الکتاب
«إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُکُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ کَانَ سَمِیعَا بَصِیرًا».(1)
«إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَیْنَ أَن یَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الْإنسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُومًا جَهُولًا».(2)
الحدیث
215. الإمام علی علیه السلام – و قَد سَألَه بَعضُ الزَّنادقةِ عَن قَولِ اللهِ عزَّوجلَّ: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَیْنَ أَن یَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُومًا جَهُولًا»، فَما هذِهِ الأَمانَةُ؟ ـ: أمَّا الأَمانَةُ الَّتی ذَکَرتَها، فَهِیَ الأَمانَةُ الَّتی لا تَجِبُ ولا تَجوزُ أن تَکونَ إلّا فِی الأَنبِیاءِ وأوصِیائِهِم؛ لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالَى ائتَمَنَهُم عَلى خَلقِهِ، وجَعَلَهُم حُجَجا فی أرضِهِ.(3)
216.الإمام الباقر علیه السلام – لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ» -: أمَرَ اللّهُ الإِمامَ مِنّا أن یُؤَدِّیَ الإِمامَةَ إلَى الإِمامِ بَعدَهُ، لَیسَ لَهُ أن یَزوِیَها عَنهُ، ألا تَسمَعُ إلى قَولِهِ: «وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُکُم بِهِ» هُمُ الحُکّامُ، أوَ لا تَرى أنَّهُ خاطَبَ بِهَا الحُکّامَ. (4)
217.الکافی عن برید العجلی: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ» قالَ: إیّانا عَنى؛ أن یُؤَدِّیَ الأَوَّلُ إلَى الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ الکُتُبَ وَالعِلمَ وَالسِّلاحَ. «وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ» الَّذی فی أیدیکُم.(5)
218.الإمام الصادق علیه السلام ـ فی قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» ـ: أمَرَ اللّهُ الإِمامَ الأَوَّلَ أن یَدفَعَ إلَى الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ کُلَّ شَیءٍ عِندَهُ.(6)
219.عنه علیه السلام ـ فی قَولِهِ تَعالى: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَکَمْتُم بَیْنَ النَّاسِ أَن تَحْکُمُواْ بِالْعَدْلِ» ـ: عَلَى الإِمامِ أن یَدفَعَ ما عِندَهُ إلَى الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ، واُمِرَتِ الأَئِمَّةُ بِالعَدلِ، واُمِرَ النّاسُ أن یَتَّبِعوهُم.(7)
220.الإمام الکاظم علیه السلام – فی قَولِهِ تَعالى: «إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» ـ: هذِهِ مُخاطَبَةٌ لَنا خاصَّةً، أمَرَ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى کُلَّ إمامٍ مِنّا أن یُؤَدِّیَ إلَى الإِمامِ الَّذی بَعدَهُ، ویوصِیَ إلَیهِ، ثُمَّ هِیَ جارِیَةٌ فی سائِرِ الأَماناتِ.(8)
221.رسول اللّه صلی الله علیه وآله: فاطِمَةُ بَهجَةُ قَلبی، وَابناها ثَمَرَةُ فُؤادی، وبَعلُها نورُ بَصَری، وَالأَئِمَّةُ مِن وُلدِها اُمَناءُ رَبّی، وحَبلٌ مَمدودٌ بَینَهُ وبَینَ خَلقِهِ.
