الکتاب
«إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُکُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ کَانَ سَمِیعَاً بَصِیرًا»(1)(2)
الحدیث
277. الکافی عن برید العجلیّ: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ»، قالَ: إیّانا عَنى؛ أن یُؤَدِّیَ الأَوَّلُ إلَى الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ الکُتُبَ وَالعِلمَ وَالسِّلاحَ، «وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ» الَّذی فی أیدیکُم.(3)
278. الکافی عن أحمد بن عمر: سَأَلتُ الرِّضا علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا»، قالَ: هُمُ الأَئِمَّةُ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله؛ أن یُؤَدِّیَ الإِمامُ الأَمانَةَ إلى مَن بَعدَهُ، ولا یَخُصَّ بِها غَیرَهُ، ولا یَزوِیَها(4) عَنهُ.(5)
279. الکافی عن المعلّى بن خنیس: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا»، قالَ: أمَرَ اللّهُ الإِمامَ الأَوَّلَ أن یَدفَعَ إلَى الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ کُلَّ شَیءٍ عِندَهُ.(6)
280. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: کُلُّکُم راعٍ وکُلُّکُم مَسؤولٌ عَن رَعِیَّتِهِ، الإِمامُ راعٍ ومَسؤولٌ عَن رَعِیَّتِهِ.(7)
281. عنه صلى الله علیه و آله: ما مِن أمیرٍ یُؤَمَّرُ عَلى عَشَرَةٍ، إلّا سُئِلَ عَنهُم یَومَ القِیامَةِ.(8)
282. صحیح البخاری عن عطاء بن یسار عن أبی هریرة: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله: إذا ضُیِّعَتِ الأَمانَةُ فَانتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: کَیفَ إضاعَتُها یا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ: إذا اُسنِدَ الأَمرُ إلى غَیرِ أهلِهِ، فَانتَظِرِ السّاعَةَ.(9)
283. الإمام الرضا علیه السلام: الإِمامُ أمینُ اللّهِ فی خَلقِهِ، وَحُجَّتُهُ عَلى عِبادِهِ.(10)
1) النساء: 58.
2) إنّ المقصود بالأمانة فی الآیة الکریمة- کما نلاحظ ذلک فی ضوء الروایات- هو الإمامة، ویتجلّى هذا المعنى أکثر إذا ما تأمّلنا الأحادیث الواردة تحت عنوان «شرائط الإمامة: النصّ من اللّه» والأحادیث الواردة تحت هذا العنوان أیضا، فالإمامة باعتبارها منصبا مفوَّضا من قبل اللّه تعالى للإمام، نوع من الأمانة الإلهیة التی بید الإمام والتی یجب علیه رعایتها، وتتمّ رعایة حقّ هذه الأمانة بالعمل وفق الأوامر الإلهیة، وتسلیم مستلزمات الإمامة عند الوفاة من قبیل الکتب والسلاح إلى الإمام من بعده. من هنا فإنّه یمکن القول بأنّ الإمام لمّا کان منصوبا من قبل اللّه بین الناس، فهو الأمانة الإلهیة بینهم، وعلیهم الاعتراف بإمامته لهم واتّباع أوامره.
3) الکافی: ج 1 ص 276 ح 1، تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 246 ح 153 نحوه، شرح الأخبار: ج 1 ص 248 ح 275، دعائم الإسلام: ج 1 ص 21، بحارالأنوار: ج 23 ص 290 ح 17.
4) یزویها: أی یقبضها عنهُ (مجمع البحرین: ج 2 ص 793 «زوى»).
5) الکافی: ج 1 ص 276 ح 2 و ح 3 و فیه «إلى الإمام» بدل «الأمانة إلى»، بصائر الدرجات: ص 476 ح 5 و ص 477 ح 11 کلّها عن محمّد بن الفضیل، تأویل الآیات الظاهرة: ج 1 ص 134 ح 10 و فیه «الإمامة» بدل «الأمانة»، بحار الأنوار: ج 23 ص 276 ح 6.
6) الکافی: ج 1 ص 277 ح 4، بصائر الدرجات: ص 476 ح 6، تأویل الآیات الظاهرة: ج 1 ص 134 ح 11، بحار الأنوار: ج 23 ص 276 ح 7.
7) صحیح البخاری: ج 1 ص 304 ح 853، صحیح مسلم: ج 3 ص 1459 ح 20، سنن أبی داود: ج 3 ص 130 ح 2928، سنن الترمذی: ج 4 ص 208 ح 1705 و فی الثلاثة الأخیرة «الأمیر» بدل «الإمام»، السنن الکبرى: ج 6 ص 470 ح 12686 والأربعة الأخیرة نحوه وکلّها عن عبد اللّه بن عمر.
8) المعجم الکبیر: ج 11 ص 325 ح 12166 عن ابن عبّاس، کنز العمّال: ج 6 ص 24 ح 14682.
9) صحیح البخاری: ج 5 ص 2382 ح 6131 و ج 1 ص 33 ح 59، مسند ابن حنبل: ج 3 ص 284 ح 8737 کلاهما نحوه، السنن الکبرى: ج 10 ص 201 ح 20363، کنز العمّال: ج 14 ص 228 ح 38508؛ العمدة: ص 426 ح 891.
10) الکافی: ج 1 ص 200 ح 1، کمال الدین: ص 678 ح 31، معانی الأخبار: ص 98 ح 2، الاحتجاج: ج 2 ص 443 ح 310 کلّها عن عبد العزیز بن مسلم، بحار الأنوار: ج 25 ص 124 ح 4.