108.الإمام علیّ علیه السلام: الرِّفقُ یَفِلُّ حَدَّ المُخالَفَةِ.(1)
109.عنه علیه السلام – فی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ -: قارِب عَدُوَّکَ بَعضَ المُقارَبَةِ تَنَل حاجَتَکَ، ولا تُفرِطُ فی مُقارَبَتِهِ فَتُذِلَّ نَفسَکَ وناصِرَکَ، وتَأمَّل حالَ الخَشَبَةِ المَنصوبَةِ فی الشَّمسِ الَّتی إن أمَلتَها زادَ ظِلُّها، وإن أفرَطتَ فی الإِمالَةِ نَقَصَ الظِّلُّ.(2)
110.تاریخ الطبری عن عبد المَلِک بن أبی حُرّةَ الحَنَفیّ: أنّ عَلیّا علیه السلام خَرَجَ ذاتَ یَومٍ یَخطُبُ، فَإِنَّهُ لَفی خُطبَتِهِ إذ حَکَّمَتِ المُحَکِّمَةُ فی جَوانِبِ المَسجِدِ.
فَقالَ عَلیٌّ علیه السلام: اللّهُ أکبَرُ! کَلِمَةُ حَقٍّ یُرادُ بِها باطِلٌ! إن سَکَتوا عَمَمناهُم(3)، وإن تَکَلَّموا حَجَجناهُم، وإن خَرَجوا عَلَینا قاتَلناهُم.(4)
111.السنن الکبرى عن کثیر بن نَمِر: بَینا أنَا فی الجُمُعَةِ وعَلیٌّ علیه السلام عَلَى المِنبَرِ، إذ قامَ رَجُلٌ فَقالَ: لا حُکمَ إلّا للّهِِ. ثُمَّ قامَ آخَرُ فَقالَ: لا حُکمَ إلّا للّهِِ، ثُمَّ قاموا مِن نَواحِی المَسجِدِ، فَأَشارَ إلَیهِم عَلیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ: اِجلِسوا، نَعَم لا حُکمَ إلّا للّهِِ، کَلِمَةٌ یُبتَغى بِها باطِلٌ، حُکمَ اللّهِ نَنظُرُ فیکُم، ألا إنَّ لَکُم عِندی ثَلاثَ خِصالٍ: ما کُنتُم مَعَنا لا نَمنَعُکُم مَساجِدَ اللهِ أن تَذکُرُوا فیهَا اسمَ اللهِ، ولا نَمنَعُکُم فَیئا ما کانَت أیدیکُم مَعَ أیدینا، ولا نُقاتِلُکُم حَتّى تُقاتِلوا. ثُمَّ أخَذَ فی خُطبَتِهِ.(5)
112.الأموال عن کثیر بن نَمِر: جاءَ رَجُلٌ بِرَجُلٍ(6) مِنَ الخَوارِجِ إلى عَلیٍّ علیه السلام، فَقالَ: یا أمیرَ المُؤمِنینَ، إنّی وَجَدتُ هذا یَسُبُّکَ، قالَ: فَسُبَّهُ کَما سَبَّنی. قالَ: ویَتَوَعَّدُکَ؟ فَقالَ: لا أقتُلُ مَن لَم یَقتُلنی، قالَ عَلیٌّ علیه السلام: لَهُم عَلَینا ثَلاثٌ: أن لا نَمنَعَهُمُ المَساجِدَ أن یَذکُرُوا اللّهَ فیها، وأن لا نَمنَعَهُمُ الفَیءَ ما دامَت أیدیهِم مَعَ أیدینا، وأن لا نُقاتِلَهُم حَتّى یُقاتِلونا.(7)
113.المصنّف لابن أبی شیبة عن کثیربن نَمِر: جاءَ رَجُلٌ بِرِجالٍ إلى عَلیٍّ علیه السلام فَقالَ: إنّی رَأَیتُ هؤلاءِ یَتَوَعَّدونَکَ، فَفَرّوا وأخَذتُ هذا، قالَ: أفَأَقتُلُ مَن لَم یَقتُلنی؟ قالَ: إنَّهُ سَبَّکَ! قالَ: سُبَّهُ أو دَع.(8)
راجع: موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام: ج 3 ص 645 (القسم السادس / الحرب الثالثة / الفصل الثالث / صبر الإمام على أذاهم ورفقه بهم).
1) غرر الحکم: ج 1 ص 150 ح 560.
2) شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 20 ص 342 ح 923.
3) لعلّه من قولهم: عمّمناه أمرنا؛ أی ألزمناه (لسان العرب: ج 12 ص 427 «عمم»).
4) تاریخ الطبری: ج 5 ص 72، الکامل فی التاریخ: ج 2 ص 398، أنساب الأشراف: ج 3 ص 135 ولیس فیه «وإن خرجوا…» وفیهما «غممناهم» بدل «عممناهم».
5) السنن الکبرى: ج 8 ص 319 ح 16763، تاریخ الطبری: ج 5 ص 73 عن کثیر بن بهز الحضرمی، الکامل فی التاریخ: ج 2 ص 398، البدایة والنهایة: ج 7 ص 285 کلّها نحوه.
6) فی المصدر: «لرجل» وهو تصحیف.
7) الأموال: ص 245 ح 567، کنز العمّال: ج 11 ص 300 ح 31569.
8) المصنّف لابن أبی شیبة: ج 8 ص 614 ح 147، کنز العمّال: ج 11 ص 319 ح 31616.