مَنِ اعتَصَمَ بِهِم نَجا، ومَن تَخَلَّفَ عَنهُم هَوى.(9)
222.عنه صلی الله علیه وآله: مَعاشِرَ النّاسِ، اُوصیکُم(10) فی عِترَتی وأهلِ بَیتی خَیرا، فَإِنَّهُم مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَهُم، وهُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ بَعدی وَالاُمَناءُ المَعصومونَ.(11)
223.الإمام علیّ علیه السلام: إنّا أهلُ بَیتٍ خَصَّنَا اللّهُ بِالرَّحمَةِ وَالحِکمَةِ، وَالنُّبُوَّةِ وَالعِصمَةِ… وَائتَمَنَنا عَلى وَحیِهِ، فَنَحنُ الهُداةُ المَهدِیّونَ.(12)
224.الإمام الباقر علیه السلام – فی وَصفِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام -: کانوا نورا مُشرِقا حَولَ عَرشِ رَبِّهِم، فَأَمَرَهُم فَسَبَّحوا فَسَبَّحَ أهلُ السَّماواتِ بِتَسبیحِهِم،… فِإِنَّهُم لَهُمُ الصّافّونَ، وإنَّهُم لَهُمُ المُسَبِّحونَ… وَالاُمَناءُ عَلى وَحیِ اللّهِ، هؤُلاءِ أهلُ بَیتِ النُّبُوَّةِ.(13)
225.الإمام الصادق علیه السلام: نَحنُ حُجَّةُ اللّهِ فی عِبادِهِ، وشُهَداؤُهُ عَلى خَلقِهِ، واُمَناؤُهُ عَلى وَحیِهِ، وخُزّانُهُ عَلى عِلمِهِ.(14)
226.عنه علیه السلام – فی زِیارَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله وأهلِ بَیتِهِ علیهم السلام مِن بَعیدٍ -: السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّهَا النَّبِیُّ المُرسَلُ، وَالوَصِیُّ المُرتَضى، وَالسَّیِّدَةُ الکُبرى، وَالسَّیِّدَةُ الزَّهراءُ، وَالسِّبطانِ المُنتَجَبانِ، وَالأَولادُ الأَعلامُ(15)، وَالاُمَناءُ المُنتَجَبونَ.(16)
227.عنه علیه السلام: اِتَّبِعوا رَسولَ اللّهِ وأهلَ بَیتِهِ، وأقِرّوا بِما نَزَلَ مِن عِندِ اللّهِ، وَاتَّبِعوا آثارَ الهُدى(17)، فَإِنَّهُم عَلاماتُ الأَمانَةِ وَالتُّقى.(18)
228.عنه علیه السلام: الواجِبُ عَلَى الإِمامِ إذا نَظَرَ إلى رَجُلٍ یَزنی، أو یَشرَبُ الخَمرَ، أن یُقیمَ عَلَیهِ الحَدَّ، ولا یَحتاجُ إلى بَیِّنَةٍ مَعَ نَظَرِهِ؛ لِأَنَّهُ أمینُ اللّهِ فی خَلقِهِ.(19)
229.الإمام الرضا علیه السلام: إنَّ مُحَمَّدا صلی الله علیه وآله کانَ أمینَ اللّهِ فی خَلقِهِ، فَلَمّا قُبِضَ صلی الله علیه وآله، کُنّا ـ أهلَ البَیتِ ـ وَرَثَتَهُ، فَنَحنُ اُمَناءُ اللّهِ فی أرضِهِ.(20)
230.الإمام العسکریّ علیه السلام – فِی الصَّلاةِ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَینِ علیهماالسلام -: اللّهُمَّ صَلَّ عَلَى الحَسَنِ ابنِ سَیِّدِ النَّبِیّینَ… السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ سَیِّدِ الوَصِیّینَ، أشهَدُ أنَّکَ ـ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ ـ أمینُ اللّهِ وَابنُ أمینِهِ، عِشتَ مَظلوما، ومَضَیتَ شَهیدا.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الحُسَینِ بنِ عَلِیٍّ المَظلومِ… السَّلامُ عَلَیکَ یَابنَ أمیرِ المُؤمِنینَ، أشهَدُ ـ موقِنا ـ أنَّکَ أمینُ اللّهِ وابنُ أمینِهِ، قُتِلتَ مَظلوما، ومَضَیتَ شَهیدا.(21)
231.الإمام المهدی علیه السلام – فِی الزِّیارَةِ المَعروفَةِ بِزِیارَةِ النّاحِیَةِ -: أنتُم خَزَنَتُهُ وشُهَداؤُهُ، وعُلَماؤُهُ واُمَناؤُهُ.(22).
راجع: بحار الأنوار: ج 60 ص 278 ـ 282 (کلام العلّامة المجلسی فی بیان المراد من معنى الإمانة فی الآیة الشریفة)
و موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام: ج 5 ص 311 (القسم العاشر / الفصل الثالث: الخصائص العملیّة / إمام الداعین / أدعیته فی الاستعانة فی أمر الولایة).
1) النساء: 58.
2) الأحزاب: 72.
3) الاحتجاج: ج 1 ص 574 و 591 ح 137، بحار الأنوار: ج 93 ص 117 ح 1.
4) الغیبة للنعمانی: ص 54 ح 5 عن زرارة، بحار الأنوار: ج 23 ص 279 ح 17.
