الکتاب
(وَ تِلْکَ الْقُرَى أَهْلَکْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَ جَعَلْنَا لِمَهْلِکِهِم مَّوْعِدًا). (1)
(وَ لَقَدْ أَهْلَکْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِکُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَیِّنَاتِ وَ مَا کَانُواْ لِیُؤْمِنُواْ کَذَالِکَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِینَ). (2)
(وَ قَالَ الَّذِینَ کَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّکُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَیْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِکَنَّ الظَّالِمِینَ). (3)
(وَ قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ کَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغَى). (4)
(وَ کَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْیَةٍ کَانَتْ ظَالِمَةً وَ أَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا ءَاخَرِینَ- فَلَمَّا أَحَسُّواْ بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا یَرْکُضُونَ- لَا تَرْکُضُواْ وَ ارْجِعُواْ إِلَى مَا اُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَسَاکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئلُونَ- قَالُواْ یَاوَیْلَنَا إِنَّا کُنَّا ظَالِمِینَ- فَمَا زَالَت تِّلْکَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِیدًا خَامِدِینَ). (5)
(وَ کَمْ أَهْلَکْنَا مِن قَرْیَةٍ بَطِرَتْ مَعِیشَتَهَا فَتِلْکَ مَسَاکِنُهُمْ لَمْ تُسْکَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِیلاً وَ کُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِینَ). (6)
راجع: الأنعام: 32و 33و 42ـ 45، الأعراف: 165، التوبة: 70، هود: 116و 117، إبراهیم: 13، الحجّ: 45، المؤمنون: 33، الفرقان: 37ـ 39، الروم: 9، الزخرف: 23ـ 25، النجم: 50ـ 52.
الحدیث
58. الإمام علیّ علیه السلام: الظُّلمُ یُزِلُّ القَدَمَ، ویَسلُبُ النِّعَمَ، ویُهلِکُ الاُمَمَ. (7)
59. عنه علیه السلام ـ مِن کتابٍ لَهُ إلى اُمَراءِ الأَجنادِ حینَ استِخلافِهِ ـ: أمّا بَعدُ، فَإِنَّما أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم أنَّهُم مَنَعُوا النّاسَ الحَقَّ فَاشتَرَوهُ، وأَخَذوهُم بِالباطِلِ فَاقتَدَوهُ. (8) (9)
60. الإمام زین العابدین علیه السلام: فَاحذَروا ما حَذَّرَکُمُ اللّهُ بِما فَعَلَ بِالظَّلَمَةِ فی کِتابِهِ، ولا تَأمَنوا أن یَنزِلَ بِکُم بَعضَ ما تَواعَدَ بِهِ القومَ الظّالِمینَ فِی الکِتابِ.
وَاللّهِ! لَقَد وَعَظَکُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ بِغَیرِکُم، فَإِنَّ السَّعیدَ مَن وُعِظَ بِغَیرِهِ، ولَقَد أسمَعَکُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ ما قَد فَعَلَ بِالقَومِ الظّالِمینَ مِن أهلِ القُرى قَبلَکُم، حَیثُ قالَ: (وَ کَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْیَةٍ کَانَتْ ظَالِمَةً)، وإنَّما عَنى بِالقَریَةِ أهلَها حَیثُ یَقولُ: (وَ أَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا ءَاخَرِینَ)، فَقالَ عز و جل: (فَلَمَّا أَحَسُّواْ بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا یَرْکُضُونَ) یَعنی یَهرُبونَ، قالَ: (لَا تَرْکُضُواْ وَ ارْجِعُواْ إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَسَاکِنِکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْئلُونَ)، فَلَمّا أتاهُمُ العَذابُ (قَالُواْ یَا وَیْلَنَا إِنَّا کُنَّا ظَالِمِینَ- فَمَا زَالَت تِّلْکَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِیدًا خَامِدِینَ)، وایمُ اللّهِ إنَّ هذِهِ عِظَةٌ لَکُم وتَخویفٌ، إنِ اتَّعَظتُم وخِفتُم. (10)
1) الکهف: 59.
2) یونس: 13.
3) إبراهیم: 13.
4) النجم: 52.
5) الأنبیاء: 11ـ 15.
6) القصص: 58.
7) غرر الحکم: ج 2 ص 36 ح 1734، عیون الحکم والمواعظ: ص 52 ح 1356.
8) قال ابن أبی الحدید: أی منعوا الناس الحقّ فاشترى الناس الحقّ منهم بالرُّشاء والأموال؛ أی لم یضعوا الاُمور مواضعها، ولا ولَّوا الولایات مستحقّیها، وکانت اُمورهم الدینیّة والدنیاویّة تجری على وفق الهوى والغرض الفاسد، فاشترى الناس منهم المیراث والحقوق کما تشترى السلع بالمال. ثمّ قال: «وأخذوهم بالباطل فاقتدوه» أی حملوهم على الباطل فجاء الخلف من بعد السّلف، فاقتدوا بآبائهم وأسلافهم فی ارتکاب ذالک الباطل ظنّا أنّه حقّ لما قد ألفوه ونشؤوا وربّوا علیه (شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 18 ص 77).
9) نهج البلاغة: الکتاب 79، بحار الأنوار: ج 33 ص 487 ح 692.
10) الکافی: ج 8 ص 74 ح 29، الأمالی للصدوق: ص 595 ح 822، تحف العقول: ص 251 ولیس فیه ذیله من قوله تعالى: (فَمَا زَالَت…) وکلاهما نحوه، أعلام الدین: ص 224 وفیه «یرهبون» بدل «یهربون» وکلّها عن سعید بن المسیّب، بحارالأنوار: ج 78 ص 144 ح 6.