286. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: مَنِ استَعمَلَ رَجُلاً مِن عِصابَةٍ،(1) وفِی تِلکَ العِصابَةِ مَن هُوَ أرضى لِلّهِ مِنهُ؛ فَقَد خانَ اللّهَ، وخانَ رَسولَهُ، وخانَ المُؤمِنینَ.(2)
287. عنه صلى الله علیه و آله: أیُّما رَجُلٍ استَعمَلَ رَجُلاً عَلى عَشَرَةِ أنفُسٍ، عَلِمَ أنَّ فِی العَشَرَةِ أفضَلَ مِمَّن استَعمَلَ؛ فَقَد غَشَّ اللّهَ وغَشَّ رَسولَهُ.(3)
288. عنه صلى الله علیه و آله: مَنِ استَعمَلَ عامِلاً مِنَ المُسلِمینَ، وهُوَ یَعلَمُ أنَّ فیهِم أولى بِذلِکَ مِنهُ، وأعلَمَ بِکتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِیِّهِ؛ فَقَد خانَ اللّهَ ورَسولَهُ وجَمیعَ المُسلِمینَ.(4)
289. عنه صلى الله علیه و آله: مَنِ استَعمَلَ غُلاما فی عِصابَةٍ فیها مَن هُوَ أرضى لِلّهِ مِنهُ، فَقَد خانَ اللّهَ.(5)
290. عنه صلى الله علیه و آله- مِن کِتابٍ کَتَبَهُ لِعَتّابِ بنِ اُسَیدٍ عَهدا عَلى أهلِ مَکَّةَ-: قَد قَلَّدَ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله عَتَّابَ بنَ اُسَیدٍ أحکامَکُم ومَصالِحَکُم، [و](6) قَد فَوَّضَ(7) إلَیهِ تَنبیهَ غافِلِکُم، وتَعلیمَ جاهِلِکُم، وتَقویمَ أوَدِ مُضطَرِبِکُم، وتَأدیبَ مَن زالَ عَن أدَبِ اللّهِ مِنکُم، لِما عَلِمَ مِن فَضلِهِ عَلَیکُم… ولا یَحتَجَّ مُحتَجٌّ مِنکُم فی مُخالَفَتِهِ بِصِغَرِ سِنِّهِ، فَلَیسَ الأَکبَرُ هُوَ الأَفضَلَ، بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَکبَرُ.(8)
291. الإمام علیّ علیه السلام- مِن کِتابٍ کَتَبَهُ لِلأَشتَرِ لَمّا وَلّاهُ عَلى مِصرَ-: ثُمَّ انظُر فی اُمورِ عُمّالِکَ فَاستَعمِلهُمُ اختِبارا، ولا تُوَلِّهِم مُحاباةً(9) وأثَرَةً(10)، فَإِنَّهُما جِماعٌ مِن شُعَبِ الجَورِ وَالخِیانَةِ، وتَوَخَّ مِنهُم أهلَ التَّجرِبَةِ وَالحَیاءِ، مِن أهلِ البُیوتاتِ الصّالِحَةِ، وَالقَدَمِ فِی الإِسلامِ المُتَقَدِّمَةِ، فَإِنَّهُم أکرَمُ أخلاقا، و أصَحُّ أعراضا، وأقَلُّ فِی المَطامِعِ إشراقا، وأبلَغُ فی عَواقِبِ الاُمورِ نَظَرا.
ثُمَّ أسبِغ(11) عَلَیهِمُ الأَرزاقَ؛ فَإِنَّ ذلِکَ قُوَّةٌ لَهُم عَلَى استِصلاحِ أنفُسِهِم، وغِنىً لَهُم عَن تَناوُلِ ما تَحتَ أیدیهِم، وحُجَّةٌ عَلَیهِم إن خالفوا أمرَکَ أو ثَلَموا أمانَتَکَ.(12)
راجع: موسوعة الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام: ج 2 ص 395 (القسم الخامس / الفصل الثالث: السیاسة الاداریة / انتخاب العمال الصالحین) و ص 397 (عدم استعمال الخائن والعاجز).
1) العِصابَةُ: الجماعة من الناس (الصحاح: ج 1 ص 183 «عصب»).
2) المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 104 ح 7023، المطالب العالیة: ج 2 ص 233 ح 2103 کلاهما عن ابن عبّاس، کنز العمّال: ج 6 ص 25 ح 14687.
3) المطالب العالیة: ج 2 ص 233 ح 2102، نصب الرایة: ج 4 ص 63 ذیل ح 2 بزیادة «وجماعة المسلمین» فی آخره، کنز العمّال: ج 6 ص 19 ح 14653 نقلاً عن أبی یعلى وکلّها عن حذیفة.
4) السنن الکبرى: ج 10 ص 201 ح 20364، تاریخ بغداد: ج 6 ص 76 الرقم 3112 نحوه، کنز العمّال:ج 6 ص 79 ح 14919 نقلاً عن مسلم وأبی داود وکلّها عن ابن عبّاس.
5) المناقب لابن شهر آشوب: ج 1 ص 258 عن أبی ذرّ، بحار الأنوار: ج 23 ص 75 ح 24.
6) الزیادة من بحار الأنوار.
7) فَوَّضَ إلیه الأمر: إذا ردّه إلیه وجعله الحاکم فیه (النهایة: ج 3 ص 479 «فوض»).
8) التفسیر المنسوب إلى الإمام العسکری علیه السلام: ص 556 ح 329 عن الإمام العسکری عن الإمام زین العابدین علیهماالسلام، بحار الأنوار: ج 21 ص 123 ح 20.
9) حاباهُ محاباةً: اختصَّهُ، ومالَ إلیه (القاموس المحیط: ج 4 ص 315 «حبا»).
10) راجع: هذه الموسوعة: ج 1 ص 161 (الاستئثار).
11) أسبَغَ علیه: أی أنفقَ علیه تمامَ ما یحتاج إلیه ووَسَّعَ علیه فیها (النهایة: ج 2 ص 338 «سبغ»).
12) نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: ص 137، دعائم الإسلام: ج 1 ص 361 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 33 ص 605 ح 744.