین العابدین علیه السلام- فی رِسالَةِ الحُقوقِ-: وأمَّا حَقُّ رَعِیَّتِکَ بِالسُّلطانِ، فَأَن تَعلَمَ أنَّهُم صاروا رَعِیَّتَکَ لِضَعفِهِم وقُوَّتِکِ، فَیَجِبُ أن تَعدِلَ فیهِم وتَکونَ لَهُم کَالوالِدِ الرَّحیمِ، وتَغفِرَ لَهُم جَهلَهُم، ولا تُعاجِلَهُم بِالعُقوبَةِ، وتَشکُرَ اللّهَ عز و جل عَلى ما آتاکَ مِنَ القُوَّةِ عَلَیهِم.(10)
314. عنه علیه السلام: أمّا حُقوقُ رَعِیَّتِکَ بِالسُّلطانِ، فَأَن تَعلَمَ أنَّکَ إنَّمَا استُرعیتَهُم بِفَضلِ قُوَّتِکَ عَلَیهِم، فَإِنَّهُ إنَّما أحَلَّهُم مَحَلَّ الرَّعِیَّةِ لَکَ ضَعفُهُم وذُلُّهُم. فَما أولى مَن کَفاکَهُ ضَعفُهُ وذُلُّهُ حَتّى صَیَّرَهُ لَکَ رَعِیَّةً، وصَیَّرَ حُکمَکَ عَلَیهِ نافِذا، لا یَمتَنِعُ مِنکَ بِعِزَّةٍ ولا قُوَّةٍ، ولا یَستَنصِرُ فیما تَعاظَمَهُ مِنکَ إلَا بِاللّهِ- بِالرَّحمَةِ وَالحِیاطَةِ وَالأَناةِ، وما أولاکَ إذا عَرَفتَ ما أعطاکَ اللّهَ مِن فَضلِ هذِهِ العِزَّةِ وَالقُوَّةِ الَّتی قَهَرتَ بِها أن تَکونَ لِلّهِ شاکِرا، ومَن شَکَرَ اللّهَ أعطاهُ فیما أنعَمَ عَلَیهِ، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ.(11)
315. الکافی عن حنان بن سدیر الصیرفی: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام یَقولُ:… صَعِدَ النَّبِیُّ صلى الله علیه و آله المِنبَرَ فَنَعى إلَیهِم نَفسَهُ، ثُمَّ قالَ: اُذَکِّرُ اللّهَ الوالِیَ مِن بَعدی عَلى اُمَّتی، إلّا تَرَحَّمَ(12) عَلى جَماعَةِ المُسلِمینَ؛ فَأَجَلَّ کَبیرَهُم، ورَحِمَ ضَعیفَهُم، ووَقَّرَ عالِمَهُم، ولَم یَضُرَّ بِهِم فَیُذِلَّهُم، ولَم یُفقِرهُم فَیُکَفِّرَهُم، ولَم یَغلِق بابَهُ دونَهُم فَیَأکُلَ قَوِیُّهُم ضَعیفَهُم، ولَم یَخبِزهُم(13) فی بُعوثِهِم فَیَقطَعَ نَسلَ اُمَّتی.
ثُمَّ قالَ: قَد بَلَّغتُ ونَصَحتُ فَاشهَدوا.
وقالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام: هذا آخِرُ کَلامٍ تَکَلَّمَ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله عَلى مِنبَرِهِ.(14)
316. الإمام الصادق علیه السلام: أحَبُّ الأَعمالِ إلَى اللّهِ تَعالى، رِفقُ الوالی وعَدلُهُ.(15)
317. الإمام الرضا علیه السلام: الإِمامُ الأَمینُ الرَّفیقُ، وَالوالِدُ الشَّفیقُ، وَالأَخُ الشَّقیقُ.(16)
1) التاریخ الکبیر: ج 3 ص 509 الرقم 1690 عن أنس، کنز العمّال: ج 6 ص 7 ح 14593 نقلاً عن ابن النجّار عن أنس نحوه.
2) صحیح مسلم: ج 3 ص 1458 ح 19، مسند ابن حنبل: ج 9 ص 384 ح 24676، السنن الکبرى: ج 9 ص 74 ح 17913 و ج 10 ص 231 ح 20466 کلّها عن عائشة، کنز العمّال: ج 6 ص 88 ح 14969؛ عوالی اللآلی: ج 1 ص 371 ح 79، بحار الأنوار: ج 75 ص 352 ح 62.
3) فَرَطَ منه: أی بَدَرَ وسبَقَ (لسان العرب: ج 7 ص 369 «فرط»).
4) الزَّلَلُ: الخطأ والذنب (النهایة: ج 2 ص 310 «زلل»).
5) نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: ص 126، بحار الأنوار: ج 33 ص 600 ح 744.
6) نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: ص 146 وفیه «تصوننّ» بدل «تقوّینّ» و«یخلقه» بدل «یضعفه»، بحار الأنوار: ج 33 ص 611 ح 744.
7) الطَولُ: القُدرة والغنى والسعة (القاموس المحیط: ج 4 ص 9 «طال»).
8) نهج البلاغة: الکتاب 50، وقعة صفّین: ص 107 نحوه، بحار الأنوار: ج 33 ص 469 ح 682.
9) شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 20 ص 269 ح 117.
10) کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 2 ص 621 ح 3214 عن ثابت بن دینار، الخصال: ص 567 ح 1 عن أبی حمزة الثمالی، بحار الأنوار: ج 74 ص 5 ح 1.
11) تحف العقول: ص 261، بحار الأنوار: ج 74 ص 14 ح 2.
12) فی المصدر: «ألّا یَرحَم»، والصواب ما أثبتناه کما فی قرب الإسناد.
13) الخَبْزُ: السَّوقُ الشدید (الصحاح: ج 3 ص 876 «خبز»).
14) الکافی: ج 1 ص 406 ح 4، قرب الإسناد: ص 100 ح 337 کلاهما عن حنّان بن سدیر، بحار الأنوار: ج 27 ص 246 ح 6؛ السنن الکبرى: ج 8 ص 279 ح 16644 عن أبی اُمامة عنه صلى الله علیه و آله نحوه، کنز العمّال: ج 6 ص 47 ح 14787.
15) جامع الأحادیث للقمّی: ص 183.
16) کمال الدین: ص 678 ح 31، معانی الأخبار: ص 98 ح 2، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 219 ح 1، تحف العقول: ص 439 کلّها عن عبد العزیز بن مسلم، بحار الأنوار: ج 25 ص 123 ح 4.