5) الکافی: ج 1 ص 276 ح 1، تفسیر العیاشی: ج 1 ص 247 ح 153، دعائم الإسلام: ج 1 ص 21، بصائرالدرجات: ص 475 ح 4 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 26 ص 220 ح 42.
6) الکافی: ج 1 ص 277 ح 4، بصائر الدرجات: ص 476 ح 6، تأویل الآیات الظاهرة: ج 1 ص 134 ح 11 کلّها عن المعلّى بن خنیس، مجمع البیان: ج 3ص 98 عن الإمام الباقر والإمام الصادق علیهماالسلام نحوه، بحارالأنوار: ج 23 ص 276 ح 7 وراجع: الغیبة للنعمانی: ص52 ح 2.
7) تهذیب الأحکام: ج 6 ص 223 ح 533، کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 3 ص 3 ح 3217 بزیادة «أن یحکموا» بعد «الأئمة» وکلاهما عن معلّى بن خنیس، تفسیر العیّاشى: ج 1 ص 249 ح 167 عن ابن أبی یعفور نحوه، بحار الأنوار: ج 23 ص 278 ح 14.
8) معانی الأخبار: ص 107 ح 1 عن یونس بن عبد الرحمن، بحار الأنوار: ج 23 ص 278 ح 13.
9) الطرائف: ص 118 ح 180، نهج الحق: ص 227 وفیه «مهجة» بدل «بهجة»، الصراط المستقیم: ج 2 ص 32، بحار الأنوار: ج 23 ص 110 ح 16؛ مقتل الحسین علیه السلام للخوارزمی: ج 1 ص 59، ینابیع المودّة: ج 1 ص 243 ح 17 نقلاً عن الحموینى فی کتاب الفرائد عن جمیل بن صالح عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلی الله علیه وآله.
10) فی المصدر: «اُوصیکم اللّه»، والتصویب من بحار الأنوار.
11) کفایة الأثر: ص 104 عن زید بن أرقم، بحار الأنوار: ج 36 ص 321 ح 173.
12) مشارق أنوار الیقین: ص 51 عن أبی سعید الخدری، بحار الأنوار: ج 26 ص 260 ح 37.
13) الیقین: ص 318، تفسیر فرات: ص 396 ح 527 نحوه وکلاهما عن زیاد بن المنذر، بحار الأنوار: ج 23 ص 245 ح 16.
14) التوحید: ص 152 ح 9، الزهد للحسین بن سعید: ص 187 ح 289، بصائر الدرجات: ص 61 ح 4 کلاهما نحوه وکلّها عن ابن أبی یعفور، بحار الأنوار: ج26 ص 247 ح 15.
15) فی المصدر: «والأعلام»، والتصویب من بحار الأنوار.
16) مصباح المتهجّد: ص 289 ح 399، جمال الاُسبوع: ص 153 وفیه «المستخزنون» بدل «المنتجبون»، بحارالأنوار: ج 89 ص 330 ح 3.
17) لعلّ المراد بآثار الهدى الأئمّة، أو علومهم وأخبارهم وسننهم وآدابهم.
18) الکافی: ج 1 ص 182 ح 6 و ج 2 ص 48 ح 3، کمال الدین: ص 411 ح 7 نحوه وکلها عن عبد الرحمن بن أبی لیلى، بحار الأنوار: ج 23 ص 96 ح 3.
19) الکافی: ج 7 ص 262 ح 15، تهذیب الأحکام: ج 10 ص 44 ح 157 کلاهما عن الحسین بن خالد، وسائل الشیعة: ج 18 ص 344 ح 34179.
20) الکافی: ج 1 ص 223 ح 1، تفسیر القمیّ: ج 2 ص 104، مختصر بصائر الدرجات: ص 174 کلّها عن عبد اللّه بن جندب، بصائر الدرجات: ص 118 ح 1عن عبد الرحمن بن أبی نجران عن الإمام الرضا عن الإمام زین العابدین علیهماالسلام، بحار الأنوار: ج 26 ص 142 ح 16.
21) مصباح المتهجّد: ص 401 ح 524، جمال الاُسبوع: ص 297 کلاهما عن عبد اللّه بن محمّد العابد، بحارالأنوار: ج 94 ص 74 ح 1.
22) المزار الکبیر: ص 568 عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمیری، مصباح الزائر: ص 430، بحار الأنوار: ج 102 ص 93 ح 2.