الکتاب
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا یَعْبُدُونَنِى لَا یُشْرِکُونَ بِى شَیْئاً وَمَن کَفَرَ بَعْدَ ذَالِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). (1)
(هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ). (2)
(هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ وَ کَفَى بِاللَّهِ شَهِیدًا). (3)
الحدیث
270. الإمام علیّ علیه السلام ـ مِن کَلامِهِ علیه السلام فی بَعضِ احتِجاجاتِهِ ـ: ولَم تُطِقِ الاُمَّةُ الصَّبرَ عَلى ما أظهَرَهُ الثّالِثُ مِن سوءِ الفِعلِ، فَعاجَلَتهُ بِالقَتلِ، فَاتَّسَعَ بِما جَنَوهُ مِن ذالِکَ لِمَن وافَقَهُم عَلى ظُلمِهِم وکُفرِهِم ونِفاقِهِم، مُحاوَلَةُ مِثلِ ما أَتَوهُ مِنَ الاِستیلاءِ عَلى أمرِ الاُمَّةِ.
کُلُّ ذالِکَ لِتَتِمَّ النَّظِرَةُ الَّتی أوجَبَهَا اللّهُ تَعالى لِعَدُوِّهِ إبلیسَ، إلى أن یَبلُغَ الکِتابُ أجَلَهُ، ویَحِقَّ القَولُ عَلَى الکافِرینَ، ویَقتَرِبَ الوَعدُ الحَقُّ الَّذی بَیَّنَهُ اللّهُ فی کِتابِهِ بِقَولِهِ: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ) وَذالِکَ إذا لَم یَبقَ مِنَ الإِسلامِ إلَا اسمُهُ، ومِنَ القُرآنِ إلّا رَسمُهُ، وغابَ صاحِبُ الأَمرِ بِإِیضاحِ العُذرِ (4) لَهُ فی ذالِکَ، لِاشتِمالِ الفِتنَةِ عَلَى القُلوبِ، حَتّى یَکونَ أقرَبُ النّاسِ إلَیهِ أشَدَّهُم عَداوَةً لَهُ.
وعِندَ ذالِکَ یُؤَیِّدُهُ اللّهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها، ویُظهِرُ دینَ نَبِیِّهِ صلی الله علیه وآله ـ على یَدَیهِ ـ عَلَى الدّینِ کُلِّهِ ولَو کَرِهَ المُشرِکونَ. (5)
271. الإمام زین العابدین علیه السلام ـ فی قَولِهِ تَعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ) ـ: هُم وَاللّهِ شیعَتُنا أهلَ البَیتِ، یَفعَلُ اللّهُ ذالِکَ بِهِم عَلى یَدَی رَجُلٍ مِنّا، وهُوَ مَهدِیُّ هذِهِ الاُمَّةِ، وهُوَ الَّذی قالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه وآله: لَو لَم یَبقَ مِنَ الدُّنیا إلّا یَومٌ واحِدٌ لَطَوَّلَ اللّهُ ذالِکَ الیَومَ، حَتّى یَلِیَ رَجُلٌ مِن عِترَتی، اسمُهُ اسمی، یَملَأُ الأَرضَ عَدلاً وقِسطاً کَما مُلِئَت ظُلماً وجَورًا. (6)
272. الإمام الصادق علیه السلام ـ فی مَعنی قَولِهِ عز وجل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا یَعْبُدُونَنِى لَا یُشْرِکُونَ بِى شَیْئاً ـ: نَزَلَت فِی القائِمِ و أصحابِهِ. (7)
273. عنه علیه السلام ـ فی قَولِهِ تَعالى: (هُوَ الّذی أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدی وَ دینِ الحَقِّ لِیُظهِرَهُ عَلَی الدّینِ کُلِّهِ وَ لَو کَرِهَ المُشرِکُون) ـ: وَاللّهِ ما نَزَلَ تَأویلُها بَعدُ، ولا یَنزِلُ تَأویلُها حَتّى یَخرُجَ القائِمُ علیه السلام، فَإِذا خَرَجَ القائِمُ علیه السلام لَم یَبقَ کافِرٌ بِاللّهِ العَظیمِ، ولا مُشرِکٌ بِالإِمامِ، إلّا کَرِهَ خُروجَهُ، حَتّى أن لَو کانَ (8) کافِراً أو مُشرِکاً فی بَطنِ صَخرَةٍ لَقالَت: یا مُؤمِنُ، فی بَطنی کافِرٌ فَاکسِرنی وَاقتُلهُ. (9)
274. عنه علیه السلام ـ فی قَولِهِ تَعالى: (هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ) ـ: إذا خَرَجَ القائِمُ لَم یَبقَ مُشرِکٌ بِاللّهِ العَظیمِ ولا کافِرٌ إلّا کَرِهَ خُروجَهُ. (10)
275. رسول اللّه صلی الله علیه وآله: بَشِّر هذِهِ الاُمَّةَ بِالسَّناءِ وَالرِّفعَةِ، وَالدّینِ وَالنَّصرِ، وَالتَّمکینِ فِی الأَرضِ،… فَمَن عَمِلَ مِنهُم عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنیا، لَم یَکُن لَهُ فِی الآخِرَةِ نَصیبٌ. (11)
1) النور: 55.
2) التوبة: 33.
3) الفتح: 28.
4) فی المصدر: «الغدر»، والتصویب من بحارالأنوار.
5) الاحتجاج: ج 1 ص 605 ح 137، بحار الأنوار: ج 93 ص 124 ح 1.
6) مجمع البیان: ج 7 ص 239.
7) الغیبة للنعمانی: ص 240 ح 35 عن أبی بصیر، تفسیر القمّی: ج 1 ص 14 من دون إسنادٍ إلى أحد من أهل البیت علیهم السلام، تأویل الآیات الظاهرة: ج 1 ص 369 ح 21 عن عبد اللّه بن سنان، بحار الأنوار: ج 51 ص 58 ح 50.
8) هکذا فی المصدر، وفی تأویل الآیات الظاهرة: «لو أنّ» بدل «أن لو کان»، وهو الأنسب.
9) کمال الدین: ص 670 ح 16، تأویل الآیات الظاهرة: ج 2 ص 688 ح 7 کلاهما عن أبی بصیر، العُدد القویّة: ص 69 ح 104، تفسیر فرات: ص 481 ح 627، بحار الأنوار: ج 52 ص 324 ح 36.
10) تفسیر العیّاشی: ج 2 ص 87 ح 52 عن سماعة، بحار الأنوار: ج 52 ص 346 ح 94.
11) مسند ابن حنبل: ج 8 ص 44 ح 21278، المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 346 ح 7862، صحیح ابن حبّان: ج 2 ص 132 ح 405، شعب الإیمان: ج 7 ص 287 ح 10335 کلّها عن اُبیّ بن کعب ولیس فیها «والدین»، کنز العمّال: ج 12 ص 157 ح 34465؛ إعلام الورى: ج 1 ص 89 ولیس فیه «والدین»، بحار الأنوار: ج 18 ص 122 ح 36.