الکتاب
«مَن کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الْاخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ وَ مَن کَانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَ مَا لَهُ فِى الْاخِرَةِ مِن نَّصِیبٍ».(1)
الحدیث
187. الإمام علیّ علیه السلام:
مَن عَمَرَ دُنیاهُ خَرَّبَ مَآ لَهُ، مَن عَمَرَ آخِرَتَهُ بَلَغَ آمالَهُ.(2)
188. عنه علیه السلام:
المالُ وَالبَنونَ زینَةُ الحَیاةِ الدُّنیا، وَالعَمَلُ الصّالِحُ حَرثُ الآخِرَةِ.(3)
189. عنه علیه السلام:
یُنادی مُنادٍ یَومَ القِیامَةِ: ألا إنَّ کُلَّ حارِثٍ مُبتَلىً فی حَرثِهِ وعاقِبَةِ عَمَلِهِ غَیرَ حَرَثَةِ القُرآنِ؛ فَکونوا مِن حَرَثَتِهِ وأتباعِهِ، وَاستَدِلّوهُ عَلى رَبِّکُم، وَاستَنصِحوهُ عَلى أنفُسِکُم، وَاتَّهِموا عَلَیهِ آراءَکُم، وَاستَغِشّوا(4) فیهِ أهواءَکُم.(5)
190. عنه علیه السلام:
إنَّ مِن أبغَضِ الرِّجالِ إلَى اللهِ تَعالى لَعَبدا وَکَلَهُ اللهُ إلى نَفسِهِ، جائِرا عَن قَصدِ السَّبیلِ سائِرا بِغَیرِ دَلیلٍ، إن دُعِیَ إلى حَرثِ الدُّنیا عَمِلَ، وإن دُعِیَ إلى حَرثِ الآخِرَةِ کَسِلَ! کَأَنَّ ما عَمِلَ لَهُ واجِبٌ عَلَیهِ، وکَأَنَّ ما وَنى(6) فیهِ ساقِطٌ عَنهُ.(7)
191. عنه علیه السلام:
سارِعوا إلى مَنازِلِکُم – رَحِمَکُمُ اللهُ – الَّتی اُمِرتُم بِعِمارَتِهَا، العامِرَةِ الَّتی لا تَخرَبُ، الباقِیَةِ الَّتی لا تَنفَدُ، الَّتی دَعاکُم إلَیها وحَضَّکُم عَلَیها ورَغَّبَکُم فیها، وجَعَلَ الثَّوابَ عِندَهُ عَنها.(8)
192. عنه علیه السلام:
إنَّکُم إلى عِمارَةِ دارِ البَقاءِ أحوَجُ مِنکُم إلى عِمارَةِ دارِ الفَناءِ.(9)
193. عنه علیه السلام:
یَنبَغی لِلعاقِلِ أن یُقَدِّمَ لِاخِرَتِهِ ویَعمُرَ دارَ إقامَتِهِ.(10)
194. الإمام الکاظم علیه السلام – مِن مَوعِظَتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَکَمِ -:
یا هِشامُ، إنَّ العاقِلَ نَظَرَ إلَى الدُّنیا وإلى أهلِها، فَعَلِمَ أنَّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، ونَظَرَ إلَى الآخِرَةِ فَعَلِمَ أنَّها لا تُنالُ إلّا بِالمَشَقَّةِ، فَطَلَبَ بِالمَشَقَّةِ أبقاهُما.
یا هِشامُ، إنَّ العُقَلاءَ زَهِدوا فِی الدُّنیا ورَغِبوا فِی الآخِرَةِ؛ لِأَنَّهُم عَلِموا أنَّ الدُّنیا طالِبَةٌ [و](11) مَطلوبَةٌ وَالآخِرَةَ طالِبَةٌ ومَطلوبَةٌ؛ فَمَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدُّنیا حَتّى یَستَوفِیَ مِنها رِزقَهُ، ومَن طَلَبَ الدُّنیا طَلَبَتهُ الآخِرَةُ فَیَأتیهِ المَوتُ، فَیُفسِدُ عَلَیهِ دُنیاهُ وآخِرَتَهُ.(12)
195. لقمان علیه السلام – فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ -:
اِعلَم یا بُنَیَّ، أن مِن حینِ نَزَلتَ مِن بَطنِ اُمِّکَ استَدبَرتَ الدُّنیا وَاستَقبَلتَ الآخِرَةَ، فَأَصبَحتَ بَینَ دارَینِ: دارٍ تَقرُبُ مِنها ودارٍ تَباعَدُ عَنها، فَلا تَجعَلَنَّ هَمَّکَ إلّا عِمارَةَ دارِکَ الَّتی تَقرُبُ مِنها ویَطولُ مُقامُکَ بِها؛ فَلَها خُلِقتَ وبِالسَّعیِ لَها اُمِرتَ، ثُمَّ أطِعِ اللهَ بِقَدرِ حاجَتِکَ إلَیهِ، وَاعصِهِ بِقَدرِ صَبرِکَ عَلى عَذابِهِ.(13)
1) الشورى: 20.
2) غرر الحکم: ج 5 ص 277 ح 8347 و 8348، عیون الحکم والمواعظ: ص 455 ح 8202 و 8203.
3) غرر الحکم: ج 2 ص 62 ح 1841.
4) اسْتَغَشّه: ضدّ انتصحه واستنصحه، أو ظنّ به الغِشّ (القاموس المحیط: ج 2 ص 281 «غشش»).
5) نهج البلاغة: الخطبة 176، بحار الأنوار: ج 92 ص 24 ح 24.
6) وَنَى: فَتَرَ وقَصَّر (النهایة: ج 5 ص 231 «ونا»).
7) نهج البلاغة: الخطبة 103، بحار الأنوار: ج 2 ص 58 ح 37.
8) الکافی: ج 8 ص 361 ح 551 عن الأصبغ بن نباتة، بحار الأنوار: ج 77 ص 364 ح 33.
9) غرر الحکم: ج 3 ص 63 ح 3832، عیون الحکم والمواعظ: ص 173 ح 3611.
10) غرر الحکم: ج 6 ص 442 ح 10932، عیون الحکم والمواعظ: ص 555 ح 10231.
11) ما بین المعقوفین أثبتناه من تحف العقول.
12) الکافی: ج 1 ص 18، تحف العقول: ص 387 ولیس فیه صدره إلى «بالمشقّة أبقاهما» وکلاهما عن هشام بن الحکم، بحار الأنوار: ج 78 ص 301.
13) أعلام الدین: ص 93.